حمدي رزق
لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، لفتة طيبة من الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يُرجع الفضل فى إقامة مدينة الأدوية بالخانكة إلى اللواء دكتور صلاح الشاذلى، والترحُّم على روحه، وتوجيه التحية إلى أسرته.. متشكرين.
الرئيس السيسى يعرف الفضل، وينسب الفضل لأصحابه، وهذا خُلق كريم على المستوى الشخصى، وتقليد رئاسى معتبر، زاده بطلب تسمية ميدان أو شارع باسمه، وهذا من قبيل التكريم المستحق.
السيسى يحفظ الجميل الوطنى، ويرد الجميل إلى أصحابه، الوفاء الوطنى ليس بالهوى، ولكنه بِعِظم التضحيات.
معلوم، لا تسقط أسماء القادة العظام من ذاكرة الوطن، ورئاسة الجمهورية تعرف جيدًا معنى الوفاء، وإطلاق اسم اللواء صلاح على ميدان فسيح برهان على ما نقول.
الراحل الكريم، ابن «زاوية البقلى» بالمنوفية، كان قائدًا عظيمًا، كم من قادة عظام مروا من هنا وتركوا بصماتهم على طول طريق الخلود، وتخليد أسمائهم يرسم لنا الخطوة المقبلة، رجال المخابرات الحربية يعملون فى الظل كما رجال المخابرات العامة، عيون ساهرة على حدود الوطن.
الوفاء عنوان عريض للرئاسة المصرية، رسالة بعلم الوصول، خلاصته نحن نعرف قدر الرجال، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، والإحسان الوطنى، أى خدمة الوطن، لا يجيدها سوى المفطورين على حب الوطن، وهؤلاء ثلة من الأولين خاضوا حروب مصر كلها، وثلة من الآخرين يبنون صرح مصر العظيم.. يد تبنى ويد ترفع السلاح فى وجه الأعداء.
لن أذهب إلى التاريخ، وهو خليق بالدرس، ولكن ما يهمّنا الحاضر الذى يحمل فى أيامه رغبة مؤكدة على رد الاعتبار لقامات وقادة أعطت لهذا الوطن حياتها، وهبّت لنصرة شعبها، ولم تتولَّ يوم الزحف، وسجلت سطورًا مضيئة فى كتاب التاريخ المصرى، الدكتور صلاح دخل سجل العسكرية المصرية بسطور من نور، يرحمه الله، لو كان بيننا لحظى بتحية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والقادة من حوله وقوفًا، وشعب مصر جميعًا ينظر إليهم.
لن أُحدثكم عن رد الاعتبار من داخل المعسكرات، تتسمى الفرق والكتائب بأسماء الشهداء من القادة والضباط والصف حتى جندى مجند ضرب مثلًا فى التضحية والشهادة يحظى بالتكريم، شاهدوا أسماء الجنود تنير مبانى معسكر الهايكستب الجديد.
التسميات يحكمها قانون الوفاء، السيسى يرسم طريقًا جديدًا فى الوفاء، غاب عنّا فى زمن الإنكار والنكران معنى الوفاء، والوفاء شيمة الأوفياء، وعلى طريق الوفاء للرجال الأوفياء يرقد فى ترابها قادة عظام لم نُوفِّهم حقهم من الوفاء.
آن الأوان، وإن تعدّوا أسماء القادة العظام لا تحصوها، تاريخ العسكرية المصرية زاخر بالأسماء، كتاب التاريخ العسكرى الفاخر زاخر بالقادة العظام، والحمد لله أن هيّأ لنا قائدًا يعرف الفضل ويتّسم بالوفاء ويجلى جواهر التاج فى العسكرية المصرية، أن تختار زهرة من باقة زهور، أن تقف على اسم من أسماء عظيمة، أيهم تختار، تختار وأنت مطمئن أن الاختيار سيصادف أهله، وهم أهله، أهلٌ لكل تكريم على قطعة بحرية أو سلاح أو قاعدة عسكرية، فى معسكرات القوات المسلحة يتنسمون الذكرى العطرة.
نقلا عن المصرى اليوم