سمير فاضل
في سنة ٢٠٠٥ وفي انتخابات مجلس الشعب ، شرفت أن أكون عضوا في اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات ، في المرحلة الثالثة حيث كانت الانتخابات قد دخلت مرحلة بالغة العنف بعد حصول جماعة الإخوان علي ٨٨ مقعد حتي هذه المرحلة ، كانت محافظة الشرقية واحدة من المحافظات في هذه المرحلة ، تم تكليفي بمرافقة وفد من السفارة الأمريكية بالقاهرة لمراقبة الانتخابات في محافظة الشرقية
المهم تم ترتيب وسيلة السفر والتنسيق مع أعضاء اللجنة هناك لترتيب كافة الإجراءات للوفد المرافق ، قبل الوصول الي المحافظة طلب أحد أعضاء الوفد الأمريكي مقابلة أحد الأعضاء المرشحين في هذه الانتخابات واسمه " محمد مرسي " انا شخصيا لم أكن اعرفه ، ولكن كان من الواضح أن هذا المرشح يحظي باهتمام كبير عندهم ، المهم وصلنا إلي المحافظة التي كانت ملتهبة في هذا اليوم ، لاحظ الوفد الأمريكي أن الشوارع مكتظة بمجموعات يبدوا عليها من مظهرها انهم من الخارجين علي القانون
الناس أمام اللجان عندما شاهدوا أعضاء الوفد الأمريكي انطلقت الزغاريد والصياح عاليا مرحبين ، أحد الضباط طلب مني ترك المكان ، ترجمت لهم ما يطلب ، ابتسموا وقالوا لي قل له نحن الذين نحدد متي نترك هذا المكان ، وطلبوا منه فتح اللجنة التي كانت مغلقة لأسباب غير معلنة ، بعد اتصالات فتح اللجنة وانطلقت الزغاريد مرة اخري بشكل كبير جدا ، كان الخروج من اللجنة صعبا للغاية لرفض الاهالي وخوفهم من إغلاق اللجنة مرة اخري ، المهم استطعنا إيجاد منفذ خلفي لخروج اللجنة ، وبمجرد الخروج قام أحد الخارجين علي القانون بمحاولة الاعتداء علي احدي سيدات الوفد وحاول سرقة الكاميرا من يدها ، وتسبب في جرح رأسها فقط ، وتم تصوير المشهد الذي تم ارساله علي الفور لكل الدنيا
ذهبنا إلي منزل المرشح " محمد مرسي " بعد عدة ترتيبات وتأمين الوصول لمنزله ، وتقابل مع الوفد ، الرجل لم يكن يجيد اللغة الانجليزية إلا بسيط جدا ، وعرفت انه أحد أساتذة كلية الهندسة ، اللقاء تركز علي صعوبات العملية الانتخابية لكن الرجل طمن الوفد أن الأمور تسير علي ما يرام وأن التمثيل في البرلمان سيكون معقولا بعد الحصول علي ٨٨ مقعد ، أدركت أن هذا الرجل يمثل جماعة الإخوان وان الرجل يحظي باهتمام كبير ، انتهت الزيارة ، ومرت سنوات قليلة ويصل محمد مرسي إلي كرسي حكم مصر ، وكانت الهجمة المرتدة .