د ممدوح حليم
كان يسوع ابن الإنسان معبرا ومثالا رائعا للإنسان بكل ما فيه من جمال. ها نحن نراه اجتماعيا يحضر عرسا / فرحا في قرية قانا بمنطقة الجليل.
لم يكن يسوع انطوائيا.
ولم نره يحتقر المشاعر الإنسانية. رأيناه يشارك الناس أحزانهم ويتفاعل مع أمراضهم وأوجاعهم. وها نحن نراه يتفاعل مع الوجه الآخر للمشاعر الإنسانية ألا وهو الفرح، لذا شارك في عرس قانا الجليل. والعرس في لغة أهل الشام هو الفرح في لهجتنا المصرية.
لم ينصرف يسوع إلى العبادة في الهيكل تاركا الاجتماعيات وأفراح الناس، بل كانت نظرته إلى الإنسان شاملة. شارك الناس أكلهم وشربهم. كان العرس / الفرح يمتد عند اليهود في ذلك الوقت إلى أسبوع. وكان من مظاهره الرئيسية احتساء الخمر / النبيذ تعبيرا عن الفرح.
ويبدو أنه في هذا العرس كان عدد المدعوين كبيرا أو أن أصحابه لم يكونوا على درجة من الغنى ، لذا نفد الخمر.
لقد تفاعل يسوع مع احتياجاتهم، ولم يتركهم في موقف الخزي أو الاحتياج أو الحرج. لذا استجاب لملاحظة أمه ، وقام بأول معجزة له، فحول الماء إلى خمر.
وكانت العادة أن يقدم أصحاب العرس الخمر الجيدة أولا ، ثم الأقل جودة .
لقد لاحظ رئيس المتكأ أن الأمر هنا على العكس. ورئيس المتكأ هو قائد ومدير حفل الزفاف.
لقد قال للعريس : " أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن" يوحنا 2 : 10
لقد كان هذا الرجل معذورا ، إذ لم يكن يعرف أن هذه الخمر الجيدة صنعها يسوع الذي يهمه سعادة الناس وبهجتهم، وأن تطول أفراحهم وتزداد لذاتهم... إنه يسوع محب البشر وابن الإنسان.