كتب – روماني صبري
وجه الأنبا نيقولا أنطونيو، المتحدث الرسمي للروم الأرثوذكس في مصر وسائر إفريقيا، رسالة جديدة لشعب الكنيسة، جاء فيها :
الانفتاح يخصّ أساسا الجماعة الكنسيّة في علاقتها مع بعضها البعض، وهو شرط لنموّها، ويختلف، جوهرياً، عن الانفلات او استباحة الحقيقة او المسايرة… ففي بركات الروح يعرف الناس جميعاً الحقّ الذي يجمع ويوحّد وينمّي.
في سياق الحياة الكنسيّة، الاختلاف ( أو التنوع) شرط من شروط تكوين الجماعة التي تستمدّ وجودها ووحدتها من عطايا الروح الواحد.
فالكنيسة جماعة يكونها نداء الله الذي يطيعه المؤمنون بالمحبة في بُعدَيها العمودي والأفقي. وهذا معناه أن كل عضو من أعضائها دعاه الله الى أن يكتشفه ونفسَهُ فيما يثبّت وجهه على الحق ووجوه إخوة كثيرين. وذلك أنّ كلّ إنسان. في واقعه وتوثّباته، لا يكمل كيانه من دون الله والإخوة. فالمؤمن الحقيقي هو مَنْ يقبل عطايا الروح وخلاصه في كل تجلّياته، وخصوصاً في الإخوة.
في بلادنا خصوصاً، انّك اذا قلت مثلا: “انا أرثوذكسي” يفهم الناس أنّك تقصد أن تقول إنّك لست كاثوليكياً او قبطياً… لا أدري لماذا يحقّ للإنسان أن يجاهر، مثلاً، بانتمائه الوطني ولا يُفهم أنه ينكر وجود أيّ بلد آخر، ولا يحق له أن يعترف بانتمائه الديني من دون أن يتّهم بالتعصب أو رفض الآخرين.
وترى أنّ بعض المسيحيّين لا يعترفون بانتمائهم الى أي كنيسة، ويُعرفون انتماءهم الديني بقولهم مثلاً: “أنا مسيحي”، لا ليؤكّدوا ارتباطهم بالمسيح مخلّص العالم، بل هرباً من الالتزام، وظنّاً منهم أنّهم أوسع من كلّ تجمّع بشريّ، ولو كنسياً (لا يقولون: “أنا أرثوذكسي”، أو “أنا كاثوليكي”، أو"قبطي)، وأنّهم، تالياً، اذا التزموا أو اعترفوا بانتمائهم هذا يقرّون بانقسام الكنائس.
والحال أنّ الانقسام موجود ولا أحد يقدر على أن يتجاوزه وحده أو يستبق الوحدة الكنسيّة، وأنّ كلّ هروب من الالتزام في الكنيسة (في الكنيسة المنتمي إليها) هو هروب من الله ومواجهة الإخوة… وذلك أنّ الكنيسة والاندماج فيها يعلّم الناس أن يكتشفوا أشياء رائعة في بعضهم البعض، وأن يقبلوا كلّ اختلاف بينهم وأن يجدوا فيه غناهم وكمالهم .