القس فلوباتير مجدى
لاشك أن كل الأباء يحلمون بتربية أبنائهم علي أكمل وجه في كل جوانب الحياة ( الأخلاقية – المادية – النفسية ….)
لكن الأمر ليس سهلا علي أرض الواقع ….؟
فبعض من الأباء يعمل وكأنه آلة مدمرة لأبناءه دون أن يشعر أو يقصد … وهذا ماسنتناول بعض منه في هذا المقال :
تربية الأبناء بطريقة متسلطة
يظهر ذلك من خلال
أ- الخلاف مع الأبناء والصياح الدائم في وجوههم في كل كبيرة وصغيرة. ( مفيش حاجة اسمها الأب أو الأم يفوتوا للأولاد أو يعدوا موقف بسلام )
ب) كثرة الأوامر ،عدم إتاحة أي مساحة للمناقشة والحوار ، التعامل مع الأبناء بأسلوب ( العبد والسيد ) ، بتكرار كلمات مثل ( هتفهم بعدين… لما تكبر… ملكش دعوة ..أن مبفهمش )
ج) استخدام لغة النظرات الحادة ( وش النرفزة ) وعدم القدرة علي احتمال كلامهم ، ودائما نسمع الأب والأم بيقولوا لأولادهم ( معندناش وقت نسمع التفاهات دي )
د) الإستهزاء والإستخفاف بقدراتهم وامكانياتهم وبمشاعرهم ( مفيش أي اعتبار للأبناء ، كأنهم أشياء لا قيمة لها ) . ( كلمة في أذن كل من يقرأ المقال : السخرية من أولادنا تعتبرعنف أكتر قسوة من الضرب أو الايذاء البدني ) .
ه) استخدام كلمات أو تلميحات مثل ( يا فاشل .. مش هتقدر .. كون زي فلان ..عمرك ما هتقدر) .
و) عدم احترام طريقة تعبيرهم عن مشاعرهم ( بكاء – الصمت – الإعتزال قليلا … ) فما لا تقبلوه لأنفسكم كأباء وأمهات ، لا تسمحوا لأنفسكم به مع اولادكم . ( فليس عيب أن يبكي الولد – ولا أن تصمت البنت وتعتزل قليلا..) من فضلكم ، لا تحاسبوهم كثيرا عما يقولونه أثناء غضبهم ..انتظروا حتي يفرغوا شحنة غضبهم )
ز) الإحتضان الزائد ، والخوف المبالغ فيه علي الأبناء ، وزرع مفهوم الخوف فيهم من كل شيء ومن كل شخص ، وتخوين كل الناس الذين يتعاملون معهم … ( لا ننكر أننا في زمن رديء ، لكن ليكن كل شيء بلياقة وحساب ، كونوا حكماء كالحيات . )
ح) قيام الوالدين بكل شيء بدلا من أبنائهم بحجة أنهم يخافون علي تعب أولادهم :
( فنري الأب ، لا يدع مجالا لأبنه كي يتحمل أي مسئولية ، بحجة انه مبيحبش حاجة تتعمل مش صح ،عاوز كل شيء يتم صح علي مقياسه هو…متي سيتعلم الإبن الرجولة أو المسئولية ؟ )
(الأم : لا تترك مجالا لأبنتها لكي تتعلم أعمال المنزل ، بحجة أنها تريد من ابنتها ان تتفرغ للدراسة أو أي شيء آخر … )
+ عزيزي الأب والأم : أنتم تشاركون في إعداد زوج وزوجة فاشلين ولا يعتمد عليهم ، فأفضل مكان يتعلم فيه الأبناء المسئولية دون نتائج كارثية هو بيت الأب والأم .
ط) العدوانية والتبكيت المستمر : فهناك أباء يستخدمون لغة
المعايرة لأولادهم على كل أخطائهم (الكبير منها والصغير ) سواء بألسنتهم أو نظراتهم .
– كلمة لكل أب وأم :
كثرة العتاب والتأنيب ينتج عنها للأسف كراهية الأبناء للأباء ، تمحي ثقتهم بأنفسهم وتجعل منهم شخصيات فاشلة ، أو شخصيات عنيدة ، والأخطر هو أن يصبح الولد أو البنت أشخاص شكاكة ، لا يثقون ولا يأمنون لأحد ( حتي شركاء حياتهم )
ي) الاهتمام الزائد بآراء الناس في الأبناء : فبعض الأباء يهتمون طوال الوقت بمقارنة أبنائهم بالآخرين ، بل ويحاسبوهم علي نجاحات الآخرين .
+ نصيحة : تعودوا أن تستمتعوا بأولادكم وبنجاحاتهم ( مهما كانت ضعيفة ) ( طالما هذه هي إمكانياتهم ) ،
المقياس ليست في درجات النجاح او ماذا يقول البعض عن شخصية ومستوي ابنائكم ، الأهم هو أن يكونوا فرحين شاكرين بوجود الله في حياتهم ، وأن تكونوا أنتم شاكرين الله علي وجودهم في حياتكم.
– في نهاية هذا المقال ، أرجو أن تقرأوه مرة أخرى وتبدأوا بالتفكير وتنفيذ خطة الإصلاح من اليوم .
++ أرجوكم لا تدمروا أبنائكم ( بدون قصد أو بدون معرفة ) .