أحمد الأشقر
رحلة البحث عن الحقيقة هي رحلة فريدة يقوم بها كل انسان يفكر في خلق السموات والارض وجميع المخلوقات علي كوكبنا الجميل وهي تختلف عن كل الرحلات الاخري ولاتوجد رحلة تماثلها اوتعادلها، هي رحلة قد تكون لها بداية ولكن ليس لها نهاية، تلك الرحلة التي يتسلح فيها الانسان بالعقل وفهم الاسباب والعاطفة والصبر وبالعلم والايمان ويبحث معها الانسان عن حقيقة هذا الكون الذي نعيش فيه والظواهر الطبيعية المختلفة التي تحدث فيه ونراها كل يوم وياخذنا العجب من حدوثها والقوي العظيمة الخفية التي تحركها ولانعرف عنها الا اقل القليل ونتائجها التي نلمسها كل يوم في جزء من كوكبنا العزيز وهناك الاف الاسئلة التي لم ولن يعثر العلماء والخبراء والمختصين عن اجوبة لها ثم تلك الحياة التي نحياها علي هذا الكوكب، رحلة تمتد لايام او اسابيع او شهور او سنوات طويلة لايعرف الانسان الكثير عنها ومايحدث فيها. الرحلة التي تبداء بالوصول الي الكوكب الذي نعيش عليه ونستمتع بخيراته ونعمل بجد واجتهاد في بناؤه وتنتهي بمغادرته بدون اذن او استاءذان. قراءت العديد من الكتب عنها وتابعت العديد من الابحاث العلمية الحديثة وخاصة التي تتعلق بتكوين الكون والفضاء ومليارات الكواكب والنجوم وايضاً بالحمض الاميني DNA ومكوناته الذي هو البداية في التكوين وكذا دور الاسنان الهام في تحديد الاعمار في الحفريات المختلفة واستمعت الي تفسيرات المئات من العلماء عنها ثم ذهبت منذ سنوات عديدة ابحث عن هذه الحقيقة في بقاع عديدة من كوكبنا الجميل، في مصرنا العزيزة وتاريخها العظيم، في اثار بيترا والبحر الميت في الاردن، في دمشق وحلب وتدمر وبعلبك في سوريا ولبنان، في جبال الاطلس في المغرب، في مضيق جبل طارق وغرناطة باسبانيا، في اوزبيكستان وتركيا واليونان وعديد من الدول الاوروبية والقارتين الامريكتين وغيرها، ابحث عن حقيقة نعرف القليل جداً عنها وفي نفس الوقت لانعرف الكثير منها، كيف نشاء هذا الكون ومن اين بداء ومن اين جاء الانسان والي اين يذهب علي ان الفهم صعب للغاية لان عمر الاحداث يصل الي عشرات او مئات الملايين واحيانا مليارات من السنين وهي فترة ليس من السهل للانسان الذي يعيش عشرات من السنين ان يستوعبها بسهولة او يتتبعها ولنحاول معاً ونبداء من البداية.
هذا الكوكب الذي نعيش عليه وذلك الكون الكبيرالذي نحن جزء بسيط جداًجداً منه، مثل حبة رمل علي شاطيء كبير، يعملان وفقاً لنظم محددة وبقوي عديدة مختلفة الاتجاهات والقدرة تمكنه من الاستمرار، معروف جزء منها، وبقوانين طبيعية ثابتة وفي منتهي الدقة والكفاءة والنظام والرقي كما ان كل مخلوق سواء في البر او البحر او السماء تسير دورة حياته طبقاً لقوانين ونظم وضعها الله له منذ البداية ،وسجلها علي فيما نعرفه اليوم باسم الجينات، ونادراً جداً ماتختلف هذه الانظمه ولكن القاعدة العامة ثابتة ولاتتغير وان كان هناك بعض التغيير بين الحين والاخر فهو يدل علي ثبات القاعدة الاساسية التي بنيت عليها كل قوانين الكون والكوكب الذي نعيش عليه وايضاً لتناسب البيئة التي نعيش فيها. كل مخلوق له ايضاً لغته التي بها يتواصل مع نوعه وربما مع انواع اخري تتشابه لغتها مع لغته. دورة الحياة تبداء مع الولادة عند الانسان والعديد من المخلوقات والحيوانات المختلفة وعند جزء اخر من المخلوقات تبداء الحياة بعد الخروج من البويضة مثل الطيوروالتماسيح علي سبيل المثال كما ان النباتات تبداء حياتها مع البذوروتستمر الي النهاية وحيث يندثر المخلوق سواء اكان انساناً او حيواناً او نباتاً ويتحلل ويختفي وكاءنه لم يكن بعد ان يكون قد سلم الراية الي الجيل التالي، هناك من يقول ان الجزيئات والذرات لاتفني اطلاقاً. هناك الامومة، نهر الحب والحنان والعطف والرحمة والذي تشارك الانسان فيه كل المخلوقات في البر والبحر والسماء، ذلك الحب الذي هو وقود الحياة والذي تمنحه الام لصغارها ماهو السر او اسرار ذلك النظام الموجود منذ مليارات السنين ولم يتغير حتي اليوم؟ ولماذا كل هذه الدورات تنتهي بالموت وستظل تحتفظ بسرها الي الابد؟ او انه في وقت ما يمكن للانسان معرفة هذا السر او جزء بسيط منه؟ يقول العلماء هناك اشياء وطاقات في الكون لن يتمكن العلم اطلاقاً من تفسيرها.
تقول الارقام انه منذ ان وجد الانسان علي الارض مات حوالي ١٢٠-١٥٠ مليار نسمة، اين ذهب كل هوءلاء بعد ان تحولوا الي تراب وعظام؟ من اين اتي الانسان والي اين يذهب؟ (تذكرقصيدة لست ادري التي كتبها ايليا ابو ما ضي وغناها الفنان المرحوم محمد عبد الوهاب) ولماذا يموت الانسان وكافة المخلوقات الاخري بل ان هناك انواع منها يختفي مع الوقت من علي سطح الكرة الارضية؟ وماذا لو لم يكن هناك الموت وعاش البشر الي الابد؟ لماذا خلق الله الموت؟ هل خلق الموت مع نزول ادم الي الارض بعد ان خرج من الجنة مع زوجته حواء؟ ماهو السر ان المصريين القدماء كانوا يعتقدون ان هناك حياة بعد الموت ولذلك كانوا يزودوا موتاهم بكل مايحتجونه في حياة مابعد الموت؟ وكيف حصلوا علي هذه المعلومات؟ لماذا مات البشر منذ عدة مئات من الاعوام صغار السن ودون الوصول لسن الخمسين وحالياً يعيش الكثيرون الي مافوق التسعين عاماً وايضاً اكثر من مائة عام؟ الاف الاسئلة تطرح نفسها عندما يبداء الانسان يفكر في خلق السموات والارض والبشر وكافة المخلوقات والكواكب والنجوم في كوننا الذي لاحدود ولا نهاية له. ماهو دور العلم في فهم الكون الذي نعيش فيه ولماذا ذكر القران الكريم، انما يخشي الله من عباده العلماء؟ هل العلم والعمل هما اساس الكون والحياة وضرورة هامة لفهمها؟
وللحديث بقية