حمدي رزق
ما المطلوب من لاعبنا الدولى محمد صلاح، يركن الكرة شمال، ولا يُحطّها يمين، يمرّر ولا يرقّص ولا يشوط مباشرة، وفى النهاية يرفع عَلَم مصر أم عَلَم فلسطين؟!.
غُلب حماره، لا كده عاجب ولا كده عاجب، صلاح لو لعب على كيف كيفكم لا راح ولا جاء، كان زمانه فى «المقاولون العرب»، وأثرياء «بيراميدز» يغازلونه بعدة ملايين كما أغووا رمضان صبحى!
سر نجاح صلاح احترافيًا أنه يفكر بدماغ بارد، وليس بدماغ غيره الفارغ، يلعب بطريقته وليس بطريقة «الاستديو التحليلى»، صلاح لا يسلم عقله لأحد، ولا يسمع سوى صوته، ولا ينسج سوى على منواله، ولا يرفع فى المحافل الدولية سوى عَلَم بلاده، من قلبه وروحه مصرى.
المقارنة الظالمة بين صلاح وآخرين ليست فى صالح الآخرين، صلاح فى حتة تانية خالص، عينا صلاح لا تغادران بلاده، وخيره لمسقط رأسه، عارف طريقه جيدًا، لا يعمل عند أحد، ولا يؤجر موهبته لأحد، ولا يُقبل يد أحد، ولا يبايع أحدًا، صلاح مصرى حر لا يرهن إرادته لمشيئة أحد، صلاح «ابن وطن عظيم» وليس «ابن جماعة منقرضة».
هذا ما لا يفهمه البعض ممن يحلو لهم الكيد لصلاح بتعلية آخرين عليه فى الملاعب الأوروبية، لأسباب غير رياضية، صلاح يلعب كرة لا يلعب سياسة، المزايدة على مواقف صلاح الوطنية وليدة أحقاد نفساوية، مَن يزايدون على صلاح هم مَن يهرولون لالتقاط صورة معه ترفع أسهمهم لدى مُشغِّليهم، ولكنهم يستأسدون على صلاح على حوائطهم الفيسبوكية وفى الاستديوهات التحليلية، وليتهم تواتيهم الشجاعة، ولكنهم يغمزون فى قناة صلاح من طرف خفى، على طريقة «الكلام إلِك يا جارة»، وبالإشارة.. واللبيب من الإشارة يفهم.
حَكْى رفع عَلَم فلسطين لا يستقيم، لا تفرض على صلاح توجهاتك وتوجهات مُشغِّليك، صلاح عندما يرفع عَلَمًا يرفع العَلَم المصرى لأنه مصرى، هواه مصرى، قلبه مصرى، تحت فانلة «ليفربول» فانلة مصر، لا يرتدى تى شيرتات مصنوعة من ألياف صناعية، يفضل القطن المصرى. مصريته الخالصة بدون شوائب إخوانية تجننهم، مصريته مصدر فخره، فخر مصر، فلا تعيبوا على صلاح تماهيًا مع إِخْوَان الشَّيَاطِين، عجبًا حتى العَلَم المصرى فوق كتاف صلاح بقى عَجَبة، وتعجبون، كل يرفع العَلَم الذى يهواه، ليس مفروضًا أن يؤدى صلاح فروض الولاء والطاعة، ويصلى فى محراب الجماعة، ويرتدى قمصان الإخوان، كونك إخوانجى هذا شأنك، لكن صلاح مواطن مصرى.
الحَطّ على صلاح شغلة مَن لا شغلة له، المعتزلون يمتنعون، حتى لقب «فخر العرب» يسلبونه، «فخر مصر» يكفينا ويسعدنا، صلاح يلعب كورة للكورة، ومما أفاء الله عليه ينفق سرًا وعلانية، ولا يريد منكم جزاء ولا شكورًا، ارفعوا أيديكم عن صلاح، حِلُّوا عن سماه بَقَى.
نقلا عن المصرى اليوم