هاني صبري - المحامي
أثار بيان إصدرته أمانة العاصمة الأردنية عمان جدلا كبيرا علي مواقع التواصل الاجتماعي حيث قامت بإزالة لافتة بعد تعليقها كان مكتوب عليها آية من الكتاب المقدس "أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ، وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ السَّلاَمَةِ." ( سفر المزامير 37: 11).
 
وقد ذكر بيان الأمانة إن اللافتة تضمنت عبارات مسيئة، وأنها "لن تسمح بنشر عبارات تسيء للأخلاق العامة السائدة في المجتمع".
 
في تقديري أن الأزمة التي اثارت حيفظة المسيحيين والمسلمين علي حد سواء هي الإساءة إلى الكتاب المقدس، ولم تكن المشكلة في إزالة اللافتة فهذا الأمر لا يعنينا من قريب أو بعيد وجود لافته من عدمه ، لكن البيان فيه خطأ جسيم من أمانة العاصمة وينم عن تعصب بغيض وعدم دراية بتعاليم الكتاب المقدس وسموه، ومن إصدر هذا البيان إساء إلي نفسه أولاً ، وأحدث حالة من الاستياء الغضب الشديدين بين الإردنيين ودول عديدة ، مما دفع الأمانة إلى حذف البيان عن صفحته.
 
إننا ندين بأشد العبارات ونرفض كلياً البيان الذي إصدرته أمانة العاصمة الإردنية لما يحمله من إساءة بالغة وطعن صريح في الكتاب المقدس ويؤذي مشاعر المسيحيين ليس في الإردن فحسب بل في العالم أجمع ، فنحن نحترم كافة الديانات الإبراهيمية، وكل إنسان حر فيما يعتقد ولا نقبل الإساءة لأي دين.
 
أن سبب المشكلة الحقيقي بعض الإردنيين اعترضوا علي وضع اللافتة وأمام هذه الضغوط قامت أمانة العاصمة بإزالتها، وعلي خلاف الحقيقة ذكر البيان كلام غير صحيح وغير مسؤول أن الآية التي قاموا بإزالتها تسئ للأخلاق العامة للمجتمع، عن إي إساءة تتحدثون الآية الكريمة لا تحمل اي إساءة لاحد.
أن ما يدَّعيه البيان هو ترويج لأفكار غير صحيحة ومغالطة ليس لها أي أساس من الصحة وفيها ازدراء للدين المسيحي وتنم عن عدم دراية حقيقية بالكتاب المقدس، والطعن فيه بدون سند صحيح.
 
أن حرية الاعتقاد مكفولة بمقتضي الدستور ولكن هذا لا يبيح لمن يجادل في أصول دين من الأديان أن يمتهن حرمته أو يحط من قدره أو يزدريه عن عمد فليس له أن يحتمي في ذلك بحرية الاعتقاد ، وإنما تضع مرتكب تلك الجرائم تحت طائلة القانون. 
 
فمن الواضح أن البيان المذكور لا يستند إلى حقائق ويتنافي مع منطق الأشياء وغير مدعوم بأي دليل وأن من إصدر هذا البيان غير مدرك لمقتضيات وظيفته ولا يعلم قيمة وحجم الدولة التي يمثلها.
 
حيث إن ملك الإردن عبدالله الثاني بن الحسين هو الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في بلاده، وحامي الإرث المسيحي في فلسطين، ولن يقبل بمثل هذه الإساءة لأنها تتنافى مع القيم الأردنية الهاشمية والدستور الأردني.
 
إن كلمة الله حاشا أن تحمل أي إساءة للأخلاق كما يزعم البيان، لا في دولته أو في اي مكان علي وجه الأرض.
 
الله، الذي هو نفسه الحق ولا ينطق سوى بالحق، قد أوحى بالكتاب المُقدَّس حتى يعلن بهذا عن ذاته للجنس البشري ، بواسطة يسوع المسيح ربًا وفاديًا وديّانًا. فإن الكتاب المُقدَّس هو شهادة الله عن ذاته. وكلمة الله الموحي به، المعصوم من الخطأ معني ولفظًا، ولكونه معطى من الله فهو خالٍ من أي خطأ أو عيب في جميع تعاليمه.
 
بناء عليه نناشد الحكومة الإدرنية بتقديم اعتذار رسمي لكل الإردنيين ولمسيحيي العالم عن الإساءة للكتاب المقدس.
 
كما نناشد بإقالة من إصدر هذا البيان وإحالته لمحاكمة جنائية عاجلة بتهمة ازدراء الكتاب المقدس.
 
ونطالب مجلس كنائس الشرق الأوسط رفض هذا البيان ومخاطبة الحكومة الإردنبة عن رفضهم للإساءة للكتاب المقدس.