ارنست وليم
في الصورة مرحاض عام في أوستيا الإيطالية يعود للقرن الثاني ميلاديا، يمكنه التعامل مع أكثر من 20 عميلًا في المرة الواحدة. تلك كانت الطريقة المتعارف عليها لدخول الحمام في العصر الروماني، فلم تكن فكرة وجود حمامات في البيوت مستساغة، لأن المرحاض كان فتحة مباشرة على مجاري المدينة التي من خلالها قد يدخل للمنزل الحشرات والفئران وروائح الكريهة جدا.. وكانت المراحيض العامة فيها افتقار شبه كامل للخصوصية؛ وربما كانت المشكلة الأكبر مقارنة بمعايير النظافة اليوم أن النسخة الرومانية من ورق التواليت في كثير من الحالات كانت عبارة عن إسفنجة مشتركة موضوعة على عصا يتبادلها مرتادي المراحيض بعد غسلها في حوض مشترك..
 
والأسوأ من ذلك ، هو أن تلك المراحيض العامة كانت سيئة السمعة لدرجة تروع الزائرين على الأخص عندما تندلع ألسنة اللهب من فتحات مقاعدها، وكان سبب هذه الانفجارات هو تفاعل غازي كبريتيد الهيدروجين (H2S) والميثان (CH4)، وهذا التفاعل الذي بالطبع لم يكن معروفا لدى الناس في العالم القديم فكانوا يتصوروا أن المراحيض يسكنها الشياطين..
 
وكان الزائرين أيضًا يتملكهم القلق بشأن الفئران والحشرات الصغيرة الأخرى التي تهددهم بقضم مؤخراتهم، فتخيل نفسك تضع مؤخرتك على فتحة سوداء قابلة للانفجار مرتبطة مباشرة بمجاري عمومية تتجمع فيها جميع قاذورات المدينة.
 
فكان سكان المدن الرومانية يشعرون بتهديد محسوس من الأرواح الشريرة التي اعتقد الرومان أنها كانت تسكن هذه الثقوب السوداء وترتع في الجزء السفلي الغامض للمدينة.
 
الذهاب للمرحاض كان مخاطرة حقيقية لدرجة أن بعض المراحيض الرومانية حملت صور للآلهة وأدعية وطلاسم لحماية مرتادي الحمامات من الأرواح الشريرة، التي نعرف اليوم أنها لم تكن إلا انفجارات غازية، وفئران قارضة، وأمراض تنتشر من خلال عدم توخي قواعد النظافة العامة في تلك المراحيض القديمة..
 
ومازال في عصرنا الحالي بعض أهل بلدنا يتوهمون أن الجن والعفاريت تسكن المراحيض العامة والخاصة..
.
من صفحة الصديقة Marwa Mourad