ربما يجعل تناول مشروب مع وجبة الإفطار أو الغداء أو العشاء وجبتك أكثر متعة. ولكن هل فكرت فيما إذا كان المشروب الذي تختاره قد يؤثر على طريقة امتصاص جسمك للعناصر الغذائية في طعامك؟

 
وتسمى العوامل الغذائية التي يمكن أن تزيد من امتصاص العناصر الغذائية الأخرى، المحسنات، بينما تلك التي يمكن أن تقلل من امتصاص العناصر الغذائية الأخرى تسمى مثبطات، أو مضادات المغذيات.
 
ويعد الحديد أحد أكثر أنواع نقص المغذيات شيوعا في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يؤدي إلى حالة تسمى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
 
لذا، إذا كنت تبحث عن زيادة مستويات الحديد لديك، فإن الأمر يستحق التفكير ليس فقط فيما تأكله، ولكن في ما تشربه أيضا.
 
ويمكن أن يحدث نقص الحديد عندما لا نحصل على ما يكفي من المعدن، أو عندما لا نمتص الحديد بالقدر الذي يحتاجه الجسم. وهو أكثر شيوعا عند النساء ويمكن أن يسبب الضعف والإرهاق من بين أعراض أخرى.
 
وإذا كنت قلقا من احتمال إصابتك بنقص الحديد، فيمكنك إجراء فحص دم من طبيبك العام. وهناك نوعان من أشكال الحديد في وجباتنا الغذائية: الحديد الهيمي والحديد غير الهيمي.
 
والهيم هو بروتين يحتوي على الحديد ويشكل جزءا من الهيموجلوبين، وهو بروتين في خلايا الدم الحمراء ينقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.
 
ويوجد حديد الهيم في مصادر الغذاء الحيوانية، مثل اللحوم، ويتم امتصاصه بسهولة أكبر في الجسم.
 
ويوجد الحديد غير الهيمي في الأطعمة النباتية، مثل الحبوب والفاصوليا والمكسرات، وهو أقل سهولة في الامتصاص.
 
وسيؤدي اختيار مشروب يحتوي على فيتامين C، مثل عصير البرتقال أو الطماطم أو الجريب فروت، في وقت قريب من وجبتك إلى زيادة كمية الحديد غير الهيمي الذي يمكن امتصاصه.
 
وفي إحدى الدراسات، زاد 100 ملغ من فيتامين C من امتصاص الحديد بمقدار أربعة أضعاف. وهذا يعادل تقريبا ما تحصل عليه من كوب واحد من عصير البرتقال.
 
ويعد وضع ذلك في الاعتبار أمرا مهما بشكل خاص للأشخاص الذين لا يأكلون اللحوم، حيث أن كل الحديد الموجود في نظامهم الغذائي سيكون من الحديد غير الهيمي.
 
ويعد الشاي مشروبا شهيرا مع وجبات الطعام وغالبا ما يتم الاستمتاع به مع الوجبات، لكنه يحتوي على مركب نشط بيولوجيا يسمى التانين، وهو مثبط لامتصاص الحديد غير الدموي.
 
ويصنف التانين كمركب عضوي يسمى بوليفينول. ويوجد أيضا في العديد من الأطعمة بما في ذلك الكاكاو واللوز والعنب والتوت والرمان والتوابل (على سبيل المثال، الفانيليا والقرفة)، والتي قد تجد طريقها إلى المشروبات مثل العصائر.
 
ولسوء الحظ، الأخبار ليست أفضل لمن يشربون القهوة، حيث تحتوي القهوة أيضا على مادة التانين. كما يعد حمض الكلوروجينيك الموجود في القهوة مثبطا مهما لامتصاص الحديد.
 
ويصنف الشاي والقهوة من أقوى مثبطات الحديد. ويمكن لفنجان الشاي أن يقلل من امتصاص الحديد بنحو 75% إلى 80%​​، وكوب من القهوة بحوالي 60%. وكلما كان تركيزهم أقوى، كان التأثير أكبر.
 
لذلك من الأفضل تجنب الشاي والقهوة أثناء الأكل ولمدة ساعتين قبل وبعد الوجبة. وهذا هو تقريبا طول الوقت الذي يبقى فيه الطعام والشراب في معدتك قبل أن يتم امتصاصه بالكامل.
 
ويشمل ذلك وجبة الإفطار، وهي الوجبة التي يسود تناول الشاي والقهوة فيها.
 
لذلك إذا كنت تعاني من نقص الحديد، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في اختيار كوب صغير من عصير البرتقال في وجبة الإفطار، أو الأفضل تناول برتقالة كاملة (حيث تحصل على الألياف معها أيضا)، وترك الشاي أو القهوة لوقت قصير.