جمعة: إخراج زكاة المال في هذه الأيام أجره مضاعف.. والتزموا بالإجراءات الاحترازية حتى يظل العيد فرحة
ألقى وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، خطبة الجمعة بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها وأرضاها، بالقاهرة، بحضور خالد عبد العال محافظ القاهرة، وشوقي علام مفتي الجمهورية، وعبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس لجنة التضامن بمجلس النواب.
وأكد جمعة، أننا في أيام وليال مباركة من هذا الشهر الفضيل، وليلة القدر هي إحدى هذه الليالي المباركة في العشر الأواخر، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "الْتمِسوها في العَشر الأواخِر من رمضانَ"، وحتى لو غلب على ظن البعض أنها ليلة السابع والعشرين أو ليلة الخامس والعشرين ، فقد اقتضت حكمة الله إخفاء أمرها عن خلقه، ليجتهدوا في العشر كاملة، حتى لو علمت وتيقنت أنها ليلة السابع والعشرين، فهل تقتصر الهمة في العبادة على ليلة واحدة، وهل نحن في حاجة إلى الله في ليلة واحدة دون سائر اليالي؟ أم أننا في حاجة إلى معية الله في كل وقت وحي.
وأضاف جمعة، أنه إذا كنا في حاجة إلى معية الله في كل وقت وحين، فكن معه يكن معك، ثم إنه سبحانه أخفى رحمته في طاعته، ففي كل ليلة عتقاء من النار، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "للهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عُتقاءُ منَ النارِ"، فلنكثر من القيام والذكر وتلاوة القرآن في هذه الليالى المتبقية ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمانًا واحْتِسَابًا، غُفِر لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذنْبِهِ"، فلعلنا أن نوافق ليلة القدر أو ساعة رحمة من الله فنكون فيها من المقبولين نسأل الله أن نكون منهم.
وأوضح أننا في أوان إخراج صدقة الفطر، حيث يجوز إخراجها في أول الشهر، فعلينا أن نعجل في إخراجها ليقضي الفقراء حاجتهم، قبل دخول العيد.
ولفت إلى وجوب إخراج صدقة الفقر على كل أحد حتى من يأخذ الصدقة لابد من أن يُخرج صدقة الفطر، لكن هل يكتفى بصدقة الفطر أم أننا بحاجة إلى مزيد من التراحم والتكافل؟، مشيرًا إلى أن هذا أوان إخراج زكاة المال أيضًا، حيث تضاعف الحسنات في هذا الشهر الفضيل فالزكاة حصن للمال، والصدقة أحد عوامل دفع البلاء.
وأشار إلى أن ليلة القدر ليلة رحمة وسلام وسعادة ، فعلينا بالدعاء الإيجابي، وإياك أن تجعلها ليلة انتقام من أحد أو دعاء على أحد ، منوها بأن ليلة القدر رحمة وسلام ، ليلة عفو، ليلة فرحة، وكذلك العيد فرحة، كما لابد أن نلتزم بالإجراءات الطبية الوقائية والاحترازية والتباعد الاجتماعي، وأن يكون ذلك ثقافة مجتمع ونمط حياة في الظروف الحالية، فهي مصلحة معتبرة شرعًا، ووطنيًا، وصحيًا، حتى لا نتزاحم فنفقد حبيبًا، فيتحول العيد من فرحة إلى حزن، كما اقتضت عادات بعض الناس على التوسع في زيارةالقبور في العيد، والبعض يخرج في تزاحم شديد ، ولهؤلاء نقول: إن كانت الزيارة من أجل العظة ففي سائر أيام العام متسع، و اجعل يوم العيد يوم فرحة، وزُر للعظة في سائر الأيام.
وتابع: البعض للأسف الشديد يحول يوم العيد يوم الفرح إلى تجديد للأحزان بما لا يتناسب مع جلال وفرحة العيد، والأخطر من ذلك تحول بعض ساحات المقابر إلى ما يشبه السوق، ويصاحب ذلك من التزاحم وألعاب للأطفال وغير ذلك ، مما يشكل في ظل الظروف الراهنة خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، فكل ما يؤدي إلى التزاحم والتلاحم والتلاصق، ويسهم في نقل العدوى علينا أن نبتعد عنه، وعلينا الالتزام بالكمامة، وإجراءات التباعد حرصًا على أبائنا وأنفسنا ووطننا ومجتمعنا ، حتى يظل العيد فرحة.