يوسف سيدهم
استدعت السماء صديقة عمري وحبيبتي وشريكة مشوار حياتي أميرة.. لن أقول اختطفها الموت لأنه لا موت للمؤمنين إنما هو انتقال من حياة الغربة الأرضية الزائلة إلي حياة الأمجاد السماوية الدائمة.. حين تخلع الروح الجسد الترابي وتنطلق في جسد نوراني لتعاين الحضرة الإلهية حيث لا ألم ولا حزن ولا دموع ولا تنهد.
اختبار قاس اجتزته نزولا علي المشيئة الإلهية الصالحة والتدبير الأبوي الحكيم, ما كان له أن يمر دون أن يزلزل كياني لولا التسلح بالإيمان والتسليم والثقة بأن أميرة تركتني إلي مكان أفضل لتكون مستريحة سعيدة قريرة العين.
وبينما أنا ألملم نفسي وسط تسارع أحداث الوداع واحتضان الأهل والأصدقاء والتفاف الزملاء والمعارف, إذا بشريط ذكريات يغمرني.. ذكريات رحلة عمر عزيزة غالية.. صداقة امتدت من عام 1968, وشركة حياة لم نفترق فيها منذ عام 1974.. وأجدني أواصل الطريق وحدي بدونها, لكني أتسلح بالإيمان وبطيفها الذي يحلق حولي, وبذكراها العطرة التي تصحبني إلي أن نلتقي.
أشعر بالعرفان والامتنان للرب الذي وضع أميرة في حياتي, كما أشعر بالرضا والتقدير إزاء فيض المشاعر التي عبر بها الكثيرون عن افتقادهم لها بعد رحيلها.. ولست أشير هنا إلي جميل الكلام المنمق, إنما يأسرني تدفق الكلام العفوي الذي يعكس حبا وتقديرا وإدراكا لما نثرته أميرة حولها من عبق.. وأستدعي منه هذه النماذج:
** نذكر لك يا أميرة ضحكتك الجميلة ونفسك الطيبة وخلقك الدمث ورقة مشاعرك وصلابتك الإيجابية في مواجهة تحديات الحياة.. أسرة أنطون سيدهم
** بنقاء القلب عشت, وبالمحبة والعطاء تميزت, وبهدوء الملائكة رحلت.. أختك أميرة بشري
** أميرة قلوبنا وصديقة طفولتنا وحبيبة العمر.. كنت أيقونة في المحبة والتفاني والرضا والتسليم بمشيئة الرب في حياتك بفرح وتفاؤل.. حبنا وصلواتنا لشخصك الجميل.. صديقات الطفولة والشباب والعمر كله.
** سوف نفتقد إنسانيتك وابتسامتك وعذوبة كلماتك وحكمتك كلما حللت ضيفة عزيزة في وطني.. أسرة وطني
** كانت السيدة أميرة رقيقة بشوشة تحتل مكانة عزيزة في قلوب الآخرين وتدخل قلبك بدون استئذان.. وبالرغم من أنها لم تأت إلي الجريدة كثيرا إلا أنها كانت حاضرة دوما بين أبناء أسرة وطني من خلال سيرتها العطرة وأحاديث المهندس يوسف سيدهم عنها, التي كانت تعكس الحب والفخر والاعتزاز حتي أننا كنا نشعر أننا نعرفها جيدا ونرغب في التقرب منها.. فكانت هي السيدة أميرة الغائبة بجسدها الحاضرة بسيرتها الطيبة.. رحلت بسيرتها العطرة, بعد أن أدت رسالتها كخير معين لرفيق حياتها وخير أم لابنتها التي نعتها بكلمات رقيقة مؤثرة, فكانت كلماتها بمثابة إكليل يتوج رحلة أم عظيمة.. إيمان صديق
*** لا أقول وداعا أميرة.. إنما أقول فليحلق معي طيفك وتصحبني ذكراك إلي أن نلتقي.