سجل الغلاف الجوي للأرض ارتفاع نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في مايو المنصرم أكثر من أي وقت مضى.

 
رغم تباطؤ العالم خلال عام 2020 بسبب حالة الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا على مئات الملايين من البشر، فقد استمر تراكم غاز ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي وفقًا لقياسات جديدة أجراها علماء البيئة.
 
اعتباراً من مايو2021، سجل الغلاف الجوي للأرض ارتفاع نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون أكثر من أي وقت مضى، وفقًا لتحليلين منفصلين للبيانات أجرتهما "الإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي" ومؤسسة "سكريبس" لعلوم المحيطات. وقد بدأ العلماء في قياس نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون  في الغلاف الجوي بدقة من فوق بركان "ماونا لوا" في هاواي منذ ما يقرب من 60 عامًا، وتبين قراءات شهر مايو المنصرم أن المستويات أعلى بنسبة 50٪ من تقديرات ما قبل الصناعة عند 419 جزءً في المليون.
 
يعتقد بعض الخبراء أنها قد تكون أعلى أرقام شهدها الكوكب منذ أكثر من ثلاثة ملايين عام. ويأتي ذلك إلى جانب انخفاض كبير في انبعاثات الكربون في بداية وباء. "كوفيد-19". ومع ذلك، فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتركيزات الغلاف الجوي ليست بالضبط نفس الشيء فعندما ينبعث الكربون، ينتهي نصفه تقريبًا في الغلاف الجوي ويتم تخزين نصفه بواسطة الأشجار والمحيطات. وعلى العكس من ذلك، لا يمكن إرجاع كل التراكم بين السحب إلى استخدام الوقود الأحفوري. فيما يبدو الانخفاض بنسبة 6 ٪في معدلات الانبعاثات الأخيرة أمرًا كبيرًا، ولكن سيتعين على البلدان أن تخفض إنتاجها من الكربون بنسبة مذهلة تتراوح بين 20٪ و30 ٪ لمدة 6 أشهر تقريبًا.
 
يقول "رالف كيلينغ"، عالم الكيمياء الجيولوجية الذي يدير برنامج Scripps Oceanography CO2 ، إنه طالما تواصلت انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، فسوف يستمر في التراكم في الغلاف الجوي، ناهيك عن أن الانبعاثات بدأت تتصاعد بسرعة بمجرد إعادة فتح العالم عقب شهور من الإغلاق إثر جائحة كورونا. ويتوقع علماء المناخ أن يكون عام 2021 عامًا مزعجًا بشكل خاص للغلاف الجوي للأرض مع تزايد الطلب على الطاقة والإنتاج مرة أخرى.