د.ماجد عزت إسرائيل
منذ أوائل مارس 2021م تعرض القمص بولس شحاتة كاهن كنيسة السيدة العذراء بمدينة دوسلدورف الألمانية لوعكة صحية على أثر إصابته بفيروس كورونا اللعين. ووصل به الأمر لدخول المستشفي بذات المدينة؛ وتعرض للموت أكثر من مرة، ولكن الله حفظه بعناية ليعود للحياة من جديد لأن له رسالة وخدمة في عالمنا الفاني وليخدم شعبه وكنيسته " "فكان بطرس محروسا فى السجن، وأما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى اللة من أجلة" (أع ١٢ : ٥). وحرصَا منا للحفاظ على خصوصية حياته الشخصية والعائلية امتنعت عن الكتابه عن هذا الموضوع وكنت محق في هذا الأمر بكل تأكيد. ولكن من واجبي حاليًا كمؤرخ أن أرصد حالة الحب والصلاة من أجل شفاء هذا "الخادم الأمين"الذي وصفه معلمنا الصالح في الكتاب المقدس قائلاً:"نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ." (مت 25: 23).
هنا أريد أن أرصد حب الكبار الذيين عرفهم القمص بولس شحاتة منذ خدمته بألمانيا فقد حكي لي السيد "مرقس بطرس" وهو أحد شيوخ الطائفة القبطية بألمانيا أنه هو وأصدقائه يتواصلون فيما بينهم بشكل يومي من أجل الطمأنه على أبونا بولس شحاتة. وذكر لي السيد بطرس أنهم يصلوا من أجل أن يمنحه الله الشفاء العاجل. والبعض من هؤلاء تواصل معى تلفونيا ووصف لي مدى أمانة هذا الرجل في خدمته ومواقفه معم. وهنا نؤكد ليس القبط فقط ولكن هناك من المسيحيين الشرقيين الأرثوذكسن من سوريا وبلاد الرافدين؛ وصفوا لي محبة هذا الرجل وكيف كان يعاملهم وكيف احتضنهم إلى حض كنيسة أم الشهداء وصاروا جزء لايتجزء منها. هكذا نفس تعاليم الكتاب المقدس حيث ورد على لسان معلمنا بولس الرسول قائلاً:" فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ." (1 كو 9: 20). حتى الأطفال صلوا من أجل شفاء القمص بولس شحاتة فذكر لي بعضهم أنه في كل يوم يولع شمعة أمام أيقونة السيدة العذراء من أجل أن يمد الله أيده لشفاء أبونا. الأطفال الذين ذكرهم يسوع قائلاً: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ." (لو 18: 16). وربما اعتقد أن الله لا يمكن أن يرفض طلباً لهولاء الأطفال الذين ورد عنهم في سفر المزامير قالائلاً: "مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْدًا بِسَبَبِ أَضْدَادِكَ، لِتَسْكِيتِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ." (مز 8: 2). هنا أريد أن نؤكد على دور أبونا "بطرس" الخادم الأمين مع أبونا بولس من سيامته سواء في المحافظة على مواعيد الخدمة والصلاة والقداسات أو الرد على أسئلة وتليفونات الناس للسؤال عن القمس بولس شحاتة. تخيلوا معى موقف ودور تاسوني زوجته وأولاده وحفيده؛ لأن الامور كانت تحتاج لركب منحنية وصلاة متصلة وتماسك وخاصة في مثل هذه الظروف.
وهنا أوكد أننى كمؤرخ لا أكتب مقال عاطفي؛ من أجل القمص بولس شحاتة، أو مجاملة اجتماعية أو مجاملة للكنيسة القبطية هذا تفكير ضيق ومحدود قد يصب أصحابه بداء الرياء والمدح والنفاق، ولكن الموضوع أوسع وأكبر من ذلك لأنه بات أن يندرج تحت ما يعرف بــ " الخادم الأمين ودوره في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية" الكاهن في الكنيسة هو مَنْ أرتقى إلى درجة الكهنوت، ومعني كلمة كاهن مشتقه من الكلمة العبرية كوهين أي المنبئ بأمر الرب والكاهن له منزله النبي وله امتيازات أكثر من الأنبياء، إذ أن الكاهن مؤتمن علي الشريعة، ومسموح له بتقديم الذبائح إلى الله للتكفير، وحمل خطايا الشعب كما ورد في سفر اللاويين، وفي تعاليم الرسل الكاهن هو من يقوم بالصلاة والخدمة من أجل الشعب، والرؤساء الحكام والمرضى،وأيضًا هو رجل الله والدين،ولذلك
يعتبرون كثيرون من الأقباط الكهنة بأنهم خدام الله، لأنهم يُلبّوا احتياجات البشرية نذكر منها: صلوات القداسات،وطقوس العماد والزواج والجنازات، وممارسة الأسرار الكنيسية وخاصة سر الأعتراف والتوبة ،وهناك العديد من الشروط و الصفات الواجب تـوافرها فى الكاهن منها:الأبوه لأنه يلد الناس فى المعمودية ولاده روحية ـ والرعاية، والخدمة والأفتقاد،وزيارة المرضى والمساجين، والكهـنة يقودون الشعب في الصلاة، ويعلمونه الفضائل والتعاليم المسيحية.
وأخيرًا؛ لايمكن أن يكون هناك مجاملة من الكبار أو الشباب والشابات وأيضًا الصغار الأطفال ولايمكن أن يجتمع الجميع على النفاق أو الرياء، ولكن نؤكد هنا أن الجميع أجمع على أمانة القمص بولس في خدمته ومحبته للكبار والصفار ورعاية الجميع دون تميز أو تفرقه... وحقا قدم هذا الرجل أيضًا لبلده الحبيبىة مصر كل ما يملك.. ألف حمدالله على سلامتك أبونا الحبيب حقا نقول: القمص بولس شحاتة: شمعة كنيسة السيدة العذراء بدوسلدورف يعود للحياة والخدمة من جديد!! للحديث بقية.