خالد منتصر
تخلف الشيخ محمد حسان والشيخ حسين يعقوب عن الشهادة أمام المحكمة فى قضية تنظيم من أخطر التنظيمات المتطرفة التى مرت على مصر، خلية داعش إمبابة، وقررت المحكمة تغريم كل منهما ألف جنيه لعدم حضورهما، ولنبدأ بالتهم الموجهة للتنظيم الذى يتزعمه أبوعبيدة المصرى، وهو واحد من أشرس التكفيريين الذين تواصلوا مع داعش ليبيا، لنعرف حجم الخطر والكارثة.
التهم التى وجهتها إليهم النيابة هى «تولى قيادة جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر وتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى والأمن القومى؛ بأن تولى المتهم الأول تأسيس وإدارة خلية بالجماعة المسماة «داعش»، التى تدعو لتكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، وتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على القضاة وأفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما، واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم، واستهداف المنشآت العامة».
محامى المتهمين طلب شهادة الشيخ حسان والشيخ يعقوب لإنقاذ التكفيريين من حبل المشنقة، وهو يعرف جيداً أن معظم هؤلاء قد تتلمذوا فكرياً على منهج الدعوة السلفية، وأنا أعذر الشيخ الفاضل حسان والشيخ الفاضل يعقوب وأعرف مدى الإحراج، كان الله فى عونهما، فماذا سيقول كل منهما والأقوال محفوظة والفيديوهات موجودة والدروس على اليوتيوب، ولا يمكن التراجع عنها، هل سيتحدث الشيخ حسان عن الأحاديث التى رفعها إلى مستوى القرآن بل وقال إذا تعارضا فالحديث أوْلى؟ هل سيتراجع عن أحاديث قتل المرتد وهو ما تعتمد عليه تلك التنظيمات؟ هل سيتراجع عن لفظ كافر الذى يطلق على المسيحى؟، وهل يتراجع الشيخ يعقوب عن غزوة الصناديق وعدم تهنئة المسيحيين والدعوة لعدم بناء كنائس فى المدن الجديدة والتى بناء عليها تستباح بواسطة الدواعش.
فلتسألهما المحكمة عن فهمهما للجهاد والغزو والكفر والولاء والبراء والجزية وضرب الرقاب.. الخ، فلتسأل المحكمة الشيخ حسان عن فتوى سرقة الآثار، فلتسأله عن مدى قناعته بالقانون المدنى المصرى الذى سيحكم القضاة من خلاله، فلتسأل المحكمة الشيخ يعقوب عن حكم استباحة محلات ذهب الأقباط، فلتسأله عن مدى إثارة البنت أم شراب بيج وشنطة حمراء لمشاعر الشاب المؤمن البرىء، السؤال المهم عندى: لماذا طلب المحامى هذين الشيخين بالذات؟، وهل تعتبر شهادة كل منهما هى الفيصل وأن شهادة الشيخين كتاب مقدس، وكأنهما قد تحولا إلى صوت الرب وإرادة السماء؟، ولماذا يستدعيان أصلاً؟
أتمنى قبل استدعائهما الاستماع للشرائط التى شكلت فكر من هم داخل القفص ومن ينتظرون لبس البدلة الحمراء، لنقرأ ونستمع إلى أقوال القاتل الإرهابى «حبارة» الذى ذبح جنودنا، لتعرف من هو الشيخ الذى تتلمذ على يديه واستمع إلى دروسه فى البداية، أرجو أن يعرف الجميع من حرض الشباب المصرى على الذهاب للجهاد فى سوريا قبل الإدلاء بالشهادة، أرجو أن نشير بأصابعنا إلى المتهم الحقيقى المرة المقبلة.
نقلا عن الوطن