مهمة كبرى تنتظر الكراكة "مهاب مميش"، التي رفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي علم مصر'> مصر فوقها أثناء افتتاحه مشروعات بمنطقة قناة السويس، الثلاثاء.
وتتمثل تلك المهمة في المشاركة في الجانب الأبرز من مشروع توسعة المجري الملاحي للقناة، وذلك ضمن مشروعات هيئة قناة السويس للتطوير وتسهيل حركة الملاحة.
وتعد "مهاب مميش" أول كراكة جديدة تنضم للعمل بقناة السويس بعد حادث جنوح السفينة البنمية "إيفرغيفن"، الذي أدى لإغلاق المجري الملاحي وتوقف الملاحة 6 أيام في مارس الماضي.
وأسندت هيئة قناة السويس مشروع توسعة المجرى الملاحي إلى إدارة الكراكات التابعة لها، بعد تعزيز قدراتها بضم الكراكة العملاقة "مهاب مميش" للخدمة، التي تعد أحدث وأكبر كراكات الشرق الأوسط، والكراكة "حسين طنطاوي" المنتظر انضمامها قريبا.
كراكات جديدة بقدرات أعلى
ووصف رئيس جهاز تعمير منطقة قناة السويس سابقا اللواء مهندس محمد مختار قنديل، الكراكتين بأنهما "مكسب للدولة"، حيث تعملان بتكنولوجيا وقدرة إنتاجية أعلى من الكراكات المنتميات لأجيال أقدم في الهيئة.
وأوضح قنديل في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن " مهاب مميش'>الكراكة مهاب مميش تحديدا ستسهم بفاعلية في توسيع وتعميق القطاع الجنوبي لقناة السويس، ويمكنها الاشتراك في أي عمليات تطهير وتعميق مستقبلية سواء داخل القناة، أو حتى في نهر النيل".
وتابع المسؤول السابق أن الكراكتين الجديدتين تمثلان دعما كبيرا لقدرة هيئة قناة السويس على التوسيع والتعميق، لافتا إلى حاجة القناة أيضا إلى التطهير المستمر، حيث إن حركة السفن تسحب الرمال من جانبي القناة، وينبغي تطهيرها بشكل دوري.
الكراكات ومشروعات التوسيع
ويقول خبير النقل البحري ومدير مراقبة الحركة الملاحية في هيئة قناة السويس سابقا الربان محمد فوزي، إن الكراكات في العالم نوعان، الأول "كراكة ماصة" تعمل داخل الأرصفة، والثانية "كراكة قاطعة" مثل "مهاب مميش" و"حسين طنطاوي" تعمل في توسيع وتعميق القنوات والمجاري الملاحية.
ويوضح فوزي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هيئة قناة السويس كانت تعاني عجزا في الكراكات القاطعة، خصوصا بعد خروج إحداها من الخدمة في وقت سابق، وتتميز الكراكتان الجديدتان بإمكانيات هائلة أكثر تطورا من الكراكات القاطعة الموجودة لدى الهيئة حاليا، وفقا للمتحدث.
ويلفت خبير النقل البحري إلى أن "الدور الرئيسي للكراكتين الجديدتين تعميق وتوسعة المجرى الملاحي لقناة السويس، وهي مهمة شديدة الأهمية لحركة الملاحة العالمية".
وحسب هيئة قناة السويس، تعتبر الكراكة "مهاب مميش" الإضافة الأحدث لأسطول كراكات الهيئة، وهي كراكة ماصة طاردة تلائم العمل في قناة السويس، ويبلغ طولها 147.4 مترا وعرضها 23 مترا، وتعمل بعمق تكريك يبلغ 35 مترا.
ومع قدرتها الكبيرة على التكريك والعمل في التربة الصعبة بالقطاع الجنوبي من المجري الملاحي لقناة السويس، تعول هيئة قناة السويس كثيرا على قدرات الكراكة "مهاب مميش" لإنجاز جزء كبير من مشروع التوسعة الجديد، الذي يتضمن إنشاء قناتين جديدتين بطول 10 كيلو مترات.
وتهدف الخطة إلى تحسين الملاحة بقناة السويس وزيادة الطاقة الاستيعابية لها إلى 6 سفن في نفس الوقت، بواقع 3 سفن في كل قناة.
وكان مقررا تنفيذ المشروع خلال 24 شهرا فقط عبر معدات هيئة قناة السويس، إلا أن السيسي وجّه بإنجاز المشروع في مدة أقل.