النايب: هي وش السعد عليا.. وطلبوها مني في صلاة الجمعة
حفل ضخم، يتابعه المواطنون من جميع أنحاء العالم، 22 مومياء ملكية من ملوك الفراعنة من مختلف الأسر، تنقل في موكب فاخر في حدث موكب المومياوات الملكية، إلى المقر الجديد لها بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، من المتحف المصري، السبت، شهد العالم خلاله فنانين ومشاهير وعلماء، ومومياوات تاريخية، وعرض تاريخي جاذب للأنظار، تخلله مشهد لفتاة صغيرة، خطفت انظار الجميع وأضحت محل إشادة من المشاهدين بعدما لقبوها بـ«بنت مصر».
وجه جميل وهادئ، وشعر مائل للصفار، وعينان زرقاوان على بشرة بيضاء، تلك الملامح الملائكية التي ميزت الطفلة سجى مروان، التي ظهرت في مشهد متميز خلال موكب نقل المومياوات، بابتسامة واسعة، ونظرة مميزة، وأشاد الجميع ببراءتها وجمال وجهها، متسائلين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ماهيتها ومن أين جاءت؟.
قبل يوم من حدث نقل المومياوات وتحديد وقت صلاة الجمعة، اصطحب مروان النايب والد الطفلة «سجى» ابنته إلى المسجد، وعقب خروجهما تقابلا مع محمد سعدي، رئيس مجلس إدارة الشركة المنظمة لحفل نقل موكب المومياوات، والذي أعجبه هيئة الطفلة ورأى فيها وجهًا جميلًا يمكنه تمثيل مصر خلال الحفل، فطلب على الفور من الأب أن تشارك ابنته، وتحدثا بعد ساعات هاتفيًا حول الأمر، فما كان من الوالد إلا أن طلب مهلة قصيرة للرد على طلبه.
الأمر كان غريبا بعض الشيء على والد سجى، رغم عمله كعضو في لجنة التسويق والتعاقدات في نادي سيراميكا كليوباترا، ولكنه يبعد تماما عن الإعلام والأضواء، لذا أدى صلاة استخارة واطمأن قلبه للأمر، وفقًا لما قاله لـ«الوطن»، «لما عرفت كمان إنها حاجة حلوة لبلدي وإيفينت تاريخي مقدرتش أتأخر، حبيت كمان أغرس فيها حبها لبلدها، وتفتخر بنفسها لما تكبر وتشوف الفيديو».
الساعة 11 مساء يوم الجمعة، أيقظ الأب طفلته، من أجل أن تذهب لعمل بروفة عن العرض، بعد أن أعطاها نصائح وتعليمات وحاول أن يوعيها بأهمية ما ستقوم به على حد عقلها الصغير وسنها، «قولتلها انتي عندك شغل ومهم عشان مصر، وفهمتها على قد ما قدرت، ونزلت صورت الساعة 12 بليل».
لم يتمكن الأب من مرافقة ابنته الصغيرة صاحبة العامين ونصف، بسبب انشغاله بمباراة فريقه أمام نادي الإسماعيلي، وعقب مرور دقائق من المباراة بدأت المكالمات تنهال عليه من الأقارب والأصدقاء ولم يستوعب ما يحدث، ليضطر بين شوطي اللقاء أن يدخل غرف الملابس ويفحص هاتفه، ليجد وقتها صورة ابنته قد انتشرت كالنار في الهشيم عبر السوشيال ميديا، والجميع يهنئه بابنته التي كانت خير مشرف لمصر في الاحتفال.
حالة من السعادة الممزوجة بالخوف تملكت من الأب، فخور بابنته التي يتحدث الجميع عن روعة ابتسامتها وتأديتها للدور، وفي قلبه يدب القلق على صغيرته التي قد تكون عرضة للحسد، «محيلتيش غيرها وهي نور عنيا» وأكمل مازحًا، «أنا نجمي خفيف حتى يوم جوازي الفرح اتطربق فوق دماغي، فكنت خايف حاجة تيجي فيها هي مش هستحملها».
قلق «النايب» قد يبدو غريبا، ولكن ذلك التعجب يزول فور أن تعلم أن «سجى» هي طفلته الثالثة، والتي جاءت بعد وفاة طفلين آخرين، تسببا له في ألم كبير، وجعلته يتمنى السلامة دومًا لابنته، ويخاف عليها من شرور الدنيا، وهو ما كافأه عليه الله يوم الحفل، «كل الناس اللي كانت بتشير صورتها وبتكلمني عليها كانوا بيقولوا ويكتبوا ما شاء الله وربنا يحميها، عشان ربنا عارف إني خايف عليها بعتلي دعوات 100 مليون بإنه يحفظها ويحميها».
يعتبر والد سجى أن ابنته هي «وش السعد» عليه، حيث ولدت بعد وفاة نجليه بعام واحد، «أول ما اتولدت جالي شغل في البطولة الأفريقية وكنت في اللجنة المنظمة ومساعد كابتن محمد فضل، وبعدها كنت رئيس لجنة الملاعب، حتى يوم الحفل كسبنا الإسماعيلي في الإسماعيلية».
يسعى والد سجى أن يبعد عنها الأضواء، خاصة أنها في سن صغيرة ولا تستوعب ما يحدث حولها، «فرحت لما شوفتها في التليفزيون وكل الناس هنوني، وسموها (بنت مصر)، بس لازم أبعدها عن السوشيال عشان متتاخدش ليه، ومش هتظهر غير في الحاجت المهمة اللي ليها معنى وقيمة».