أحمد الاشقر
منطقة الشرق الاوسط وامتدادها حتي الهند وغرب الصين وباكستان وافغانستان وايران، هي مهبط ونشاءة الاديان المعروفة في عالمنا حتي اليوم ومهد الحضارات العديدة المختلفة واهمها المصرية والصينية والفارسية، هذه المنطقة لم تعرف السلام من الاف السنين وحتي اليوم وذلك لاهمية هذه المنطقة الجغرافية في وسط العالم وليس فقط بعد ظهور الثروة البترولية كما نسمع. كانت هناك منذ البداية مطامع ورغبة في الاستيلاء عليها من قوي خارجية مختلفة، كل ملك او قيصر او امبراطور قوي كان يحلم بان يصبح ملكاً عليها وان تصبح هذه المنطقة التي هي وصلة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب تحت وصايته ونفوذه ويحصل علي الضرائب التي يفرضها وحاشيته عليها وعلي التجارة بين دول العالم المختلفة. بدء من رمسيس الثاني وحتي اليوم. من يسيطر علي هذه المنطقة يسيطر علي العالم وطرق التجارة بين ارجاء كوكبنا العزيز. ولوقت طويل كانت هذه المنطقة موزعة بين انجلترا وفرنسا وبقدر اقل هولندا. وانشاءت شركات عملاقة لجلب المنتجات الاسيوية الي اوروبا علي ان اول شركة تجارية مساهمة باسهم انشاءت في العالم كانت في هولندا لتنظيم تجارتها مع مستعمراتها في اسيا.
في قديم الزمان كانت افريقيا واسيا قارة واحدة الي ان بدء البحر الاحمر يشق طريقه بينهما بعد زلزال كبير وشقق ارضية ضخمة ادت الي الانفصال وتدفق الماء من المحيط الباسيفيكي، لم يكن المحيط الهندي تكون بعد، ليملاء الشق الكبير ويتكون البحر الاحمر ويسمي كذلك لوجد نسبة عالية من الحديد في مياهه. والحسابات تقول ان البحر الاحمر يزداد حالياً عرضاً بمعدل ١٠-١٥ سم سنوياً. كما ان الهند بشكلها الحالي لم تكن معروفة في قديم الزمان بل انها انفصلت عن افريقيا واستراليا والتحمت بقارة اسيا بهذا الشكل الهرمي المقلوب.
وهاهي نبذة قصيرة عن اديان الشرق الاقصي
حوالي ٤٥٠ عاماً قبل الميلاد نشاء في شمال الهند طفل صغير اسمه سيدهارتا ماوتاما، في اسرة غنية وقوية وذات نفوذ كبير في شمال الهند. وعندما شب هذا الطفل ووصل مرحلة الشباب بداء يقراء العديد من الكتب في مجالات الفلسفة والروحانيات المختلفة وعندما جمع الكثير من العلم والمعرفة بداء في سن ال ٢٩ يدرك ان السعادة ليست في الغني والجاه والسلطة ولكن في الراحة النفسية والهدوء العقلي والذهني. في سن ال٣٥ اسس الديانة البوذية التي هي ليست ديانة سماوية بل مجموعة من النصائح والوصايا وتقوم عي التقوي والعبادات ومكارم الاخلاق ومنها الصدق في القول والفعل والعمل والبر بالوالدين ورعاية المسنين واداء الامانات لاصحابها وغيرها من مكارم الاخلاق واستمر في دعودته حتي مات في سن الثمانين. والبوذية تعتبر حالياً الديانة الرابعة في العالم من حيث عدد المؤمنين بها الذين يبلغ عددهم ٥٠٠ مليون نسمة، بعد المسيحية والاسلام والهندوسية. البوذية عبارة عن ديانة تقوم علي اعتبارات فلسفية عقلانية وليست رسالة منزلة اي ليس لها عقيدة وهي تنادي بصفة عامة بالوسطية بين الزهد والتقوي وبين التبرج والمتعة بلا حدود (اي خير الامور الوسط). والبوذية تعني التيقظ والصحوة. بوذا كان له طلابه الذين اتبعوه ونشروا ديانته فيما بعد والتي تقوم علي اربعة فترات نبيلة في حياة الانسان، الولادة، التقدم في العمر، المرض والموت وان هناك ثلاثة سموم عقلية وهي الكراهية والجشع والوهم يجب تجنبها وان الحقيقة تكمن في القول والفعل. في العديد من دول اسيا وحيث تنتشر البوذية هناك الالاف من المعابد التي بها تماثيل ذهبية ضخمة عديدة لبوذا والناس يحجون اليها من كل اجزاء البلاد والبلاد التي حولها ويقدمون الهدايا والقرابين والهبات لها ويقيموا الصلوات والعبادات بجانبها ( شاهدت في احدي المعابد في تايلاند رجل يجلس الي الكاهن ويحكي له عما ارتكبه من ذنوب واساءات ويطلب المغفرة والعفو من الاله) وقد شاهدت مجموعة منها في تايلاند، الصين، بورما، لاوس. والبوذية قريبة من الكونفوسيس. وكالعادة فقد نسجت الروايات والحكايات والاساطير حول بوذا من المولد الي اللحد وعلاقته بالفيل الابيض الذي هو مقدس في الديانة البوذية.
اما الديانة الهندوسية، اقدم ديانة في العالم، وحالياً الثالثة في العالم بعد المسيحية والاسلام، وينتمي اليها حوالي مليار نسمة، فهي في الحقيقة ليست ديانة واحدة بل مجموعة من الاديان التي تتفق مع بعضها، وعموما فالهندوس يعتقدوا في القدرة الالهية العظيمة والحياة بعد الموت وان روح الانسان تعود الي الارض في شكل مخلوق اخر، بغض النظر عن الحرق او الدفن في المقابر، وغالباً علي هيئة انسان او حيوان، من كان عمله صالحاً في الدنيا سيعود ربما الي انسان غني اوالي واحد من الحيوانات المحبوبة ومن كان عمله سيء سيعود الي انسان شرير او واحد من الحيوانات الكريهة (يخلق من ظهر العالم فاجر ومن ظهر الفاجر عالم)، ولذا فهم لاياءكلون الحيونات لانها ربما تضم روح انسان كما ان البقر هدية من الالهه للبشر ولذا فهي مقدسة. كما ان الهندوس يؤمنوا ان اي عمل في الدنيا سوف يؤثر في المستقبل والاخرة وان التعامل اهم من الدين ( الدين المعاملة) كما ان لكل عمل هناك خلفية روحية لهذا العمل وكلهم ياءملوا عند العودة الي الارض بعد الممات ان ينتموا الي طبقة اعلي، معروف في الهند ان هناك طبقات في المجتمع وبينها فارق اجتماعي واقتصادي كبير وحتي اليوم برغم الديمقراطية فاءن زواج بين الطبقات المختلفة غير محبوب او مرغوب. اهم اله للهندوس هو براما، الاله الخالق الابدي، فهو اهم اله عندهم يقدسه جميع الهندوس وله كتاب مقدس. الطريف في الهند ان كل انسان يمكنه ان يختار ديناً له كما يحب ولذا ربما يكون هناك اكثر من مليون دين. وكل الهنود الهندوس حول العالم يحتفظون بتمثال لاله في منازلهم ويقدمون له الهدايا والقرابين والزهور والورود. والهند هي التي ابدعت اكل الخضر والفواكه والامتناع عن اكل اللحوم، Vegan ،وايضاً العلاج بالاعشاب الطبية المختلفة من اجل الشفاء او المحافظة علي الصحة. وهناك مصحات دولية عديدة في الهند يذهب اليها الاوروبيين سنوياً للتخلص من السموم التي تجمعت من الطعام والشراب والهواء علي مدار العام في الجسم، نوع من فترات النقاهة، تستمر من اسبوعين الي خمسة اسابيع ويمتنعوا طوال هذه الفترة عن اكل اللحوم ويتم علاجهم بالاعشاب فالهنود يؤمنون بان لكل عضو من اعضاء الجسم هناك نبات او عشب علي الارض خصص له ولعلاجه.
في وقت ما في الزمن البعيد كان المصريون القدماء يعبدون الهه عديدة علي شكل حيوانات مختلفة وكان عدد الالهة حوالي ١٥٠٠ اله، وكلها كانت رمزاً للظواهر الطبيعية، للوقاية من العواصف والزلازل والتقلبات الطبيعية، والاجتماعية، بغرض نيل مكانة اجتماعية عالية، والاقتصادية، للحصول علي اجر اعلي في ذلك الوقت وكان الفرعون يقدم القرابين والهدايا والمنح لها ويساءلها والكهنة المعونة والمشورة في وقت الازمات والمشاكل. هناك الالهه تحوت وايزيس واوزريس وامون رع الذي اصبح الاله الرئيسي حوالي عام ٢٥٠٠ قبل الميلاد. هناك العجل ابيس رمزاً للخصوبة واتون وامون واش وبتاح وانوبيس. كل واحد من هذه الالهه وغيرها كان له وظيفة محددة ومجموعة من الكهنة ترعاه وتقدم له القرابين والهبات. الي ان جاء اخناتون ووحد الالهه واصبح هناك اله واحد، يقال انه الشمس، وبني مدينة تل العمارنة مما اثار غضب الكهنة وتاءمروا عليه وبعد موته رجعت الالهة كما كانت. والشمس كانت منذ بداية الكون نظر لها الناس علي انها اله وكانوا يعبدوها ويقدسونها ( كان عندي مريض من عبدة الشمس، كان فنانا رساماً وكان عضواً في جماعة دينية يتقابل افرادها مرتين او ثلاثة في الاسبوع تعبد الشمس وتقيم الصلوات والعبادات لها). حتي اليوم مازالت الشمس معبودة في بعض المناطق في بلاد امريكا الجنوبية واسيا وافريقيا وعندما يحدث الخسوف مثلاً كان الناس تنزعج وتتصور انه غضب من الاله ويبداءوا في الصلوات والعبادات ويستمروا في ذلك حتي تنتهي مدة الخسوف، لم تكن الكواكب والنجوم معروفة بالقدر الكافي مثل اليوم ولادوران الارض حول الشمس ولاقتها والقمر .
وللحديث بقية