بقلم : عبد المنعم بدوى
شاهدت منذ لحظات ... مراسم تشييع الأمير فيليب ، فى كنيسة وندسور ، والتى تقرر أن تكون بسيطه ، وتقتصر على أفراد العائله المالكه فقط ، ولكن ماشاهدته أمامى كان ملخص لقصة التجربه الأنجليزيه وقصة المجتمع الأنجليزى فى التقدم والتفوق ...
جلست أشاهد بقايا الإرث الأمبراطورى ، وتساءلت كيف لهذه الجزيره الصغيره أن تتمكن من أن تحكم وتسيطر على العالم ، وتكون أمبراطوريه لاتغيب عنها الشمس ؟؟
لقد آمن ملوك تلك الجزيره بأن قوة بلادهم لاتظهر لهم داخل حدودها ، ولكن القوه الحقيقيه تظهر لهم فى خارج حدودها ، أنت تستطيع أن تكون قوى فى الداخل بالشرطه وبالقانون ، ولكن قيمة بلدك الحقيقيه خارج حدودها وليست داخلها ...
لقد آمن ملوك تلك الجزيره بأن التوسع من طبائع الدول كما هو من طبائع البشر ، فلا يوجد أحد يكتفى بما يملكه ، فأنت إذا لم تتوسع فسوف تضيق بك المسافات ، وإذا لم تتمدد فسوف تتقلص ...
لقد علمونا بأن هناك نوعين من القوه :
القوه الصلبه : وهى التى تفرضها الأمبراطوريات بقوة السلاح وبقوة الأقتصاد
والقوه الناعمه : وهى التى تستطيع أن تحدث تأثيرها دون وسائل عنف ، وتتحقق بالنفوذ أكثر مما تتحقق بالغذو
يقول شوقى عن نهر النيل :
أى الممالك .. أيها فى النهر مارفعت شراعك ...... ياأسمر القسمات والنسمات ضيع من أضاعك