القضية الأساسية التي تحكم سد النهضة والتي تشكل الباعث الحقيقي لتمويله ودعمه من قبل كبري المؤسسات المالية الدولية وبعض الأطراف الدولية والإقليمية لاتزال هي قضية إعادة هيكلة إقتصاد المياه والطاقة واخضاع مياه نهر النيل وموارده لمطلق قيم السوق الرأسمالية ، واتاحة التحكم في إدارتها وتوزيعها بمعرفة المراكز الرأسمالية الكبري وآدواتها من مؤسسات دولية وقوي إقليمية ، ووارد جداً أن تكون مسألة توصيل مياه النيل لإسرائيل ضمن مشاريع تلك المؤسسات والقوي الدولية وعملائها المحليين ..
ووارد تماماً أن تكون مجريات أزمة سد النهضة جزء من سياق الضغط علي الشعب المصري لقبول مبدأ توصيل مياه النيل لإسرائيل ، وهو السياق الذي ينتمي إلي السياقات المؤسسة والمنشأة لاتفاقيات كامب ديفيد المسماه باتفاقيات السلام ، وهو مافشل السادات في الوفاء به نتيجة الرفض العام وقتها لوضع المشروع في حيز التنفيذ ..
ولذلك فالإستعانة بوساطة أطراف دولية محددة كالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الإقليميين لن يكون نجاحاً بقدر مالايمكن أن يؤدي إلا إلي السير في تلك المسارات التي ذكرت آنفاً والتي لايمكن أن تحقق في نتائجها النهائية مصالح الشعب المصري ..
حمدى عبد العزيز