يضيع الانسان أمام غزارة النصائح الغذائية التي تكون أحيانا متناقضة. يواجه الخبز أحيانا الوصم من قبل بعض الاستشاريين في علم التغذية الذين يدعون إلى قطيعة الخبز أثناء الحميات الغذائية لإنقاص الوزن. فيما هناك اختصاصيو تغذية يطالبون بالإبقاء على الخبز كحصّة غذائية رئيسيّة حتى في فترات الالتزام بآداب التخسيس أو الريجيم. فكيف لنا أن نرى بوضوح ما علينا فعله تجاه الخبز أثناء حمية الريجيم؟
نرتاح جدا حينما نقتنع، بادئ الأمر، بأنّنا نستطيع تذوّق خبز لذيذ ونخسر في نفس الوقت الكيلوغرامات الزائدة : هذا ممكن فعلا أثناء حميات الريجيم شرط احترام بعض المبادئ الأساسيّة. المطلوب هو ألّا نلغي الخبز كاملةً من نظام غذائنا إذا كنّا من المُتعلّقين به، إنَّما المطلوب بالأحرى هو حسن اختيار الخبز الصحّي-الجيّد، بالاستناد إلى ما جاء على لسان الاختصاصية في علم التغذية، ريا بو خليل.
الانقطاع عن استهلاك بعض أنواع الخبز
أثناء حمية التخسيس لإنقاص الوزن، يكفي الابتعاد عن استهلاك كافّة أنواع الخبز الأبيض سواء كانت الباغيت الفرنسية أو الخبز العربي الأبيض أو مخبوزات المحال التجارية الضخمة المُغلّفة بأكياس والتي تكون مصنوعةً من دقيق أبيض معدّل وراثيا. تُصنع كافّة هذه المخبوزات من دقيق مكرّر وتخمَّرت بفعل خميرة البيرة الصناعية الكيميائية-الفوريّة وليس من الخميرة الطبيعية الحامضية والمركبّة من بكتيريا نافعة وصديقة للإنسان هي Lactobacillus.
تكمن مساوئ المخبوزات البيضاء في أنّها تضمّ مؤشّرا عاليا من نسبة السكّر. عند استهلاكها، ترفع تركيز نسبة السّكّر في الدمّ بطريقة وحشيّة لأنّها سريعة الامتصاص من قبل الجهاز الهضمي، ما يعني أنّها ترفع إفرازات الأنسولين، ذلك الهرمون الذي يقوم بتخزين الدهون.
المخبوزات المُفضّلة
يكون الاختيار موفّقا حينما نشتري مخبوزات الحبّة الكاملة من القمح أو الجاودار أو الشعير أو الشوفان. إن كنّا نشاء خسارة الوزن أو لا، تظلّ هذه المخبوزات الأفضل للصحّة العامّة بما أنّها غنيّة بالألياف بطيئة الامتصاص من قبل المعدة والأمعاء. تكمن حسنات هذه المخبوزات في أنّها تمدّنا بإحساس الشبع لفترات طويلة. كما وأنّ هذه المخبوزات تخمّرت وارتفع عجينها ببطء بواسطة الخميرة الطبيعية. هذه المزايا ترفع جودة مادة النشاء المُقاومة التي تغذّي البكتيريا النافعة في الوسط البكتيري ضمن الجهاز الهضمي، ما يكون بمثابة المفتاح الضروري لخسارة الوزن".
ما هي كمّية الخبز المسموح بها في اليوم أثناء الريجيم ؟
يظلّ الفلتان في استهلاك كمّيات كبيرة من الخبز مرفوضا أثناء الحميات الغذائية لإنقاص الوزن. نستطيع يوميا أن نستهلك مقدار 60 غراما من الخبز. من حين لآخر، نستطيع أيضا الانقطاع عن استهلاك الخبز يوما كاملا. ما ينبغي التذكير به هنا هو أنّ الخبز يحتوي على الملح الذي يساعد على احتباس الماء في الجسم، ما يعيق بشكل كبير عملية خسارة الوزن.
بغضّ النظر عن التوقيت اليومي الذي نرغب فيه استهلاك الحصّة اليومية من الخبز، هذه النقطة ليست ذات تأثير على نظام إنقاص الوزن. إنّ رغبات وعادات كلّ إنسان، على حدى، هي التي تقرّر متى يكون التوقيت مؤاتيا لاستهلاك الخبز خلال النهار.
في خلاصة الأمر، ينبغي أن نهتمّ بطبيعة تكوين الخبز ونسأل الخبّاز ممّا هو مركّب. أمّا عند شرائنا للمخبوزات من السوبرماركت، تكون قطيعتنا للخبز الأبيض فضيلة ويكون اختيارنا لمخبوزات الحبّة الكاملة، إن توفّرت، مباركا شرط الابتعاد عن شراء المخبوزات الحاوية على إضافات غذائية ومستحلبات ومكوّنات كيميائية أخرى.