في عام 1890 ظهرت أول سيارة دخلت مصر، في عهد الخديوي توفيق وكانت تلك السيارة ملك الأمير عزيز حسن وهو حفيد الخديوي إسماعيل، الذى سافر إلي دولة بريطانيا، من اجل استكمال دراسته في جامعة أكسفورد، ثم ذهب الي بوتسدام في ألمانيا، وهناك التحق بالعمل كضابط بالجيش الامبراطوري الألماني.
قرر الأمير عزيز العودة إلي مصر مرة أخرى، اصطحب معه من الخارج تلك السيارة، التي صنعت في دولة فرنسا، وكانت تنتمي إلي ماركة "دي ديون بوتون"، وكانت تعمل بقوة البخار.
وكان الهدف الأساسي من هذه السيارة هو استخدامها كوسيلة للتسلية والترفيه والمغامرة، أكثر من عملها كوسيلة للانتقال من مكان لآخر.
في ذلك الوقت كانت المركبات التي تجرها الخيول، هي وسيلة النقل المتعارف عليها، واستمرت حتي أواخر القرن التاسع عشر، وفي عام 1904 قرر الأمير حسن أن يعمل رحلة من القاهرة إلى الإسكندرية وقطع بسيارته مسافة 210 كم، واستغرقت الرحلة 10 ساعات، وبسرعة بلغت 20 كم في الساعة بهذه السيارة.
كانت هذه السرعة في حقيقة الأمر كبيرة مقارنة بسرعة المركبات التي تجرها الخيول في ذلك الوقت، كما ان الطرق في مصر لم تكن ممهدة في هذه الفترة وبالتالي ليست صالحة لسير العربات، ولهذا اضطر الأمير للسير وسط الحقول بسيارته، مما أدى إلى إتلاف الكثير من المزروعات وقتل عددا ليس بالقليل من الخراف والماعز.
في بداية الأمر، عندك شاهد الفلاحون المركبة التي يقودها الأمير عزيز بدون وجود خيول، فاعتقدوا أن الشياطين هي التي تدفعها للسير علي الطريق، وانتشرت السيارة "دي ديون بوتون" بين النبلاء والأثرياء من التجار في ذلك الوقت ، وقام الأمير محمد علي توفيق بامتلاك نسخة منها، و أيضاً صاحب شركات السياحة الإنجليزي "توماس كوك".