أبناء شقيقه بعد دفنه: حصى الأرض بيحبه وصلينا عليه 4 جنازات
شهدت منطقة سوق الجملة بمدينة سمنود بمحافظة الغربية، استمرار حالة الحزن على وجوه العشرات من أفراد عائلة الحاج حسين القرني، والمعروف إعلاميا بـ «عشماوي مصلحة السجون»، عقب تشييع جثمانه بمسقط رأسه، إثر تدهور حالته الصحية ووفاته، ودفنه عصر أمس، بمقابر العائلة بنطاق بمركز منية سمنود بمحافظة الدقهلية.

ورصدت «الوطن»، تجمع السيدات والرجال، متشحين بالسواد حدادا على فراق بطل موسوعة «جينيس» وصاحب تجربة تطبيق 1072 حالة إعدام على المجرمين والخارجين القانون طوال ما يزيد عن 45 عاما من عمره الوظيفي بقطاع مصلحة السجون بالوزارة الداخلية.

«الحمد لله رب العالمين مؤمنين بقضاء الله، ودفنا أخويا الكبير الحاج حسين في مقابر العائلة بنطاق مركز منية سمنود».. بتلك الكلمات بدأ الحاج سعيد القرني وشهرته سعيد العجواني، حديثه مع «الوطن»، مؤكدا أنه تلقى نبأه تعرض شقيقه الأكبر لوعكة صحية مفاجئة خلال 48 ساعة لأول مرة، مشيرا إلى أنه حرص على السفر من سمنود إلى القاهرة للاطمئنان على صحته أثناء تواجده برفقه أسرته وأبنائه من الفتيات والشباب، ولكن إرادة الله فوق كل شئ، حتى استرد وديعته بوفاته وتغسيله أمام عينيه في لحظات عصيبة.

وتابع شقيق «عشماوي»: «أخويا كان أطيب قلب في الدنيا كلها وكان يحرص عىي الصلاة في وقتها ولم يتأثر أبدا بشخصية عشماوي منفذ أحكام الإعدام، وربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته».

في ذات السياق قال نجل شقيق الراحل والدموع في عينيه: «ربنا يرحمه عمي هو قدوتنا في الحياة وتعلمنا منه الكثير، فكان دائما يحرص على إمداد صلة الرحم وسهر الليالي برفقة أبويا والجيران يستمتعون بسماعهم أقواله المأثورة حول وقائع إعدام أباطرة الإجرام».

وواصل نجل شقيق «عشماوي»:«عمي رحمه الله كان صاحب أعمال خير وكثيرا ما كان يخصص شهريات في أظرف لمساعدة الفقراء والأسر الأكثر احتياجا».

من جانبه أعرب حسين سعيد القرني، عن حزنه لفراق عمه بقوله: «أنا أهلي سموني على اسمه، وكنت فخورا بعمله بمصلحة السجون، وحرصه على تنفيذ العدالة في تحقيق القصاص من أخطر أباطرة الإجرام من تجار السموم ومرتكبي أشرس جرائم القتل وسفك الدماء».

وأكد أنه عمه الراحل شارك في جثمانه الآلاف من محبيه، حيث صلى على جثمانه 4 صلوات جنازة، والأخيرة أداها فضيلة الشيخ مصطفى العدوي أمام أبواب مقابر العائلة بمنية سمنود.

واختتم بقوله «ابني يوسف دايما يحب يجلس بجوار جده حسين القرني، ولن ينسى شعره الأبيض وكلامه المعسول عن خبراته بالحياة، وفعلا أطرف موقف أذكره له رحمة الله عليه، حينما حضر لنا زيارة وبحوزته عدة الشغل في ليلة الاستعداد لتنفيذ حكم الإعدام بسجن طنطا العمومي، واستشهد بصورته وهو يرتدي زيه الشرطي الرسمي بمكتب وزير الداخلية الأسبق اللواء حبيب العادلي، قبل أحداث ثورة 25 يناير».