يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل نور الشريف، الذى قدم العديد من الأعمال الفنية التى تظل علامة فى تاريخ السينما والدراما العربية.
مشوار نور الشريف الفنى حافل بالعديد من الإنجازات والأعمال التى سطرت فى التاريخ، وأصبحت علامة مسجلة باسمه فى عالم الإبداع الفنى الذى كان يتميز به، وكان الاتجاه الأول له احتراف كرة القدم فى نادى الزمالك إلا أن الفن والتمثيل جذبه أكثر من الساحرة المستديرة.
نور الشريف
ومنذ تخرج نور الشريف فى المعهد العالى للفنون المسرحية بدرجة امتياز كتب وثيقة بينه وبين الجمهور بأن يقدم كل ما يحترم عقلية الجمهور ويستمتع به أولا حتى وإن خسر أموالا طائلة، وتعرف بعد تخرجه على الفنان سعد أردش الذى كان له فضل على نور فى دخوله للفن، حيث رشحه للعمل معه فى دور صغير فى مسرحية "الشوارع الخلفية"، كما اختاره المخرج كمال عيد من أجل التمثيل فى مسرحية "روميو وجولييت" والتى تعرف خلال تأدية بروفاتها على عادل إمام والذي بدوره قام بتقديمه للمخرج حسن إمام ليشارك معه فى فيلم "قصر الشوق".
بداية نور الشريف الفنية
كانت بداية نور الشريف منذ الستينيات، وقدم خلال تلك الحقبة جملة من الأفلام أهمها: "قصر الشوق" عام 1966 و"بنت من البنات" عام 1968 و"بئر الحرمان" عام 1969 و"زوجة بلا رجل" عام 1969.
وبعد تقديم عدد من الأعمال الفنية قرر نور الشريف أن يقدم عملا من بطولته ولعب على اوتار شباك التذاكر من خلال فيلم “دائرة الانتقام” الذى قدمه فى عام 1976 مع المخرج الراحل سمير سيف، وكان هذا العمل بمثابة بوابة جديدة له فى عالم الاكشن، وغازل به شباك التذاكر محققا نجاحا كبيرا، حيث كان حريصا على تقديم كل الأنواع.
وأصبح نور الشريف نجما معروفا على مستوى الوطن العربى فى فترة الثمانينيات، وقدم مجموعةً من الأفلام الهامة منها: "دنيا الله" عام 1980 و"الشيطان يعظ" عام 1982 و"الذئاب" عام 1983 و"آخر الرجال المحترمين" و"اللعنة" عام 1984 و"عسل الحب المر" و"مصري" عام 1985 و"أصدقاء الشيطان" عام 1988 و"زمن حاتم زهران" عام 1988 و"كتيبة الإعدام" و"عنبر الموت" عام 1989.
توهج نور الشريف
استمر نجاح نور الشريف فى التسعينيات وصولا إلى الألفية الجديدة التى برزت له فيها أفلام أهمها: "العاشقان" عام 2001 و"عمارة يعقوبيان" عام 2002، "دم الغزال" عام 2005 و"ليلة البيبي دول" عام 2008، وقد أثار الأخير ضجة كبيرة حيث أدى فيه نور الشريف دور سجين فى سجن أبو غريب بعد تصويره لأحد المجازر التى ارتكبتها القوات الأمريكية بحق المواطنين العراقيين.
دراما نور الشريف
نجاح نور الشريف السينمائى لم يمنعه من التألق على الشاشة الصغيرة، فقد قدم للتلفزيون أعمالا خالدة منها: "عمر بن عبد العزيز" عام 1994 والذى يعتبره من أهم أعماله الفنية على الإطلاق وخاصة مشهد وفاة عمر عبد العزيز والذى بكى فيه نور الشريف عند تجسيده، وطالب فى أحد اللقاءات له أن يتم إذاعة هذا المشهد عند رحيله، كما قدم "لن أعيش فى جلباب أبى" عام 1995 و"هارون الرشيد" عام 1997 و"العطار والسبع بنات" عام 2002 و"الدالى" بأجزائه الثلاثة" و"خلف الله" عام 2013.
جوائز نور الشريف
حفر نور الشريف أثرًا في ذاكرة السينما المصرية، فقد اختِيرت سبعة أفلام لنور الشريف في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء مصر لعام 1996. وحاز على شهادة تقدير عن دوره في فيلم "قصر الشوق"، وكانت هذه أول جائزةٍ يتلقاها نور الشريف. وفاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثانية لعام 1977.
نور الشريف
حصل فيلمه "دم الغزال" على 6 جوائز مقدمة من المهرجان القومي للسينما، وحاز على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "بتوقيت القاهرة" من مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد في دورته الخامسة 2015. وحصل على جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم "ليلة ساخنة". كما استلم جائزة القدس للثقافة والإبداع تقديرًا لإبداعاته الثقافية والعربية والشخصية المتميزة في السينما العربية.
أنتج نور الشريف ستة أفلام وأخرج فيلمين هما "العاشقان" و"الأميرة والصعلوك" ومسرحية "محاكمة الكاهن" لعام 1994.