كان موكبًا جميلًا ومؤثرًا، موكب المومياوات الفرعونية، وهو يتحرك بمهابة ووقار، نابعين من روعة التاريخ، وأصالة الحضارة القديمة، المستمدة من الثقافة المصرية القديمة. وكان هذا الموكب تحت الكاميرات العالمية، والأقمار الصناعية، ومتابعة ملايين البشر فى كل العالم.
نفتخر بمصريتنا لأن أجدادنا أصل الحضارة، وتاريخنا يشهد على ذلك، فنحن نسل الفراعنة العظماء فى تاريخ البشرية، فالفراعنة هم:
1- أصحاب حضارة ما قبل التاريخ وصُناع التاريخ.
2- وأصحاب النظم القانونية قبل علوم القانون الحديثة.
3- وأصحاب تنظيم المجتمع، ليصير متناسقًا ومتحدًا.
4- وأصحاب الفنون فى جذورها: الكتابة والرسم والنحت والتماثيل.
5- وأصحاب العلوم المتعددة: الفلك والحساب والهندسة والطب والكيمياء والعمارة.
- وكلمة فرعون = «بار أون» = «أبن أون» وأون هى الشمس، وهى ألقاب بعض ملوك المصريين فى فجر التاريخ.
«مبارك شعبى مصر» هذا كان ولايزال وعد الله للمصريين عبر العصور.
أولاً: ما هو مفهوم الثقافة؟
- إن كلمة «ثقافة» من أكثر الكلمات انتشارًا وتعددًا فى تعريفها، فلقد تتابع الباحثون فى وضع التعريفات لهذا المصطلح حتى أصبح بوسعنا تقديرها بمئات التعريفات اليوم، وتتراوح هذه التعريفات بين القول: إن الثقافة هى: «مجرد اكتساب درجة من العلم والمعرفة» وإنها تعنى «الإبداع والابتكار الفنى والمعرفة والجمال».
- وبين القول إنها: «السلوك أو نمط التعبير الخاص بمجتمع من المجتمعات أو جماعة من الجماعات».
وهناك التعريف المسمى بتعريف «تايلور» القائل بأن: «الثقافة هى ذلك الكل، المركب الذى يشتمل على المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والعادات، وغيرها من القدرات والعادات التى يكتسبها الإنسان بوصفه عضوًا فى المجتمع».
- لقد ظل هذا التعريف من أشهر التعاريف بل ظل هو التعريف الأشمل، كما يقول العاملون بالمنطق لأكثر من نصف قرن من الزمان، إلا أن تطور العلوم النظرية والتطبيقية ألقى المزيد من الأضواء على فهم الثقافة، ودفع إلى تقديم اجتهادات جديدة حول مفهوم الثقافة تعكس التحولات التى طرأت على الإنسان، كما تعكس التقدم للحضارة الإنسانية.
- هذا بالإضافة إلى ظهور انتقادات توجه لأى تعريف يقدم لمفهوم الثقافة لإهماله بعدا أو أكثر من الأبعاد، فمثلاً رغم شمولية تعريف «تايلور» فإن النقد الذى وجه إليه، هو أن تعريفه يتسم بالعمومية، وهكذا تعددت التعريفات، والاجتهادات حول مفهوم الثقافة وتعددت الانتقادات أيضًا.
- فالثقافة هى مجمل القيم الروحية المادية للإنسان والجماعة، ونقلها لأجل التقدم والتطور.
- لذلك كانت مجموعة التنمية الثقافية هى إحدى المجموعات المتخصصة التى كونتها أسقفية الشباب، لتلبية احتياجات خدمة الشباب المتنوعة. وتهتم المجموعة بكل من «الثقافة الكنسية» و«الثقافة العامة» بالنسبة لخادم الشباب والشباب أنفسهم باعتبارهما محورين أساسيين لا غنى عنهما فى الخدمة.
وتحاول المجموعة من خلال هذا الاهتمام أن تشكل رؤية ثقافية مسيحية تجاه القضايا والمفاهيم المختلفة، كذلك ابتكار وسائل متنوعة تدعم هذا الخط.
- فالتنمية الثقافية تعنى الارتقاء من مستوى أقل إلى مستوى أعلى فى المجال الثقافى، على المستويين العام والفردى، الدينى والمجتمعى، بغرض التقدم الروحى والحضارى.
- لذلك ينبغى ألا ننظر للثقافة على أنها ترف أو رفاهية، وإنما ننظر لها على أنها ثمرة المعايشة الحية والتمرس مع الحياة، والتفاعل مع تجاربها، وأنها بالضرورة تدفع الإنسان فى أن تكون له نظرة عامة للوجود والحياة والمجتمع.
- والثقافة فى هذا الإطار تنقل الإنسان إلى وضع أفضل يمكنه من مواكبة العصر، ومواجهة المشاكل والتحديات المعاصرة التى تواجهه شخصيًا أو تواجه المجتمع.
ثانيًا: ما بين الثقافة والحضارة:
1- الثقافة هى التى تخلق الحضارة، فكل حضارة Civilization هى ثمرة لثقافة سابقة عليها، فالحضارة هى الجانب المادى المحسوس من الثقافة، والثقافة هى روح الحضارة بما تمثله من توجهات وقيم وأفكار، فالحضارة لأنها مادية تجسد الثقافة بقيمها، وذلك فى مؤسسات وآلات تخترع وتكنولوجيا متقدمة.
2- ولقد لعبت الأديان عبر العصور دورًا فعالاً فى التقدم الإنسانى من خلال إشاعة القيم اليومية الإيجابية التى ترتفع بالإنسان، ومن ثم يتطور المجتمع إلى شخصية جديدة يتمكن بها المؤمن من إبداع روح جديدة فى العصر والمجتمع الذى يعيش فيه، يساهم بها فى بناء حضارة جديدة ومجتمع جديد.
3- إن غياب البعد الثقافى أو المعرفى أو الفكرى فى تكوين حياة الإنسان يساوى الموت والهلاك، لذلك يدعونا الكتاب المقدس عبر أسفار الحكمة إلى اكتساب الحكمة والمعرفة ومحبة الفهم، كدعوة للتأمل فى نظام الكون، والسلوك الحسن فى الحياة.
فيقول سليمان الحكيم فى سفر الأمثال:
- «اتركوا الجهالات فتحيوا وسيروا فى طريق الفهم» (أمثال6:9)،
- «مخافة الرب رأس المعرفة أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب» (أمثال 7:1)
- «طوبى للإنسان الذى يجد الحكمة وللرجل الذى ينال الفهم» (أمثال13:3).
وفى سفر هوشع يقول:
- «هلك شعبى لعدم المعرفة» (هوشع 6:4).
* أسقف الشباب العام
بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
نقلا عن المصرى اليوم