يرقد العراقي صابر محمد (33 سنة) في واحدة من غرف مستشفى سوهاج الجامعي جنوبي مصر، فقد كان أحد المصابين في مشاجرة بالأسلحة النارية تحولت إلى "حمام دم" بين أبناء عمومة، بناحية أولاد سالم دائرة مركز شرطة دار السلام بمحافظة سوهاج.
المشاجرة التي وقعت قبل يومين راح ضحيتها 4 أشخاص من بينهم طفل لم يبلغ السادسة من عمره، أما سببها فهو لهو الأطفال وخلافات الجيرة.
العراقي، وهو اسمه لا جنسيته، لا ينتمي لأي من العائلتين المتعاركتين، لكن حظه العاثر قاده للمرور بالمصادفة وقت المشاجرة ليتلقى طلقا ناريا، وعلى أثر ذلك تم نقله للمستشفى.
ويروي "مصاب الصدفة" تفاصيل ما حدث، قائلا: "كنت أعبر الطريق مسرعا قبل دقائق من أذان المغرب من أجل تناول وجبة الإفطار مع أسرتي. فوجئت بأصوات إطلاق أعيرة نارية بشكل كثيف وسمعت صراخا واستغاثات من الأهالي".
ويتابع العراقي: "وقفت لمتابعة ما يحدث. وكان الأمر أشبه بحرب صغيرة بين عائلتين، جثث القتلى ملقاة على جانبي الطريق والعشرات يحاولون الفرار خوفا من الأعيرة الطائشة".
مشهد يخلع القلوب
وتابع الشاب الثلاثيني حديثه خلال محضر التحقيقات بمستشفى سوهاج الجامعي: "المشهد كان مفزعا لدرجة كبيرة. وسط جثث القتلى رأيت جثة لطفل. كان مشهدا يخلع القلوب. حالة من الصدمة والذهول لم تفارق وجوه الأهالي والمارة، مذبحة قبل دقائق من أذان المغرب بسبب خلافات قديمة بين العائلتين، كانت تتجدد بشكل دائم لكن لم يتوقع أحد نهايتها الدموية".
واختتم الشاب: "المشهد المأساوي جعلني فاقدا للحركة، حتى أصابني واحد من الأعيرة التي كانت تطلق بشكل عشوائي، فقدت على أثرها الوعي ولم أشعر بنفسي إلا وأنا في المستشفى".
وكان مدير أمن سوهاج اللواء حسن محمود قد تلقى إخطارا، الأربعاء، بوقوع مشاجرة بين أبناء عمومة بسبب خلافات الجيرة ولهو الأطفال، ووجود وفيات ومصابين.
وتبين من المعاينة الأولية وقوع مشاجرة بين عائلتي أبو القاسم والحسينة بالأسلحة النارية قبل أذان المغرب.
وقتل في المشاجرة محمد بركات (30 عاما)، وحسن محمد حسن (80 عاما)، والراوي عبد اللطيف (70 عاما)، والطفل رائد علي السيد (6 أعوام).