إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
ان هذه القديسة ولدت في مملكة المجر سنة 1046 وكان أبوها يدعى ادورد وكان ابن ادمندس ملك انجلترا . وكان اسم امها اغاثا وكانت أخت ملكة المجر ، ولما قتل ادمندس ملك انجلترا بعث كانون ملك دانمارك الذي استولى على انجلترا ادورد ابن ادمندس ملك سويدن وطلب إليه ان يقتله . ولكن هذا الملك لم يشأ أن يلطخ يديه بدم هذا الفتى فارسله إلى المجر وهناك صار له مصاهرة ، وكان للقديسة مارجريت اخت راهبة تدعى خرستينا واخ يدعى ادغردس ، وبعد ذلك رجع ادورد إلى انجلترا ومات هناك ووقع التاج لابنه ادغردس .
ولكنه إذ كان بعد صغيراً أقيم مكانه أحد وزراء المملكة ، وفى ذلك الزمان ثارت فتنة في تلك البلاد وشبت حرب قوية فالتزمت القديسة مارجريت أن تهجر وطن جدودها وتنطلق مع أخيها ادغردس إلى اسكتلندا . فاحتمى هذان المنفيان عند مالكوم الثالث ملك اسكتلندا . وكانت القديسة ماجريت بديعة الجمال وذات مزايا حميدة فاحبها ملك اسكتلندا وتزوج بها سنة 1070 وعمرها حينئذ أربع وعشرون سنة . وبسعيها ازهرت ديانة تلك البلاد .
وعلمت زوجها أن يكون اباً وراوفاً على رعيته.
وعمرت في المملكة كنائس وأديرة كثيرة ، ورزقها الله ستة بنين وابنتين فاحسنت تربيتهم في سبل التقوى والفضيلة فاصبحوا قدوة لقومهم ، وكانت القديسة مارجريت ملازمة الصوم والصلاة ومساعدة الفقراء وزيارة الكنائس وما كانت تجلس على المائدة قبلما تكون قد أطعمت تسعة من اليتامى واربعة وعشرين من الفقراء ، وكثيراً ما كانت تعمل ولائم محتفلة للفقراء فكان الملك زوجها يخدم مائدة الرجال وهي تخدم مائدة النساء ، وكانت تزور المستشفيات وتسعف المرضى وتنطلق إلى السجون وتعتق المحبوسين المديونين بوفائها عنهم .
وحينما كانت تخرج من القصر كان يحتاطها جم غفير من الأرامل والأيتام والمحتاجين من كل صنف فكانت تساعدهم .
وكان الملك زوجها يطابقها في هذه أعمالها البرية لأنها كانت قد طبعت حب التقوى والفضيلة في نفسه . وقضت حياتها في الأعمال الصالحة لمجد الله وخير القريب . وعرفت بوحي إلهي ساعة موتها فتاهبت للدخول في الآخرة . وبعدما أخذت الاسرار المقدسة . قالت : أيها الرب يسوع المسيح الذي بموته احيا العالم نجني من كل شر . وفي قولها هذه الكلمات طارت نفسها إلى السماء . وكان ذلك في اليوم السادس عشر من شهر نوفمبر سنة 1093 وعمرها حينئذ سبع واربعون سنة . والكرامات التي صنعت على قبرها ايدت قداستها .
واعلنت قداستها من قبل البابا إنوسنت الرابع في عام 1250م.