في ظل الجائحة.. يجب قبول اللقاح المقدم المتاح بغض النظر عن ماهيته

 
ألقت منظمة الصحة العالمية الضوء على أفضل الخيارات من بين اللقاحات المتعددة المتاحة ضد فيروس كورونا في بعض البلدان، وذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "العلوم في خمس"، الذي يبثه موقع المنظمة الأممية، وتقدمه فيسميتا جوبتا سميث، على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي.
 
دكتور كاثرين أوبراين، رئيس قسم المناعة في المنظمة، كانت ضيف هذه الحلقة، حيث تناول الخيار الأفضل من بين لقاحات كوفيد-19 المتاحة حول العالم.
 
وقالت دكتور أوبراين خلال اللقاء إنه "لا تتوافر في العالم كميات كافية من اللقاح حاليًا لكي يتم تحصين كل من يحتاج إلى اللقاح. وبالتالي فإن الإجابة على التساؤل بشأن اللقاح الذي يمكن الحصول عليه، هي عندما يُعرض عليك اللقاح، فيجب أن تأخذ اللقاح الذي عُرض عليك أو المتاح".
 

وأوضحت دكتور أوبراين أن هناك عددا من اللقاحات التي ثبت أنها آمنة وفعّالة ومصنعة بجودة عالية. وبالتالي، فإن أيًا من هذه اللقاحات ستوفر حماية حقيقية. وإذا كان الشخص يعيش في بلد يوجد به أكثر من لقاح واحد في البرنامج، فيجب أن يعتبر نفسه محظوظًا لأنه يمكن الحصول على اللقاح. ونصحت المتلقين بأنه عندما يحين دورهم للحصول على اللقاح فعليًا، فإن عليهم الحصول على اللقاح المتاح أيا كان.
 
قوائم الانتظار الطويلة
وأضافت دكتور أوبراين أنه إذا كان الشخص في فئة عالية الخطورة وكان من الأشخاص الأوائل، الذين سيحصلون على اللقاح، فإن هذا شيء يجب أن يتم في أسرع وقت ممكن حتى يكون الشخص محميًا ومحصنًا.
 
وبالنسبة للأشخاص الذين سيحصلون على اللقاح لاحقًا في قائمة الانتظار، كما هو الحال مع دكتورة أوبراين نفسها، والذين يعملون في مكتب ولا يتعرضون لأي مخاطر كبيرة، فإن مهمتهم هي انتظار دورهم، وعندما يحين وقت الحصول على اللقاح فإنه يجب القبول باللقاح المُتاح بغض النظر عن ماهيته.
 
اللقاحات وجلطات الدم
وعن الآثار الجانبية أو مخاطر اللقاحات من وجهة نظر العلماء، قالت دكتور أوبراين، إن هناك طريقة للبحث عن الآثار الجانبية الشائعة في التجارب السريرية، ثم الآثار الجانبية النادرة، التي يتم مسحها باستمرار في الاستخدام الروتيني للقاحات. وتعد جلطات الدم واحدة من الأشياء، التي تثير مخاوف عند البعض نتيجة لكثرة المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام مؤخرًا.
 
وأوضحت دكتور أوبراين أن هذا الموضوع تدرسه منظمة الصحة العالمية بعناية، ويتعاطى معه المسؤولون في أوروبا وحول العالم بعناية فائقة، حيث إن فرق العمل بالمنظمة في خضم جمع المعلومات حول هذه الأحداث النادرة جدًا التي يبدو أنها تصيب واحدا إلى 10 لكل مليون شخص.
 
وأعربت عن اعتقادها بأنه من المهم أن يتذكر الجميع سبب التطعيم وهو أننا في خضم جائحة والجميع يواجه خطر الإصابة بعدوى كوفيد-19. وعلى الرغم من ذلك، فإن المهم هو أن يتم من خلال منظور الأرقام والمخاطر تقييم الفائدة، التي توفرها اللقاحات مقابل المخاطر الصغيرة للغاية، التي يمكن أن ترتبط بها بعض الحالات النادرة التي تأثرت بسبب اللقاحات.
 
تقييم ومراجعات متواصلة
ومن أجل تحقيق تلك الغاية، يبحث كل من المنظمين وصانعي السياسات بعناية شديدة في هذه البيانات، ويفهمون سبب حدوثها.. وأين تحدث.. ومن يصاب بها.. ويحاولون تحديد ما إذا كانت هناك مجموعات معينة من الأشخاص المعرضين أكثر للخطر بالنسبة لبعض الآثار الجانبية، والتي لا يبدو أنها كذلك، وتحقيق التوازن بين هذا الخطر النادر جدًا والمنخفض مقابل فائدة الحماية من مرض كوفيد-19.
 
وشرحت دكتور أوبراين أنه يتم في إطار جهود منظمة الصحة العالمية إجراء مراجعات للأدلة، وبما أن الأدلة تتغير بمرور الوقت، فإن لجان الخبراء المعنية بالسلامة تقوم بتحديث تقييماتها للفوائد والمخاطر.
 
كما أن هناك صنّاع سياسات أيضًا ينظرون على قدم المساواة إلى هذه البيانات على مستوى العالم، ويقدمون من خلال فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتحصين، توصيات للبلدان لتحقيق هذا التوازن من الفوائد والمخاطر وكيفية تقليل أي مخاطر يمكن أن تكون موجودة بخلاف ذلك.