أصدرت إيبارشية البحيرة برئاسة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والخمس مدن الغربية، بيانًا مساء أمس، بخصوص قضية وائل سعد (الراهب إشعياء المقاري سابقًا)، الذي تم إعدامه لاتهامه بقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار، أوضحت فيه كافة التفاصيل حول تنفيذ حكم الإعدام فيه وما تلاه من تواصل للكنيسة مع أسرته.
وتم تنفيذ حكم الإعدام يوم الأحد الماضي، في "إشعياء" الذي تم تجريده من رتبته الرهبانية من قِبل اللجنة المجمعية لشؤون الأديرة وبتصديق من البابا تواضروس، وإعادته لاسمه العلماني وائل سعد تاوضروس، ثم أعقبه حالة من الهجوم من جانب البعض على وسائل التواصل الاجتماعي بحق قداسة البابا تواضروس، متهمين إياه بالتقصير في حق "إشعياء"، الأمر الذي دفع إيبارشية البحيرة لإصدار بيانها للرد على تلك المغالطات وبيان كيف ساندت الكنيسة "إشعياء" وأسرته قبل وأثناء وبعد تنفيذ حكم الإعدام.
وبناءً على ذلك يعيد "مصراوي" نشر تفاصيل قضية الأنبا إبيفانيوس'> مقتل الأنبا إبيفانيوس منذ بدايتها وحتى تنفيذ حكم الإعدام على النحو التالي:
1- صباح يوم الأحد 29 يوليو 2018.. وفي أثناء سير أحد الرهبان في ممر مظلم أثناء ذهابه للقداس اصطدم بقدم أحد الأشخاص، فاستعان بالحرس وعدد من البرهان المقيمين بالدير.. وتبين أن الشخص المسجي على وجهه غارقًا في بركة من الدماء، وجزء من المخ خارج رأسه هو الأنبا إبيفانيوس رئيس الدير، وبسرعة أخطر رجال الشرطة التي انتقلت لإجراء معاينة لمكان الواقعة.
2- عقب وصول رجال الشرطة، أخطر اللواء علاء عبدالفتاح مدير أمن البحيرة، المستشار أحمد حامد المحامي العام الأول لنيابات جنوب البحيرة، آنذاك، وعقب الإخطار انتقل المستشار أحمد حامد إلى مكان الجريمة لإجراء معاينة تصورية، وتحفظت النيابة على كاميرات الكنيسة والدير، لفحصها وبيان ما إذا كان التقطت صورًا للواقعة من عدمه.
3- جاء في معاينة النيابة التي أجريت تحت إشراف مكتب النائب العام حينها المستشار نبيل صادق، أن المجني عليه تحرك من المكان الذي يقيم فيه داخل الدير، وهو منشأة سكنية مكونة من 4 طوابق، في الرابعة فجرا، وتحرك للكنسية لأداء الصلاة، وعقب تحركه بقرابة 100 متر وقعت الجريمة، والصدفة هي التي كشفت عنها، حيث اصطدم أحد الرهبان بالجثة في أثناء سيره، ولم يكن يعلم أن المجني عليه هو الأنبا إبيفانيوس، نظرًا للظلام الموجود في الممر الذي عثر على جثة المجني عليه فيه.
4- جاء في تحقيقات النيابة، أن فريق المحققين ناقش نحو 12 شاهدا من المقيمين في مكان إقامة المجني عليه، وجاءت أقوال الخادم في التحقيقات أن آخر مرة شاهد فيها الضحية عندما قدم له وجبة الغداء نحو الخامسة عصر أمس الأول، وتفاجأ بالعثور على جثته.. فيما جاءت أقوال 11 شاهدا آخرين في التحقيقات كالتالي: "بعضهم أكد أنهم كانوا مستغرقين في النوم، والبعض الآخر كانوا في الكنسية للصلاة".
5- قررت النيابة عرض الجثة على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وجاء التقرير المبدئي أن سبب الوفاة التعدي على الضحية بآلة حادة، أحدثت تهشما في مؤخرة الرأس وخروج أجزاء من المخ على الأرض، وتعذر تحديد أداة الجريمة، وطلبت النيابة تحريات الأمن الوطني، والأمن العام.
6- عقب انتهاء مناظرة النيابة، عقد مدير الأمن اللواء علاء عبدالفتاح، اجتماعا موسعا مع القيادات، بالتنسيق مع قطاعي الأمن الوطني والأمن العام، ووضع خطة بحث لكشف ملابسات الواقعة، وبدأت القوات تحت قيادة اللواء محمد هندي مدير المباحث الجنائية، في استجواب عدد من الشهود، وتفريغ كاميرات الكنيسة للوقوف على أسباب الواقعة، وكشف الملابسات الحادث.
7- بداية شهر أغسطس من العام نفسه، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اعتماد البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قرارًا رسميًا بتجريد الراهب إشعياء المقاري من رهبنته وعودته لاسمه العلماني "وائل سعد تواضروس".
أعقبها محاولة الراهب "فلتاؤس المقاري"، الانتحار بقطع شريان يده، وإلقاء نفسه من أعلى مبنى مرتفع بالدير، وهو الأمر الذي نفاه في التحقيقات بعد ذلك، وبعدها تداولت أنباء عن محاولة انتحار الراهب إشعياء المقاري أيضا بتناوله مادة سامة.
8- قررت نيابة وادي النطرون، برئاسة المستشار وائل بكر رئيس النيابة، والمستشار أحمد البيلي مدير النيابة، التحفظ على الراهب المشلوح إشعياء المقاري، على ذمة التحقيقات، بعد محاولته الانتحار، إثر قرار لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة والكنيسة بتجريده من رهبنته وعودته لاسمه العلماني وائل سعد تواضروس، وإحالته للطب الشرعي لبيان ما به من إصابات.
9- في منتصف أغسطس، قررت نيابة استئناف الإسكندرية حبس الراهب المشلوح إشعياء المقاري، 4 أيام، على ذمة التحقيقات في واقعة مقتل الأنبا أبيفانيوس، ووجهت النيابة العامة لوائل سعد تهمة قتل الأنبا إبيفانيوس، واعترف المتهم أمام فريق البحث الجنائي برئاسة اللواء خالد عبد الحميد وكيل مباحث الوزارة بجريمته، وأرشد عن أداة الجريمة، وهي آلة حادة "قطعة حديدة" التي عُثر عليها بمخزن للخردة بالدير، وجرى استخدامها في عملية قتل الأسقف بضربة واحدة فوق الرأس.
10- وأحيل المتهمون إلى المحاكمة الجنائية، وعقب تداول أوراق القضية عدة جلسات أصدرت المحكمة في فبراير 2019 حكمها برئاسة المستشار جمال طوسون، وعضوية المستشارين شريف عبدالوارث فارس ومحمد المر، بإحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة مفتي الجمهورية، وتحديد جلسة 24 أبريل المقبل للنطق بالحكم.
11- في 24 أبريل 2019، قضت محكمة جنايات دمنهور بالإعدام شنقًا بحق الراهبين، إشعياء (سابقًا)، وفلتاؤس المقاري (اسمه بالميلاد ريمون رسمي)، إثر إدانتهما في جريمة قتل الأسقف.
12- وفي يوليو 2020، قضت محكمة النقض بتأييد حكم الإعدام بحق وائل سعد، وتخفيف حكم الإعدام إلى السجن المؤبد (25 عامًا) بحق فلتاؤس.
13- يوم الأحد الماضي 9 مايو 2021، نفذت مصلحة السجون حكم الإعدام على الراهب إشعياء المقاري وتم تسليم جثته لأسرته بعد تدخل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، وتم توفير سيارة إسعاف لنقل جثته وأقيمت صلاة تجنيز له حضرها عدد كبير من أبناء بلدته.