سمير فاضل
تزايدت الأصوات الزاعقة في مصر منذ بداية أزمة سد إثيوبيا، وهي الأصوات المطالبة بحل عسكري من جانب مصر وتطالب بهدم السد ، مهما كانت العواقب ، هذه الأصوات في اقلها عدم خبرة وتسيطر عليها العواطف في تقدير الأمور، وفي أكثرها مكايدة وكراهية في نظام السيسي ، ولديها رغبة عارمة لتوريط مصر في هذا الصراع ، وتصفية حسابات ليس من بينها أبدا مستقبل هذا البلد ، وإنما تحكمها خروج مهين من إدارة المشهد السياسي في مصر في جميع المستويات ، وهي الجماعات التي اعتادت العمل في ظل كل النظم السابقة وكان لها نصيب ليس قليل في مراكز الدولة المختلفة ، وحصص وظيفية كانت تستند لهم ، انتهت هذه الخيبة القوية ، وخرج هؤلاء ذاعقين في بوق الحرب ، لعل هذا النظام يسقط وتعود لهم الأيام مرة اخري ، لكن السؤال للقاعدة الكبيرة من المصريين البسطاء والذين اغلبهم لم يشاهد ولم يعاصر معاناة المصريين بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧ ، والسؤال هل حضراتكم مستعدين لدخول مصر في صراعات إقليمية ودولية كبيرة جدا ودفع الثمن غالي جدا أيضا؟
هل حضرتكم مستعدين للعودة إلي طوابير الخبز للحصول علي حصة أسبوعية لأن مصر ستكون في حالة حرب لا نعرف كيف ومتي تتوقف ؟
هل حضراتكم مستعدين لوقف محطات البنزين لأن مصر دخلت في حرب وكل الموارد مخصصة للحرب ؟
هل مستعدين لانقطاع الكهرباء والعيش بدون تكييف او اسانسير ينقل حضرتك ؟
هل مستعدين لدفع التمن ؟
اذا كان لديكم هذا الاستعداد. أعلنوا ذلك بكل الأشكال واستعدوا الصراع وتوقف كل أشكال البناء والتنمية ؟
هناك أنظمة إقليمية تتمني أن تدخل مصر في هذا الصراع بعد حالة الاحباط والفشل الواقع عليها بعد التورط الرهيب في الحروب الإقليمية والتي لا يعرفون كيف يخرجون من هذا المستنقع.