دخل لقاح "أسترازينيكا" مرة أخرى في دائرة الجدل والقلق بعدما أُعيد طرح احتمالات تسببه في الإصابة بجلطات دموية؛ مما يجعله محل شك وتردد من مصابي كورونا في العديد من دول العالم، إلا أن الأمر مازال قيد الشك في إذا كان يسبب الجلطات الدموية ففي الوقت الذي قالت فيه أحد مسئولي وكالة الأدوية الأوروبية، وهو المسئول عن إستراتيجية اللقاحات في الوكالة أن هناك احتمالات كبيرة بوجود علاقة بين اللقاح والإصابة بالتجلطات الدموية.
ورغم تقييد عدد من الدول الأوروبية، من بينها ألمانيا، استخدام لقاح أسترازينيكا، جددت الوكالة الأوروبية للأدوية تمسكها به، وأوصت باستخدام اللقاح المضاد لكورونا دون قيود، مشيرة إلى أن فوائده تتجاوز مخاطره بكثير.
الوكالة لم تتوصل إلى عامل خطر محدد يؤدي إلى حدوث جلطات بعد أخذ لقاح أسترازينيكا، مشيرة إلى أن التفسير المنطقي لحالات تجلط الدم النادرة يمكن أن يكون الاستجابة المناعية، وقالت إيمير كوك المديرة التنفيذية للوكالة:"لم يتسن تأكيد عوامل خطر محددة مثل العمر أو الجنس أو التاريخ الطبي؛ لأن الأحداث النادرة تظهر في جميع الأعمار".
وأعلنت اليوم الأربعاء حسب ما جاء في تقارير تناقلتها وكالات الأنباء أن لجنة السلامة التابعة لها "خلصت إلى أن جلطات الدم غير العادية مع انخفاض عدد الصفائح الدموية يجب أن تُدرج على أنها آثار جانبية نادرة جدًا للقاح.
ولا يزال من غير الواضح بعد ما هي التداعيات التي ستترتب على قرار الوكالة بالنسبة للقاحات، إذ إن العديد من دول الاتحاد الأوروبي قررت تقييد استخدام اللقاح الذي تنتجه الشركة البريطانية السويدية وقصره على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما.
وكانت ألمانيا، على سبيل المثال، أعلنت تسجيل 31 حالة إصابة بتجلط دموي في أوردة دماغية ارتبطت بتطعيم أسترازينيكا وانتهت بعض هذه الإصابات بوفاة أصحابها.
وفي أعقاب ذلك، شكلت الوكالة في مارس الماضي مجموعة من الخبراء، لم تعثر في البداية على علاقة بين هذه الحالات والتطعيم، وذلك قبل أن يتم استئناف البحث، ويعتقد الخبراء أن المسألة تتعلق برد فعل مناعي نادر للغاية.
وكالة الأدوية البريطانية
بحسب وكالة الأدوية البريطانية فإن 7 حالات ممن تلقوا لقاح أسترازينيكا توفوا بسبب جلطات دموية وذلك من إجمالي 30 حالة تم تسجيلها حتى الآن.
هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية
وبحسب هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية فقد ثبت بالفعل تسبب اللقاح في حدوث جلطات بالدم وطالبت الهيئة بالاعتراف بذلك من خلال إدراج هذه الإصابة المحتملة ضمن الآثار الجانبية لأسترازينيكا .
السبب غير معروف
ويظل السبب المؤدي إلي الجلطات غير معروفًا إلي الآن بحسب حديث مسئول إستراتيجية اللقاحات في وكالة الأدوية الأوروبية ماركو كافاليري .
مواطنون قلقون
ويتخوف المواطنون في مصر من تناول اللقاح، وخاصة الذين قاموا بتسجيل بياناتهم عبر موقع وزارة الصحة والسكان للحصول علي دورهم في التطعيم، حيث يقول مصطفي علي (37 عامًا) وقد حصل علي اللقاح الأسبوع الماضي عبر المراكز الحكومية :"تناولت أسترازينيكا وإلي الآن لم أشعر بأي أثار جانبية" لافتًا إلي شعوره بالأمان نحو اللقاح وإلا ما كان ليدخل مصر، لكنه أصبح قلقًا بعد إعلان تسببه في جلطات دموية.
ويقول أحمد سعيد (43عامًا):"قمت بتسجيل بياناتي عبر موقع وزارة الصحة والسكان لتلقي اللقاح، ولم يأت دوري بعد ولكن بعد إعلان احتمالية حدوث جلطات في الدم أصبحت خائفًا :"هستنى كلام وزارة الصحة علشان أطمن".
"مصادر طبية" أكدت أن هناك متابعة دقيقة لما يجرى في العالم، وأن الحكومة أكدت عبر وزارة الصحة أنها حريصة على وجود اللقاحات الآمنة في مراكز التلقيح، مشيرة إلى أن لقاح استرازينكا لا توجد حتى الآن معلومة مؤكدة تقول إنه يشكل خطرا، وأن هناك دراسات تجرى على الحالات التى قيل إنها أصيبت بجلطات ولم يتم التوصل إلى ارتباط قاطع بأنه السبب.
وبحسب أطباء تحدثوا لـ"بوابة الأهرام" فإن مراكز توفير لقاحات كورونا في مصر تشهد كل من "أسترازينيكا" و"سينوفارم" ولكن "أسترازانيكا" هو الأكثر طلبًا وخاصة من الأطباء، حيث يقوموا بالاختيار بين اللقاحين أيهما يريدون ويأتي اختيارهم علي أسترازانيكا لكونه أكثر فاعلية .
وأشارالأطباء إلي ما أعلنته وكالة الأدوية البريطانية بأن 7 أشخاص تلقوا اللقاح وتوفوا بسبب جلطات دموية من إجمالي 30 حالة، حيث قالوا أن هذه النسبة تعد طبيعية لأي دواء ولكنها تصبح خطيرة إذا ثبت أنها قابلة للارتفاع إلي حين تأكد وزارة الصحة والسكان من أن النسبة غير قابلة للزيادة .