في مثل هذا اليوم 6 ابريل1814م..
نفي نابليون بونابرت إلى جزيرة ألبا الواقعة على طريق الساحل الشمالي لإيطاليا 100 يوم، وبعد عودته إلى حكم فرنسا تعرض لهزيمة قاسية في معركة ووترلو أمام البريطانيين، فنفي إلى جزيرة البا ..
أمضى نابليون 9 أشهر و 21 يومًا فقط في التقاعد القسري المضطرب في إلبا (1814- 1815)، راقب الأحداث في فرنسا باهتمام كبير مع انعقاد مؤتمر فيينا تدريجيًا. كان قد اصطُحِب إلى إلبا من قِبل السير نيل كامبل، الذي أقام هناك أثناء قيامه بواجبات أخرى في إيطاليا، لكنه لم يكن سجّان نابليون. كما توقع نابليون، فقد تسبب انكماش الإمبراطورية الفرنسية العظيمة إلى مملكة فرنسا القديمة باستياء شديد ضمن صفوف الفرنسيين، وشعور غذّته قصص من الطريقة غير اللبقة التي عومِل بها المحاربين القدامى في الجيش الكبير من قِبل أمراء بوربون ومعاملة الشعب ككل من قِبل النبلاء العائدين. كان التهديد المتكافئ هو الوضع العام في أوروبا، الذي أُكِّد عليه واستُنفِد خلال العقود السابقة من الحرب شبه الدائمة.
كانت مطالب القوى الكبرى المتضاربة باهظة للغاية خلال إحدى الفترات لدرجة دفعت الدول في مؤتمر فيينا إلى شفير الحرب. وهكذا، فإن كل قصاصات الأخبار التي وصلت إلى إلبا عن بُعد بدت مواتية لنابليون لاستعادة السلطة إذ استدلّ بشكل صحيح بأن أخبار عودته ستؤدي إلى تصعيد شعبي مع اقترابه. واستنبط أيضًا أن عودة الأسرى الفرنسيين من روسيا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا ستوفر له على الفور جيشًا مدربًا ومحنكًا ووطنيًا أكبر بكثير من ذلك الذي فاز بشهرة في السنوات التي سبقت عام 1814 م. تحدث الملكيون في باريس والمفوضون في فيينا بنبرة التهديد عن ترحيله إلى جزر الأزور أو إلى جزيرة سانت هيلينا، في حين ألمح آخرون إلى الاغتيال.
في مؤتمر فيينا (نوفمبر 1814 - يونيو 1815) كان لمختلف الدول المشاركة أهداف مختلفة ومتضاربة للغاية. أمِل ألكسندر الأول، قيصر روسيا، أن يستحوذ على جزء كبير من بولندا مخلفًا دولة دمية بولندية «دوقية وارسو» كدويلة حاجزة ضد المزيد من الغزو من أوروبا. طالبت الدولة البروسية المتجددة بكل مملكة ساكسونيا. لم ترغب النمسا بالسماح بحدوث أي من تلك الأشياء، في الوقت الذي كانت تتوقع فيه استعادة السيطرة على شمال إيطاليا. اتخذ كاستليرغ ممثل بريطانيا، موقفًا داعمًا لفرنسا (التي مثلها تاليران) والنمسا وكان في خلاف مع برلمانه الخاص. تسبب هذا باندلاع حرب تقريبًا، عندما أشار القيصر إلى كاستليرغ أن روسيا لديها 450000 جندي بالقرب من بولندا وساكسونيا وأبدى استعداده لمحاولة إزالتهم. وبالفعل، صرح ألكسندر «سأصبح ملك بولندا، وملك بروسيا سيصبح ملك ساكسونيا». تواصل كاستليرغ مع الملك فريدرش فيلهلم الثالث ملك بروسيا ليقدم له الدعم البريطاني والنمساوي لضم بروسيا إلى ساكسونيا مقابل دعم بروسيا لبولندا المستقلة. أعاد الملك البروسي تقديم هذا العرض علنًا، مهينًا ألكسندر بشدة لدرجة أنه تحدى أمير ومستشار النمسا، مترنيش إلى مبارزة لم يَحُل دون حدوثها سوى تدخل التاج النمساوي. تم تجنب الخرق بين القوى العظمى الأربعة عندما بعث أعضاء في البرلمان البريطاني إلى السفير الروسي بأن كاستليرغ قد تجاوز سلطته، وأن بريطانيا لن تدعم بولندا المستقلة. تركت تلك القضية بروسيا متشككة للغاية من أي تدخل بريطاني..!!