ما إن يزهر الربيع حتى يبدأ الامتعاض من طلع الأزهار وما تسبّبه غبار الأشجار من احتقان في الأنف وعطاس وحكاك والتهابات في الجيوب الأنفية واحمرار العيون والدمع الغزير لدى فئة من البشر اعتادت منذ الصغر أن تتلوّع سنويا بحساسية الربيع. إنَّما في زمن جائحة الكورونا، تظنّ فئة بسيطة من البشر لم تعتد من قبل أن اشتكت في الصغر من حساسية الربيع أنّها التقطت عدوى الكورونا فيما يكون المُسبّب لالتهابات الجهاز التنفّسي العلوي عندها هو بالأحرى حساسية الربيع التي ظهرت في عمر متأخّر. 

 
قد تظهر حساسية الربيع فجأة بغضّ النظر عن العمر إذ أنّها واردة أن تحصل للمرّة الأولى ما بعد الخمسين. بالرغم من أن هذا النوع من الحساسية يطال صغار العمر مبدئيا، لا ينفي العمر المتقدّم حصول هكذا نوع من الحساسية، كمطلق أي نوع آخر من الحساسيات. 
 
من الجائز أن تكون أعراض حساسية الربيع شبيهةً بالتهابات عدوى الكورونا حينما يشتكي الإنسان من الأمور التالية : 
-نوبات عطاس 
-سيلان من الأنف 
-الإرهاق الجسدي 
-السعال 
-مصاعب في التّنفّس عند مرضى الربو
 
لكنّ ينجم عن إلتهابات عدوى الكورونا أعراض أخرى لا تحصل في حالة حساسية الربيع. هذه الأعراض الفارقة تكون الأوجاع والتشنّجات العضلية التي  تترافق مع حرارة تدلّ على أنّ هناك التهاب حاصل في الجسم. تتسبّب حساسية الربيع بالتعب إنَّما لا تتسبّب لا بالحرارة  ولا بآلام العضلات. 
 
فقدان حاسّة الشمّ هو عرض مُشترك في كلتي الحالتين 
تكون خسارة حاسّة الشمّ من إحدى الأعراض المشتركة-البارزة التي تطال في آن معاً مرضى الكورونا والمصابين بحساسية طلع الربيع. يشتكي المعتادون على اكتشاف علامات اندلاع حساسية الربيع إمّا من ضعف بسيط في حاسّة الشمّ إمّا من تعطّل كامل لها بسبب احتقان الأنف. 
 
إنَّما بخلاف حساسية الربيع، تظهر خسارة حاسّة الشمّ لدى الملتقطين لعدوى الكورونا من دون أن يكون الأنف بحالة احتقان ومن دون أن يكون يعاني بالضرورة من الزكام.  
 
هل نستطيع تناول مضادات الهيستامين ؟ 
يعتبر مرضى الحساسية شديدي التأثّر بالالتهابات الفيروسية-التنفّسيّة ولذلك ينبغي من المشتكين من حساسية الربيع الاستمرار في تناول أدويتهم المُعتادة دون إيقافها. فترتكز المعالجة لديهم على استنشاق البخار Steam inhalation وعلى المواظبة في تعاطي مضادات الهيستامين الفموية التي تستطيع تخفيف تحرير مادة الهيستامين في الجسم التي تكون هي المسؤولة عن ردّات الفعل التحسّسيّة (التهاب الأنف، دمع العيون، نوبات العطاس). 
 
بخصوص مرضى الحساسية الذين يتعاطون باستمرار أدوية الكورتيزون الفموية، لا ينبغي أن ينقطعوا عن اتّخاذها. 
 
بغاية تخفيف الاحتقان داخل الأنف، يمكن مطالبة الطبيب-المُعالج بمضاد هيستامين يخلو من الكورتيزون من قبيل Allergodil و Opticron إن دعت الحاجة إليهما كقطرات غسول. إنّ أدوية الكورتيزون الأنفيّة ليست بضروريّة في حالة الشكوى من التهاب آلاف الناتج عن حساسية الربيع. 
 
هل مرضى الربو يستطيعون تناول الكورتيزون في حال أثارت حساسية الربيع النوبات لديهم ؟ 
 
بما أنّ مرضى الربو يعتبرون من شريحة المرضى الحرجين في حال التقطوا عدوى الكورونا نظرا لمشاكلهم التنفّسيّة الأساسية، ينبغي منهم أن يستمرّوا في تناول أدوية الكورتيزون التي اعتادوا عليها. إنّ حقن الكورتيزون المنصوح بها Solupred, Celestene, Prednisolone, Prednisone. في حال تعرّض مريض الربو إلى انتكاسة ولَم يعد وضعه الصحّي مستقرا بسبب ظهور نوبات الربو، يعتبر اللجوء لبضعة أيام إلى أدوية الكورتيزون الفموية أمرا مستحسنا. ولكن تبقى كلمة الفصل للطبيب المُعالج الذي يعود له القرار ًفي تعديل الأدوية أو إضافتها، بالأخصّ في ظلّ الظرف الراهن ومخاوف جائحة الكورونا. 
 
إنّ أدوية حقن الكورتيزون لا تزيد بأي شكل من الأشكال حدّة الالتهابات التي نجمت عن التقاط عدوى الكورونا لدى مرضى الربو. 
 
 للحدّ من التحسس تجاه طلع الربيع، تعتبر تهوية المنزل ضرورية ولكن في أوقات باكرة من الصباح أو في أوقات متأخرة عند المساء حينما تكون غبار الأشجار ليست كثيفة في الهواء. يُنصح المتحسّسون من طلع الربيع فتح النوافذ لتهوية المنزل ما قبل الساعة الثامنة صباحا أو ما بعد الساعة العاشرة ليلا. تكون التهوية جيدة لفترة قصيرة وليس لفترة طويلة وحينما لا تكون هناك ريح قويّة. كما أن القيام بمهام نظافة المنزل بتمرير المكنسة الكهربائية لشفط الغبار والشعر يكون مستحسنا يوميا لتقليص حدّة أعراض حساسية الربيع.