Oliver كتبها
- منذ ولادتى و أنا أعمى .إحتجت ولادة جديدة لأرى النور.منذ أخطأ آدم و كلنا نولد عميان بالخطية.الرب احتجب عنا ثم ظهر فى الجسد و خلصنا.أشرق على العميان فصرنا نعاين النور بنوره.لم أكن أرى فرآنى هو .لم أعرف أنه رآني إلا حين كلمني و لم أعرف من كلمني إلا حين رأيته.
-وجدنى مقيداً ليس بالعمى وحده بل من أسئلة كثيرة.يتساءلون لماذا ولدت أعمي و لا ينظرون لأنفسهم هل هم مبصرون حقاً؟ ينسبون العيب لأبى و أمي يلقون اللوم على بسهولة كمن يقترع على لعبة.
- ليس الذى ولدني مخطئاً و لا البطن التي حملتنى متجنية.لكن للرب قصد فى وجودى.إن رأيتموني ناقص العينين فإن عيناى ما زالت عند الذى خلق للسيرافيم أعين كثيرة و هو ير الصالح لى.
-جاءنى صوته.كلمني بالإنجيل.علمنى من أكون.سمعته يحامى عني و عن أبي و أنا صامت عاجز لا أملك إجابة على أسئلة الناس.قال عني و سمعته.لا هذا أخطأ و لا أبواه.ما سمعت أحد يشفع لي سواه.
-لم يكتف بالكلام بل إنحني جداً إلى الأرض.بصق في حفنة من تراب و طلي عيني.مع بصاقه خرجت نسمة من فمه إلى فمى.تسرب داخلى شعوراً لا أفهمه من صوت لم أعتاد أن أسمعه.
- قال لى إذهب إلى بركة المرسل.هل هذه البركة عيادته؟هل هو المرسل إلينا من الآب؟ أم أنا المرسل منه إلى البركة؟ أم قوله هو المرسل منه إلينا للحياة؟ تخالطت الأفكار و أنا أمر بين الناس واضعاً يداى على عيني لئلا ينزلق منها الطين .عندي يقين أن هذا الطين دواءى.خلق جديد لعينين لم تكونا لي أبداً.
- الناس يبصرونني و أنا أغتسل ثم أبصر .لم أجد من يرقص لشفاءى.من يفرح معى.من يشاركني لحظة العمر كله؟لم يتعجب أحد لأنهم ظنوا أننى لست أنا .لم أكن أنا قدامهم و الآن لا يطيقونني قدامهم.
-قلت أعود البيت وحدي رميت العصا التى عصيت بها طوال عمرى.رأيت الأشياء و الأشخاص لأول مرة.تعلمت الرؤى.أحشاء أمي إبتهجت مثل أليصابات.أبى ما صدق عيناه.الجيران تكالبوا علي البيت.إنتشر الفرح و الأسئلة و كانت الإجابة فى نفس السؤال.حين سألونني من خلق عيناك؟هو الخالق.
- أين ذاك الذى شفاك ؟كان يجب أن أقول أنه في السماء لكنني وجدته علي الأرض.فقلت لا أعلم .
- إقتادونى إلي المجمع كمجرم.أخذوا معى أبى و أمى كالذاهبين إلى المقصلة.سألوهما قدامى هل هذا إبنكما؟ خشيت أن ينكرا بنوتى لكنهم لم ينكرا.سألوهما من جعله مبصراً فقالوا نحن ولدناه أعمي و لا نعلم من يمنح الإبصار هنا ؟ لم نره بعد ؟كان الهيكل لإبننا مكاناً للتسول كان أعمى لكنه الآن يبصر.
-جاء دورى فى المحكمة.أجبرونى على القسم لكي إذا لم يعجبهم كلامي يرجمونني كمجدف.
- قلت لهم و قلبي يستهزئ بغباواتهم.أنا لم أفعل شيئاً لأبصر.فقط إغتسلت .تجاوزوا ضدى بكل الكلمات.قالوا كيف لم يحفظ السبت؟ كأن السبت للعمى و ليس للإبصار؟ عبادة لمغمضى القلوب مرذولة.أهانوا الذى شفانى قدامى و أنا رجل لست صاحب لسان لا أمس و لا أول من أمس.كنت أريد أن أدافع عنه لأنه أرانى الوجود بعينيه.أنا أبصر من عينين وهبهما لى فكيف لا أجيب؟ لكن إلهاماً أوجد على لسانى أسئلة مقابل أسئلتهم فسألتهم .
- هل تريدون أن تصيروا له تلاميذ؟ هذه دعوة و كرازة.كفوا عن محاربة المبصرين و كونوا معهم تلاميذ للذى منحهم النور.
- ثم وجدت إلهاماً بسؤال آخر: هل الله يسمع للخطاة ليخلقوا عيوناً للعميان؟ أم لابد أنه البار الذى يمنح من نوره نوراً للقلب و العيون و الوجود؟
- طردوني لأني كرزت له.حرمونى من المجمع و جعلونى منبوذاً لأني أبصرت.أهانوا أبواى و تجاسروا على من جعلنى مبصراً .الظلم عندهم كالماء و العمى يحكمهم بخيالاته.
- قابلنى البار.سألني ليس مثل أسئلة الجيران أو أبواي و لا المجمع و لا الناس.سألني أتؤمن بإبن الله؟ ما أحلي سؤاله.رأيته في سؤاله و لم أكن أعرفه مثلما يوحنا المعمدان لم يكن يعرف.
أجبته أنا مستعد يا سيدي أن أؤمن به.عيناى تقودني للإيمان.من هو فأؤمن به؟صرت أسأل سؤالاً كسؤال المسيح.
-قال لي الذى يتكلم معك هو يهوه.فسجدت حين سمعت إسمه.سجدت حين علمت بكونه إبن الله.و ما زال العميان يسألون أين قال المسيح إني إبن الله ؟ لقد قالها قدامى.قدام كل مسيحى فيه روح الله.
قدام العالم كله بالخلاص.