كتب – روماني صبري
وجه الأنبا نيقولا أنطونيو، المتحدث الرسمي للروم الأرثوذكس في مصر وسائر إفريقيا، رسالة رعوية حملت عنوان " الكنيسة جسد المسيح" وجاء فيها :
إذا ذكرنا “جسد المسيح” الذي هو الكنيسة، لا نعني به شعب الله وحده من دون المسيح، أو الرب وحده من دون شعب الله. إنما نعني الاثنين معاً: المسيح وشعب الله، أي رأس الكنيسة ونحن الذين يشكلون سائر أعضائها. فالكنسية هي جماعة حيّة تعيش في المسيح.
الكنيسة من واجبها ومسؤوليتها أن تميّز ما هو وفيّ حقيقة الإنجيل، وما هو منافٍ لهذه الحقيقة، وما يبني جسد المسيح وما يبليه ويشوشه.
في إطار الحقيقة الكنسية يمكن للمرء أن ينضج ويحوز فهماً صحيحاً بإزاء ما يرتبط برسالة الإنجيل، وبإزاء ما لا علاقة له بهذه الرسالة، أو يعارضها. "لأن من يشارك في الحليب فقط لا يصلح لكلمة البر، لأنه طفل رضيع. أما الطعام الصلب فهو من خواص البالغين الذين باتوا قادرين أن يميّزوا الخير من الشر" (عب 5: 14).
ومن الواضح أننا نحتاج إلى معايير كنسية عالية المواهبية، "تمييز الأرواح" (1 كور 12: 10). وإلا فإن كنيستنا ستسير في ركب العالم وتكيّف كرازتها مع رغبات العالم وعاداته وتقاليده. وإذا قبلت الكنيسة بسبب إنعدام الحكمة فمن الواضح أن الإنقسامات ستظهر في جسدها.
لقد قيل في أشكال عدة وبدءاً من التقليد المسيحي القديم أن الكنيسة هي الحياة المشتركة، وشركة المؤمنين على مثال الشركة الإلهية. وهذا التعليم يرتبط بتعليم الكنيسة على الله الواحد في ثلاثة أقانيم.
إن خدمة الكنيسة وجهدها هو أن تجعل التجلي أمراً ممكن الوصول إليه في كلّ وضع بشري. وإذ نشدّد ههنا على حدث التجلي، إنما نشدّد في الواقع على من تجلّى، أعني به يسوع المسيح.
في هذه الحقيقة الفريدة والجديدة، تتجلّى كل أعمال الإنسان لتكون أفعال محبة تُرفع إلى الله، وتوجه إلى صورته الذي هو الإنسان.