كتبت - أماني موسى
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس "كورونا"، بحضور عدد من الوزراء والمسئولين.
وعقب الاجتماع، عقد رئيس الوزراء مؤتمرًا صحفيًا، لتوضيح بعض النقاط التي تم مناقشتها خلال الاجتماع، وإعلان عدد من القرارات التي اتخذتها اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا، استهله بتقديم أخلص التهاني القلبية للشعب المصري العظيم، بمناسبة الأعياد التي مرت بها مصر خلال الأيام المنقضية، متمثلة في عيد تحرير سيناء، وعيد العمال، وعيد القيامة المجيد، وشم النسيم، مؤكدًا أنها مناسبات سعيدة للمصريين جميعا مرتبطة بالثقافة والموروث المصري، كما ترتبط بالمناسبات الدينية والوطنية، وجدد الدكتور مدبولي التهنئة لأبناء مصر الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد، وقال إن هذه الأيام تجمع بين عدة مناسبات دينية للشعب المصري مسلميه وأقباطه، لاسيما أننا ننعم بشهر رمضان حاليًا وخلال الأيام المقبلة سنحتفل بعيد الفطر المبارك، وأدعو الله عز وجل أن يكون عيدًا تملؤه الفرحة والسعادة لجموع الشعب المصري، وللأمتين العربية والإسلامية.
وخلال المؤتمر، تحدث الدكتور مصطفى مدبولي عن الجهود التي بذلتها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية للتعامل بأقصى طاقة وقدرة مع الأزمة الاستثنائية المتمثلة في جائحة كورونا أو كوفيد - 19، والتي يعاني من تداعياتها العالم أجمع، مشيرًا إلى الاجتماع الذي عقد اليوم للجنة مواجهة الأزمة، لافتا إلى المناقشات العديدة التي دارت خلال هذا الاجتماع، وكذا مناقشة عدد من القرارات للتعامل مع هذه الجائحة خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان المعظم وفترة إجازة عيد الفطر المبارك.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة المصرية منذ ظهور جائحة كورونا والموجة الأولى منها، قد رسمت سياسة واضحة للغاية تتسم بالاتزان لمواجهة هذه الجائحة ترتكز على محورين: المحور الأول يتمثل في الحفاظ على حياة وسلامة المواطنين المصريين من خلال إجراءات عديدة تم اتخاذها للتعامل مع هذه الجائحة الشديدة التي أثرت سلبا على كثير من دول العالم، ولا تزال العديد من الدول تعاني من ويلاتها، وندعو الله أن يرفع هذا الوباء عن جميع المواطنين في القريب العاجل.
وفيما يتعلق بالمحور الثاني، فأشار رئيس الوزراء إلى أنه يتمثل في الحفاظ على دوران عجلة الاقتصاد المصري، وعدم إيقاف العديد من الأنشطة الاقتصادية، وذلك من منطلق إدراك الدولة والحكومة لارتباط هذه الأنشطة بملايين المصريين وبالتالي ملايين الأسر التي تعتمد على أنشطة كثيرة تتصف بعدم الاستدامة والتي يطلق عليها العمالة غير المنتظمة، ولذا فقد استهدفت الحكومة مراعاة تحقيق الاتزان بشكل كبير بين محوري الحفاظ على صحة المواطن، والتأكيد على استمرار دوران عجلة الاقتصاد.
كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة تمكنت بفضل الله من اجتياز الموجتين؛ الأولى والثانية من هذه الأزمة بنجاح وبأقل ضرر ممكن لتداعيات هذا الفيروس، الذي بدأ ظهوره تحديداً في مارس من العام الماضي، مضيفًا أن ذروة الموجة الأولى كانت في نفس هذا الوقت من العام الماضي في أواخر شهر رمضان وحلول عيد الفطر، ثم بدأت الموجة الثانية مع نهاية العام 2020 مع دخول فصل الشتاء ومطلع العام الحالي 2021، وشهدت هذه الفترة تزايدًا كبيرًا في أعداد المصابين بالفيروس، ثم عادت الأمور تستقر، لكننا نشهد حاليًا الموجة الثالثة من هذا الوباء، التي تتسم كما نُتابع على مستوى العالم بتزايد أعداد الحالات المصابة بصورة كبيرة جداً، كما شهدت دول أخرى تحورًا لهذا الفيروس بطريقة شديدة الخطورة بدأت تصل إلى مرحلة الكارثة الإنسانية، وندعو الله أن يُجنب مصر هذه الظروف الصعبة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تعمل الحكومة على دعم العديد من الدول التي وصلت فيها الجائحة إلى مرحلة الكارثة الإنسانية إيماناً بدور مصر وقوتها لدعم الدول التي تمر بمثل هذه الظروف القاسية، مشيرًا إلى أنه لم تكن توجد أي خبرات إنسانية سابقة للتعامل مع الجائحة، الأمر الذي دعا كل دولة أن تحاول بقدر الإمكان الاجتهاد لاتباع المسار المناسب للتعامل مع هذه الجائحة لديها، وفقًا لإمكاناتها وقدراتها فيما يخص البنية الأساسية للمستشفيات وتوافر الأدوية والمنظومة الصحية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: نحن في مصر استطعنا، بفضل من الله، في نطاق حدود إمكاناتنا إدارة هذه الأزمة بطريقة يمكن القول بأنها إيجابية، رغم ما اعترى ذلك من بعض السلبيات نتيجة للظروف الضاغطة التي لا تؤثر على مصر فحسب، بل على العالم أجمع، لكننا حاولنا قدر الإمكان أن نجتهد في حل المشكلات التي واجهتنا، لافتا إلى أنه كان يوجد نقص في الأدوية خلال الموجة الأولى، لكن الدولة تحركت من خلال مؤسساتها المعنية في أكثر من اتجاه للتغلب على هذه المشكلة؛ فنحن اليوم نؤمن جميع المنتجات الطبية والأدوية ولا يوجد بها أي نقص، وهذه كانت نقطة شديدة الأهمية، كما أن الحكومة تحركت في نفس الوقت لفتح جميع المنشآت الطبية، جنبا إلى جنب، والقيام بتطوير كافة مستشفيات الحميات والصدر؛ لتصبح على مستوى عال في تقديم الخدمة الطبية اللائقة للمواطنين، كما عملت الدولة على شراء كم هائل من الأجهزة والمعدات والأدوات الطبية، ونجحنا في جميع خطواتنا على كافة الأصعدة لتأمين هذه الاحتياجات والمتطلبات اللازمة؛ لكي نتمم بها الإجراءات شديدة الاستثنائية لمواجهة هذا الوباء.
وتطرق رئيس الوزراء إلى الحديث عن الموجة الثانية من جائحة كورونا، التي اتسمت بتراكم خبرات كبيرة في مواجهة الجائحة، لكن هذه الفترة شهدت تغيير بروتوكولات العلاج، وكان هناك حاجة ماسة لتوفير الأكسجين الطبي بكميات كبيرة، الذي بدأ استخدامه على نطاق واسع في بروتوكولات العلاج، مؤكدا أن الدولة المصرية ضاعفت من جهودها لمتابعة كميات الإنتاج المتوفرة من الأكسجين لحظة بلحظة، حتى أصبح لدينا اليوم منظومة توزيع وتخزين لتجنب أي نقص في الأكسجين، كما أصبح لدينا احتياطيات منه بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسي بألا نكتفي بأن تكون المنظومة موجودة ومستقرة، لكن بأن تقوم الحكومة بتأمين احتياطي استراتيجي منه، وذلك لمواجهة أي ضغط استثنائي لا قدر الله قد يفاجئنا، وفي هذا السياق وجه رئيس الوزراء الشكر لرجال الصناعة المصرية والمصانع التي حولت جزءا من طاقتها الإنتاجية من الأكسجين الذي يدخل في الصناعة واستخدامه كأكسجين طبي.
كما تحدث الدكتور مدبولي، في نفس السياق، عن المتابعة اليومية على مدار الساعة لموقف توافر الأكسجين والمستلزمات الطبية الأخرى في جميع المستشفيات بكافة محافظات الجمهورية، مشيرا إلى التدخل الفوري من جانب الحكومة لمعالجة الوضع الذي طرأ في محافظة سوهاج بسبب تعرضها لضغط شديد على أجهزة التنفس الصناعي وأسرّة الرعاية المركزة على مدار عدة أيام، حيث قامت الجهات المعنية بتغطية هذا النقص وإضافة عدد من الأسرّة حتى استطعنا تلبية الاحتياجات المطلوبة بشكل سريع.