زهير دعيم
غريبٌ أنا في أرضٍ تُفرخ الشّرَّ، وتُنبت الحسك والشوك والصّبّار.
غريب أنا ألعق جروحي ، وأسير في غابة يتربّص فيها الإنسان لأخيه خلف كلّ تلّة وصخرة ومفترق.
غريب أنا في أرض تأكل أهلها وناسها ، وتبيع الكرامة بثلاثين من الفضّة وتروح ترفع الرأس عاليًا.
غريب أنا في ارض يصنع أهلوها الصّاروخ والذّرة ثمّ يتباكون وينوحون ويتذمّرون.
غريب أنا في ارضٍ تُسربل الأمل بالسّواد وتستر الخطيّة بأختها ، وتُكحِّل العيون بالرذيلة.
غريب أنا في ارض مطرها نفط ، وهواؤها طمع ونداها فضة ودولار.
غريب أنا في ارضٍ طلّقت العفوية والأصالة منذ قرون واعتنقت التزلّف والتبرّجَ والتقليد.
غريبٌ أنا ولكنني لستُ متشائمًا ، فأنا عالم : أنّ كلّ الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبّون الله المدعوون حسب قصده......وكيف أتشاءم والسيّد هو الربّ القادر أن يُخرجَ من الآكل أكلًا ومن الجافي حلاوة ؟!
غريب أنا ولكنني أتفاعل مع الخير والخيّرين ، وأتوق إلى أورشليم النازلة من السماء.
غريب أنا ولكنني أقتربُ واعصبُ وأداوي وأبلسّم وأفرح مع الفرحين وأبكي مع الباكين .
غريب أنا ولكنني ابذل كما علّمني ذاك الذي فتح سفر الحياة.
غريب أنا في ارض تعتبر الله الحيّ أسطورة ، وكتاب الكتب تفاهة!!!فلا يزيدني هذا إلا إيماناً وتشبثًا .
غريب أنا في هذه الأرض ، وسأبقى غريبا أزرع المحبة في الحقول حتى ولو خنقها الشوك ، وأبذر التسامح في النفوس حتى لو محقته سنابك الانتقام ...
غريبٌ أنا وأرنو إلى فوق..