خالد منتصر
هل يحتاج الذين تعافوا من «Covid-19» إلى اللقاح؟ سؤال مطروح بشدة وحوله جدل شديد، وبداية أقول إنه لم يُحسم بعد مثله مثل نقاط كثيرة فى «كوفيد ١٩» لم تُحسم، أكثر الأسئلة إلحاحاً وتكراراً هو: هل أولئك الذين تعافوا من العدوى يحتاجون الفاكسين أياً كان نوعه؟ الحقيقة أن الخبراء منقسمون حول هذه القضية.
قال الدكتور «Chattopadhyay»، عالم الفيروسات ومدير «ICMR-NITM»: «علمياً إن أولئك الذين تعافوا من Covid لا يحتاجون إلى التطعيم لأنهم قد طوّروا بالفعل أجساماً مضادة لمكافحة المرض».
وأضاف: «التطعيم يعنى إعطاء الفيروس أو أجزاء من الفيروس لتعزيز المناعة». «أولئك الذين تعافوا هم بالفعل محصَّنون، من الناحية العلمية التطعيم ليس ضرورياً لهم».
ومع ذلك، قال الدكتور راميش، عالم الأوبئة، إنه نظراً لوجود أمثلة على عودة العدوى، فإن اللقاح ضرورى للجميع، فى حين قال الدكتور «جيريدهارا بابو»، عالم الأوبئة وعضو اللجنة الاستشارية الحكومية، إنه من السابق لأوانه الحديث عن هذه القضية الآن.
وأضاف الدكتور «بابو»: «على الرغم من عدم وجود دليل دامغ وبحث علمى منشور مؤكد يشير إلى أن الفيروس قد تحوّر فعلياً فى الهند، فإنه لا توجد بيانات كافية حول المدة التى تبقى فيها الأجسام المضادة فى أجسام المرضى الذين تم شفاؤهم»، وأضاف: «هناك مثالان متطرفان أمام المجتمع العلمى. على سبيل المثال، إذا تعافى شخص من الجدرى، فإن إعطاءه لقاحاً غير ضرورى، ولكن بالنسبة للإنفلونزا، يتعين على الأشخاص أخذ جرعات معززة بانتظام، ويمكن لفيروس كورونا الجديد أن يذهب فى أى اتجاه أو يبقى بين هذين الطرفين، لا أحد يعرف، كما أنه لم يتم تحديد جرعة اللقاح بعد ومتى يكرر ومدة التحصين والمناعة... إلخ».
اختلف الدكتور سرينيفاس كاكيلايا، الطبيب العام الذى شارك أيضاً فى تأليف كتاب عن «Covid-19»، مع «بابو»، قال «كاكيلايا» إنه لأول مرة فى التاريخ يعرف المجتمع العلمى الكثير عن فيروس جديد فى مثل هذه الفترة القصيرة. «أظهرت دراسة عن استجابة خلايا الذاكرة التائية للفيروس استجابة قوية من تلك الخلايا، وهذا يعنى أنه على الرغم من أن الأجسام المضادة لا تدوم طويلاً، فإن الخلية التائية ستساعد فى تكوين أجسام مضادة لمنع الفيروس من الارتباط بالخلية»، وقال إنه «ليست هناك ضرورة على الإطلاق» لتطعيم الأشخاص الذين تعافوا، وإن الحكومة «ستوفر الكثير بذلك»، وقال: «لن يحتاج الكثيرون من المتعافين إلى اللقاح على الإطلاق»، «قد لا نعرف كم من الوقت تبقى الأجسام المضادة فى الجسم، لكننا أيضاً لا نعرف إلى متى ستستمر المناعة التى يوفرها اللقاح، ثم تقاوم الخلايا التائية»، ومع ذلك، تبنى «أميث. س. بات»، مدير مستشفى جيفان ريخا، الذى يُجرى تجارب سريرية بشرية لعدة لقاحات، وجهة نظر معاكسة، قائلاً إن أولئك الذين تعافوا من «Covid-19» سيحتاجون أيضاً إلى التطعيم، وفيما يتعلق بالجرعة، قال: فى المرحلتين الأولى والثانية من تجارب Covaxin، تم إعطاء جرعتين أو حقنتين، إذا استمرت نفس الجرعة للمرحلة الثالثة، فسيحتاج كل شخص فوق سن 18 عاماً إلى جرعتين عندما يدخل اللقاح إلى المجال العام.
لكن السؤال الذى أطرحه: هل هناك خطورة من التطعيم وقد مرّ على التعافى مثلاً شهر أو شهران؟ وإذا لم يكن هناك خطر واللقاح متوافر فلماذا لا يُحقن الجميع باللقاح وينتهى الجدل؟ إذن السؤال الذى لا بد أن يجيب عنه العلماء: هل هناك مشكلة فى أخذ اللقاح وأنا لدىّ أجسام مضادة؟ وما المدة التى يجب أن أنتظرها بعد التعافى؟ سؤال معلق لكن إجابته مهمة، خاصة للدول الفقيرة التى لا تستطيع تطعيم كل سكانها نتيجة احتكار الدول الكبرى للفاكسين.
نقلا عن الوطن