في مثل هذا اليوم 27 مايو 1498م..
 البحار البرتغالي فاسكو دا غاما يصل إلى الهند مكتشفًا بذلك طريقًا بحريًا يمكن من التبادل المباشر بين أوروبا وآسيا.


فاسكو دا غاما (بالبرتغالية: Vasco da Gama‏) (ولد في 1469م في البرتغال وتوفي في 24 ديسمبر 1524م في كاليكوت بالهند) يعدّ من أنجح مستكشفي البرتغال في عصر الاستكشاف الأوروبي وهو أول من سافر من أوروبا إلى الهند بحراً.

كُلّف من قبل ملك البرتغال مانويل الأول بإيجاد الأرض المسيحية في شرق آسيا وبفتح أسواقها التجارية للبرتغاليين، قام دا غاما بمتابعة استكشاف الطرق البحرية التي وجدها سلفه بارثولوميو دياز عام 1487م والتي تدور حول قارة أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح وذلك في أوج عهد الاستكشافات البرتغالية التي كان هنري الملاح قد بدأها.

وبالرغم من أن دا غاما نجح في إيجاد طريق للسفر بين أوروبا والهند بديل عن طريق الحرير الذي كان تحت سيطرة المسلمين في الشرق الأوسط وآسيا، إلا أنه لم ينجح بحمل أي بضائع ذات أهمية للسكان، فقد كان والده استيفاو دا غاما، وهو حاكم ساينز في البرتغال، من عائلة الأمير فرناندو سيد فرسان سانتياغو. أما والدته فكانت من أصل إنجليزي ولها صلة قرابة بعائلة دايوغو، دوق فيسيو وابن إدوارد الأول ملك البرتغال وحاكم مديرية المسيح الحربية. يقال بأنه في عام 1488م أُدخل فاسكو مع إخوته إلى مديرية سانتياغو. ولكن في عام 1507م انتقل فاسكو إلى مديرية المسيح الحربية تحت قيادة الملك مانويل الأول ملك البرتغال.

بدأت حياة فاسكو دا غاما المهنية عندما تم اختيار والده لقيادة حملة لفتح طرق بحرية إلى آسيا لتجنب المسلمين الذين كانوا يسيطرون على التجارة مع الهند ودول الشرق الأخرى، ولكن والده توفي في يوليو من عام 1497م قبل القيام بالرحلة. ثم طُلب من باولو دا غاما، وهو شقيق فاسكو، أن يتولى المهمة لكنه رفض، فطُلب من فاسكو تولي القيادة فوافق.

الرحلة الأولى:

في 8 يوليو من عام 1497 م خرج أسطول من أربع سفن من لشبونة على النحو التالي:
سفينة بقيادة ڤاسكو دي ڠاما بوزن 178 طنًا وطول 27 م وعرض 8.5 م وأشرعة بمساحة 372 م2 وعمق تحت البحر 2.3 م وطاقم من 118 ملاحًا. تحمل كل سفينة عشرين مدفعاً. انطلقت الرحلة من لشبونة ورايات الصلبان تخفق على صواريها برغبة من بابا الكنيسة الكاثوليكية إسكندر السادس الذي باركها.

سفينة بقيادة شقيقه باولو إلى هذا البعد. ومع كون عيد الميلاد قريبًا سُمي هذا الشاطيء الذي كانوا يعبرون بجانبه باسم ناتال، والتي تعني عيد الميلاد بالبرتغالية، وما زال يحتفظ بهذا الاسم إلى الوقت الحاضر.

الموزمبيق
مع دخول السنة الجديدة وصل الأسطول إلى ما يعرف اليوم بالموزمبيق على الشاطيء الشرقي لإفريقيا، والتي كانت جزءاً من الشبكة التجارية في المحيط الهندي. هنا قال دو ڠاما :" الآن طوقنا المسلمين ولم يبق إلا أن نشد الخيط" ولخوفه من أن يتخذ السكان المحليون موقفاً عدائياً منهم لأنهم مسيحيون، تصنّع دا ڠاما الإسلام وتمكن من أن يقابل سلطان البلاد. لم يجد دو ڠاما ما يليق بتقديمه كهديةٍ للسلطان مما كان يحمل من موادٍ الأمر الذي أدى بالسكان المحليين أن يشكوا بأمرهم فهاجموهم غاضبين، فاضطر دو غاما ورجاله أن يغادروا البلاد فأبحر مبتعداً قاصفاً المدينة بالمدافع انتقاماً منهم.
و قد هدم دو جاما قرابة 300 مسجد في إحدى حملاته الصليبية على شرق أفريقيا المسلم وبالتحديد في مدينة كيلوا بمجرد دخوله هذه المدينة!! ولاينسى التاريخ ما فعله من إغراق سفينة للحجاج في خليج عمان، كان على ظهرها ما يقارب مئة حاج!! بالإضافة إلى ما ذكره المؤرخون من إحراقه لمجموعة من المراكب التي تحمل الأرز قادمةً من الهند، وكان أصحابها من المسلمين!!

مومباسا:
لجأت الحملة إلى القرصنة عندما كانت على مقربةٍ مما يعرف اليوم بكينيا، فقامت بنهب سفن التجارة العربية، خاصة منها غير المسلحة وبدون مدفعية ثقيلة. وبوصولهم إلى هذه النقطة، أصبح البرتغاليون أول من زار ميناء مومباسا من الأوروبيين ولكنهم قوبلوا بالسخط ومالبثوا أن غادورها.

ماليندي:
بعد ذلك تابع دو غاما رحلته شمالاً باتجاه ماليندي التي كان قادتها على خلافٍ مع قادة مومباسا، وهنالك لاحظت الحملة وجود التجار الهندوس لأول مرة. شاع خطاً أن الحملة عندها تعاقدت مع المستكشف والبحار العربي المسلم أحمد بن ماجد لقيادتها إلى الهند ولكن الصحيح أن الربان الماهر الذي أرسله حاكم مالندي واستطاع بخبرته في الرياح الموسمية أن يصل بالحملة إلى كاليكوت (ما يعرف اليوم بكوزيكود) في جنوب غرب الهند لم يك ابن ماجد.

الهند:
وصلت الحملة إلى الهند في 20 مايو من عام 1498 م. تلا ذلك بعض المفاوضات مع الحاكم المحلي ساموثيري راجا والتي كانت عنيفة في بعض الأحيان نتيجة معارضة التجار العرب. استطاع دا غاما في النهاية أن يحصل على وثيقة مريبة تعطيهم حق التجارة في البلاد، ولكنه اضطر أن يترك جميع بضائعه كضمانة. وترك دا غاما مع البضائع بعضًا من رجاله وأمرهم أن يبدأو تجارتهم.

العودة:
تُوفي باولو دو غاما أثناء رحلة العودة في جزر الأزور. وعندما وصل دو غاما إلى البرتغال، وكان ذلك في سبتمبر 1499 كوفئ بجزالةٍ لإنجاحه خطةً دامت ثماني سنواتٍ في طور التحضير. وقُلّد لقب أدميرال المحيط الهندي، ومنح حقوقًا إقطاعية في ساينز. وأعطي أيضًا لقب دوم (أو كونت) من قبل مانويل الأول الذي عيّن له مرتّبا مقداره 300,000 ريال سنويًا له ولذريته من بعده.

كان من نتائج رحلة دي غاما أن أدرك البرتغاليون أهمية الشاطيء الشرقي من إفريقيا لمصالحهم. فقد كانت الموانئ في هذه المنطقة توفر لهم الماء والزاد، بالإضافة إلى الخشب والمرافئ للقيام بعمليات إصلاح السفن، كما أنها توفر لهم المأوى إلى حين انقضاء الفصول الصعبة من السنة. وكان من نتائجها أيضًا أن أصبحت سلعة البهارات من العناصر الأساسية في اقتصاد البرتغال.!!

الصورة الطريق الذي سلكه فاسكو داجاما خلال رحلته الأولى (1497 - 1499)