سليمان شفيق
اسبوع الالام يقبل ويذكرني بنساء تحملت الالم من اجل المسيح من امة مريم التي حبلت من الروح وتحملت العار حتي صلبة ، ومن نساء اخريات جاء من نسلهن ومن سيرتهن نتعلم البطولة .
يوم اربعاء ايوب وبطلة التجربة زوجتة التي لم تتخلي عنه ، واليوم خميس العهد تأسيس سر التناول حيث غسل ايضا المسيح ارجل التلا ميذ وأحبهم كل الحب ولكن منهم من خانة يهوذا ،وجميعهم هربوا ولم يبقي تحت الصليب الا يوحنا وكما ذكر في التاريخ فأنه مع حبة للمسيح.. كان تحت السن الذي يعاقب فية القانون الروماني اضافة الي انه خالة قيافا رئيس الاساقفة ، وايضا فقط المجدلية هي التي شاهدتة معجزة القيامه ، وهي التي ذهبت للهاربين الخائفين لكي تخطرهم بالقيامة ، وهكذا اسبوع الالام هو اسبوع بطولة النساء ، وحتي الان الامهات هن من يعيشن الالام في البيوت والعمل والترمل . من هذا المنطلق دعونا نستعرض بطلات ذكرهن الكتاب المقدس وحموا الايمان وشعوبهن استير: كانت استير فتاة يهودية اختارها الملك الفارسي احشويروش لتكون ملكة. استخدمت الملكة استير نفوذها لتمنع ابادة شعبها. فقد اكتشفت ان مرسوما رسميا صدر يقضي بإهلاك كل اليهود الذين يعيشون في الامبراطورية الفارسية في يوم محدد. وكان كبير الوزراء هامان وراء هذا المخطط الشرير. (استير ٣:١٣-١٥؛ ٤:١، ٥) وبمساعدة ابن عمها الاكبر مردخاي، كشفت عن المؤامرة لزوجها الملك احشويروش، معرضة حياتها للخطر. (استير ٤:١٠-١٦؛ ٧:١-١٠) فسمح احشويروش لهما ان يُصدرا مرسوما آخر يجيز لليهود ان يدافعوا عن انفسهم. وهكذا هزموا اعداءهم هزيمة ساحقة. — استير ٨:٥-١١؛ ٩:١٦، ١٧.
حنة: كانت حنة زوجة ألقانة ووالدة صموئيل الذي صار نبيا معروفا في اسرائيل قديما. — ١ صموئيل ١:١، ٢، ٤-٧. عندما كانت حنة عاقرا، اتكلت على الله لتنال التعزية. ففي حين انها بقيت دون اولاد فترة طويلة بعد زواجها، انجبت ضرّتها فننة الاولاد. لذلك كانت تغيظها كثيرا. لكن حنة صلت الى الله طلبا للتعزية. ونذرت نذرا له قائلة انه اذا اعطاها ابنا، فستكرِّسه للخدمة في المسكن، وهو خيمة متنقلة استخدمها الاسرائيليون للعبادة. — ١ صموئيل ١:١١. استجاب الله صلاة حنة وأنجبت صموئيل. فوفت بوعدها وأخذت صموئيل ليخدم في المسكن عندما كان لا يزال صبيا. (١ صموئيل ١:٢٧، ٢٨) وسنة تلو الاخرى، كانت تخيط له جبَّة وتجلبها له. ومع الوقت، بارك الله حنة بخمسة اولاد آخرين، ثلاثة بنين وبنتَين. — ١ صموئيل ٢:١٨-٢١.
دبورة مَن كانت؟ كانت دبورة نبية استخدمها يهوه الله لتخبر شعبه ما يريده منهم ولتحل خلافاتهم. — قضاة ٤:٤، ٥. دعمت النبية دبورة بشجاعة عبَّاد الله. فدعت بتوجيه منه باراق ليقود جيشا اسرائيليا ضد مضايقيهم الكنعانيين. (قضاة ٤:٦، ٧) وعندما طلب باراق من دبورة ان ترافقه، لم تستسلم للخوف بل لبت لطلبه. — قضاة ٤:٨، ٩. بعد ان منح الله النصر للاسرائيليين، نظمت دبورة على الاقل جزءا من الترنيمة التي رنمتها مع باراق وسردت فيها ما حصل. وفي هذه الترنيمة، ذكرت الدور الذي لعبته ياعيل، امرأة شجاعة اخرى، في هزم الكنعانيين. — قضاة الاصحاح ٥.
راحاب كانت راحاب عاهرة تعيش في مدينة اريحا الكنعانية، وصارت عابدة ليهوه الله. خبأت راحاب شخصين اسرائيليَّين كانا يتجسسان اريحا. وقد فعلت ذلك لأنها سمعت كيف خلَّص يهوه إله اسرائيل شعبه من مصر ولاحقا من هجوم قبيلة الاموريين. بعدما ساعدت راحاب الجاسوسَين، التمست منهما ان يستحيياها وعائلتها عندما يأتي الاسرائيليون لتدمير اريحا. فوافقا ولكن بشرط ان تتكتم على مهمتهما، تبقى هي وعائلتها في بيتها اثناء هجوم الاسرائيليين، وتربط حبلا قرمزيا في النافذة كعلامة تدل على بيتها. اطاعت راحاب الارشادات، فنجت هي وعائلتها عندما دُمِّرت اريحا. تزوجت راحاب لاحقا من رجل اسرائيلي وصارت من اسلاف الملك داود ويسوع المسيح. — يشوع ٢:١-٢٤؛ ٦:٢٥؛ متى ١:٥، ٦، ١٦.
راحيل كانت راحيل ابنة لابان والزوجة المفضلة عند الاب الجليل يعقوب. تزوجت راحيل من يعقوب، وأنجبت له ابنَين صارا من رؤوس اسباط اسرائيل الـ ١٢ قديما. وكانت راحيل قد التقت زوجها المقبل وهي ترعى غنم ابيها. (تكوين ٢٩:٩، ١٠) وكانت «جميلة» مقارنة بأختها الكبرى ليئة. — تكوين ٢٩:١٧. فأُغرم يعقوب بها ووافق ان يعمل عند لابان سبع سنين بغية الزواج بها. (تكوين ٢٩:١٨) لكن لابان احتال عليه وزوَّجه ليئة اولا، وبعد ذلك سمح له ان يتزوج راحيل. — تكوين ٢٩:٢٥-٢٧. احب يعقوب راحيل وابنَيها اكثر من ليئة وأولادها. (تكوين ٣٧:٣؛ ٤٤:٢٠، ٢٧-٢٩) وقد سبَّب ذلك منافسة بين الاثنتَين. — تكوين ٢٩:٣٠؛ ٣٠:١، ١٥.
راعوث مَن كانت؟ كانت راعوث موآبية تركت آلهتها وموطنها لتصير عابدة ليهوه في ارض اسرائيل. اعربت راعوث عن محبة استثنائية تجاه حماتها نعمي. فكانت نعمي قد انتقلت الى موآب مع زوجها وابنَيها للهرب من مجاعة في اسرائيل. وهناك، تزوج ابناها امرأتَين موآبيتَين، راعوث وعرفة. ولكن بعد فترة، مات زوجها وابناها، تاركين ثلاث ارامل. قررت نعمي ان تعود الى اسرائيل حيث انتهى الجفاف. واختارت راعوث وعرفة ان ترافقاها. لكن نعمي طلبت منهما ان تعودا الى اقربائهما، فرجعت عرفة. (راعوث ١:١-٦، ١٥) اما راعوث فكانت وفية لحماتها نعمي وبقيت معها. فقد احبتها وأرادت ان تعبد إلهها يهوه. — راعوث ١:١٦، ١٧؛ ٢:١١. اكتسبت راعوث بسرعة صيتا حسنا في موطن نعمي، بيت لحم. فعُرفت انها كنة مخلصة ومجتهدة. وقد تأثر مالك ارض غني اسمه بوعز بصفاتها، فزودها هي ونعمي الطعام بسخاء. (راعوث ٢:٥-٧، ٢٠) لاحقا، تزوجت راعوث بوعز وصارت من اسلاف الملك داود ويسوع المسيح. — متى ١:٥، ٦، ١٦.
رفقة مَن كانت؟ كانت رفقة زوجة اسحاق ووالدة ابنَيهما التوأمَين، يعقوب وعيسو. فعلت رفقة مشيئة الله، حتى عندما كان ذلك صعبا. فبينما كانت تستقي ماء من البئر، طلب منها رجل ان يشرب. فناولته الجرة بسرعة وعرضت ان تستقي ماء لجماله. (تكوين ٢٤:١٥-٢٠) كان هذا الرجل خادم ابراهيم الذي سافر مسافة طويلة ليجد زوجة لإسحاق بن ابراهيم. (تكوين ٢٤:٢-٤) وقد صلى الى الله طالبا بركته عليه. وعندما لاحظ اجتهاد رفقة وضيافتها، ادرك ان الله استجاب صلاته واختارها زوجة لإسحاق. — تكوين ٢٤:١٠-١٤، ٢١، ٢٧. حين عرفت رفقة سبب مجيء الخادم، وافقت ان ترجع معه وتصير زوجة لإسحاق. (تكوين ٢٤:٥٧-٥٩) وأنجبت رفقة لاحقا توأمَين. وكان الله قد كشف لها ان الاكبر بينهما، عيسو، سيكون خادما للاصغر، يعقوب. (تكوين ٢٥:٢٣) لذلك عندما اراد اسحاق ان يبارك ابنه البكر، تدخلت لينال يعقوب البركة. — تكوين ٢٧:١-١٧.
سارة كانت سارة زوجة ابراهيم وأم اسحاق. ماذا فعلت؟ تركت سارة حياتها المريحة في مدينة اور المزدهرة لأنها آمنت بالوعود التي قطعها الله لزوجها ابراهيم. فقد قال الله لإبراهيم ان يترك اور ويذهب الى ارض كنعان. ووعده ان يباركه ويجعله امة عظيمة. (تكوين ١٢:١-٥) وربما كانت سارة آنذاك في ستينياتها. ومنذ ذلك الوقت، عاشت مع زوجها حياة ترحال في الخيام. ومع ان هذه الحياة عرَّضتها للخطر، فقد دعمت ابراهيم فيما اتبع توجيه الله. (تكوين ١٢:١٠، ١٥) ولسنوات عديدة، ظلت عاقرا، الامر الذي احزنها كثيرا. لكن الله وعد ان يبارك نسل ابراهيم. (تكوين ١٢:٧؛ ١٣:١٥؛ ١٥:١٨؛ ١٦:١، ٢، ١٥) ووعد ايضا ان سارة ستحمل بابن لإبراهيم. وبالفعل، انجبت ولدا بعدما تجاوزت سن الانجاب بكثير. فكانت بعمر ٩٠ سنة وزوجها بعمر ١٠٠ سنة. (تكوين ١٧:١٧؛ ٢١:٢-٥) وسمَّيا الولد اسحاق.
مرثا مَن كانت؟ كانت مرثا اخت لعازر ومريم، وقد عاشوا ثلاثتهم قرب اورشليم في قرية اسمها بيت عنيا. ماذا فعلت؟ كانت مرثا من اصدقاء يسوع المقرَّبين. فالكتاب المقدس يقول: «كان يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر». (يوحنا ١١:٥) كما يخبرنا انها كانت امرأة مضيافة. فذات مرة، استضافت يسوع وراحت تهتم بالواجبات المنزلية فيما اختارت مريم ان تصغي الى يسوع. فتذمرت امامه ان اختها لا تساعدها. فصحح يسوع بلطف وجهة نظرها. — لوقا ١٠:٣٨-٤٢. وعندما مرض لعازر، ارسلت مرثا ومريم في طلب يسوع، واثقتَين انه يقدر ان يشفي اخاهما. (يوحنا ١١:٣، ٢١) لكن لعازر مات قبلما وصل يسوع. وحين اتى، عبَّرت مرثا في حديثها معه عن ثقتها بوعد الكتاب المقدس بالقيامة وبقدرة يسوع على اعادة اخيها الى الحياة. — يوحنا ١١:٢٠-٢٧. مريم (اخت مرثا ولعازر) مَن كانت؟ كانت مريم، مع اخيها لعازر وأختها مرثا، من اصدقاء يسوع المقرَّبين. ماذا فعلت؟ اظهرت مريم تكرارا التقدير ليسوع بصفته ابن الله. وقد عبَّرت عن الايمان ان يسوع كان يقدر ان يمنع موت اخيها لعازر، وكانت حاضرة عندما اقامه. وقد انتقدتها اختها مرثا عندما اختارت ان تصغي الى يسوع بدل ان تساعدها في الواجبات المنزلية. لكن يسوع مدح مريم لأنها اعطت الاولوية للتعلم عن الله. — لوقا ١٠:٣٨-٤٢. وفي مناسبة اخرى، اعربت مريم عن السخاء تجاه يسوع بسكب «زيت عطر ثمين» على رأسه وقدمَيه. (متى ٢٦:٦، ٧) فاتهمها الحاضرون بالتبذير. لكن يسوع دافع عنها قائلا: ‹حيثما يُكرز ببشارة ملكوت الله في العالم كله، يُخبَر ايضا بما فعلته هذه المرأة، تذكارا لها›. — متى ٢٤:١٤؛ ٢٦:٨-١٣. ماذا نتعلم منها؟ نمّت مريم ايمانا عميقا. ووضعت عبادة الله قبل المسائل الدنيوية. وقد اكرمت يسوع بتواضع رغم الكلفة الباهظة.
مريم (ام يسوع) مَن كانت؟ كانت مريم شابة يهودية، وكانت عذراء حين حبلت بأعجوبة وأنجبت يسوع. فعلت مريم بتواضع مشيئة الله. فكانت مخطوبة ليوسف عندما ظهر لها ملاك وأخبرها انها ستحبل وتلد المسيا المنتظر. (لوقا ١:٢٦-٣٣) وقبلت هذا الدور طوعا. وبعد ولادة يسوع، صار لمريم ويوسف اربعة بنين وبنتان على الاقل. اذًا لم تبقَ مريم عذراء. (متى ١٣:٥٥، ٥٦) ومع انها تمتعت بشرف كبير، إلَّا انها لم تطلب او تنل اكراما خصوصيا، سواء خلال خدمة يسوع او بعدما تأسست الجماعة المسيحية. ماذا نتعلم منها؟ كانت مريم امرأة امينة قبلت طوعا مسؤولية كبيرة. وكانت تعرف الكتابات المقدسة جيدا. فوفقا لأحد التقديرات، اشارات اليها حوالي ٢٠ مرة عندما تفوَّهت بالكلمات المسجلة في لوقا ١:٤٦-٥٥.
مريم المجدلية مَن كانت؟ كانت مريم المجدلية تلميذة مخلصة ليسوع. ماذا فعلت؟ كانت مريم المجدلية واحدة من عدة نساء سافرن مع يسوع وتلاميذه. واستخدمت ممتلكاتها بسخاء للاعتناء بحاجاتهم. (لوقا ٨:١-٣) وقد تبعت يسوع حتى نهاية خدمته، وكانت تنظر من بعيد عندما أُعدم. كما نالت حظوة ان تكون بين اوائل الذين رأوه بعد قيامته. — يوحنا ٢٠:١١-١٨. ولا زلنا نعيش بفضل الامهات والزوجات والاخوات اللاتي يخدمن الرب والكنيسة والمجتمع واسرهن.