جمال زيادة
اعتدت ان اتلقى اتصالا هاتفيا كل يوم تقريبا من سعادة كندا'> سفيرة مصر فى كندا الدكتورة سلامة شاكر وكانت تشغل منصب مساعد وزير الخارجية لشئون امريكا الشمالية.
د. سلامة شاكر ليست كأى سفيرة هى شخصية قوية إلى أبعد الحدود يخشاها الجميع بقدر جديتها وانضباطها فى العمل ، حصلت على الدكتوراه من جامعة جونز هوبكنز الامريكية وتدرس فى جامعة ييل بعد ان تركت العمل الدبلوماسى .
توثقت علاقتى بها حين توليت منصب مدير الاهرام فى كندا كنت أقيم فى مونتريال المدينة التى تضج بالحياة والبشر من كل الاعراق ،سكانها أساسا فرنسيين كنديين لكن الكل مرحب به فى هذه المدينة العظيمة بشرط احترام القانون.
فى ذلك الصباح اخبرتنى السفيرة د. سلامة شاكر من مقرها بالعاصمة اوتاوا ان البابا شنودة الثالث سوف يزور كندا وبالتحديد مدينة ميسيساجا بمقاطعة اونتاريو وسألتنى اذا كنت اود ان اسافر إلى ميسيساجا لمقابلة البابا شنودة ، قلت لها : يسعدنى حجزت غرفة فى الفندق الذى سيتجمع فيه المصريون فى ميسساجا.
كنت قد قابلت البابا شنودة فى دير الانبا مقار بوادى النطرون عقب قراره بانهاء اعتكافه الذى حدث بسبب خلافه مع الرئيس السادات ذهبت مع وفد صحفى من نقابة الصحفيين ضم مكرم محمد احمد وصلاح عيسى ونبيل عبد الفتاح وعددا اخر من الصحفيين وقضينا يوما كاملا مع قداسته ، وطلبنا منه ان ناكل من خبز الرهبان " العيش الشمسى " ، ضحك قائلا : موش هتقدروا عليه وفاجئنا بدعوتنا على غذاء تم جلبه خصيصا من فندق شيراتون .
فى ميسيساجا حضرنا يوما كاملا فى الكاتدرائية القبطية الارثوذكسية حيث قام البابا بمباركة الايقونات ثم وقفنا فى صف طويل لتلقى تبريكات البابا عندما وصل دورى فى الطابور الطويل ضحك البابا ضحكته التى تنم عن رضا وقال لى : " انت بقه هتاخد اكبر باكو شيكولاته وكمان سبحة وهدية اخرى "
فى اخر اليوم ابلغنى مساعدوا البابا انه سوف يقابلنى.
الان على انفراد رحب بى ترحيبا خاصا ممزوجا برضا رجال الدين الذى ينقلونه لك على الفور جلست ومعى جهاز تسجيل وبدات الحوار الذى لا انساه ونشرته فى صفحة كاملة تقريبا فى الاهرام سألته عن الطلاق فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية رد بشكل حازم : لا طلاق الا لعلة الزنا
قلت له : اباء الكنيسة قبلك اباحوا الطلاق لسبعة اسباب الانبا يوساب والبابا كيرلس رد قائلا : لا طلاق الا لعلة الزنا قلت له وما الحكم فى حالة المرض ؟ رد بنفس الاجابة .
قلت له : يا قداسة البابا البعض من شعبك يهربون إلى كنائس اخرى " تغيير ملة " بسبب مشاكل الأحوال الشخصية . ؟
لم يتزحزح عن اجابته الاولى . ذكرت له حالة الفنانة هالة صدقى . لم يغير رأيه .
سألته : لماذا لا يشارك الاقباط فى الحياة السياسية ؟
رد قائلا : اسمع القبطى لو عارف انه هيصرف بدون فائدة هيصرف نظر وضحك ضحكة من القلب .
الحديث به تفاصيل كثيرة اتذكره اليوم كانه حدث بالامس .
رحم الله قداسة البابا شنودة ..احد اعظم الرجال الذين انجبتهم مصر