جمال رشدي يكتب
سأسطر لكم اليوم كلمات هذا المقال عن رجل اعتبره مثلي الأعلى في الكثير من الصفات والسمات الشخصية، وانتهز فرصة سطور تلك الكلمات لكي أرسل له ملايين باقات التهنئة بعيد سيامته كأسقف لخدم كنيسة الوطن .
الأنبا مرقس هو تجسيد حي لما لابد أن تكون عليه قيادة الكنيسة المصرية ،، فهو الراهب الذي يمتلك الرؤية المتسعة للثقافة البيئية للمجتمع، وهو الخادم الأمين الذي يتميز بالتواضع والاحتمال، وهو الأسقف والمطران الذي يمتلك قدرات ومقومات رجل الدولة والكنيسة .
ففي حضوره تستمع بحديث عالم لاهوت متحرر في حب المسيح والكنيسة، وتفتخر به كرجل دولة له رؤية عميقة وشاملة عن كل ما يمكن تناوله لشئون الدولة والوطن،، اعتز به كثيرا لأني أجد في شخصه ضالتي التي اطلب بتواجدها في رجال الدين ،، فكفي تراقب طريقة حديثه وتناوله للإحداث فهو المتفوه المثقف المتمكن المقنع البسيط المتواضع المحبوب ،،، " الحكيم الذكي " المطلع القارئ، ومن القيادات التي تؤمن بحوار الأديان والتعايش بينها والتسامح والإخاء ونبذ التعصب الديني والطائفي.
للأنباء مرقس أفكار إصلاحية كبيرة، وكان وراء المقترحات الخاصة بتطوير وتحسين الخدمات داخل الكنيسة، ونجح في تجسيد التكافل والرعاية بين الكهنة ليقدموا خدمات للأقباط، كما ساهم في إنشاء حضانات ومكتبات بالكنيسة.
ساهم الأنبا مرقس في تطوير العمل الإعلامي داخل الكنيسة، وكان أول من أسس قناة كنسية للأطفال كما أسس أكاديمية للإعلام والفنون للشباب.
وقد أتاحت لي غربتي خارج مصر أن أرافقه في كثير من الأحيان أثناء زيارته للشقيقة المملكة العربية السعودية، وكم كنت فخورا بشخصه عندما أقدمه للآخرين، فهو صوره مشرفه للكنيسة المصرية وللوطن الحبيب ،،، واليكم نبذه مختصره عن هذا الرجل الذي ألقبه بوزير إعلام الكنيسة المصرية لما يمتلكه من مقومات وقدرات ثقافية وعلمية في كل المجالات .
ولد الأنبا مرقس فى 2 يناير 1944 فى حي الزيتون بالقاهرة، وحصل على بكالوريوس هندسة (قسم ميكانيكا) عام 1968 من جامعة عين شمس، ثم حصل على بكالوريوس كلية اللاهوت، عمل مهندسا بشركة أتوبيس شرق الدلتا عام 1969، وخدم فى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، ترهب بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون وكان قد تعرف على البابا شنودة الثالث فى يوم 4 يوليو 1959، عندما كان ما زال راهبا باسم انطونيوس السرياني، ويعمل سكرتيرًا لقداسة البابا كيرلس السادس.
وخدم مع البابا شنودة الثالث منذ عام 1972، رقى إلى درجة القمصية، ثم عُين أمينا لدير الأنبا يشوى فى مارس 1978، تمت سيامته خورى أبسكوبوس (مساعد أسقف) ليخدم إيبارشية القليوبية كمساعد لنيافة الحبر الراحل الأنبا مكسيموس مطران القليوبية السابق، ومعه 4 مساعدين آخرين، منهم الأنبا إيساك.
رقى إلى درجة الأسقفية ثم أسقف عام لإيبارشية القليوبية في ٢ يونيو عام ١٩٨٥، وأصبح مسئولا عن كنائس شبرا الخيمة التابعة لإيبارشية القليوبية، انتخب عضو باللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بعد وفاة الأنبا مكسيموس تم اختياره كأسقف لكرسي شبرا الخيمة، لتبدأ أسقفية شبرا الخيمة فى الازدهار على عدة مناحي منها:
نال رتبة مطران اليوم الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٨ بيد البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وهو عضو لجنتي الإعلام والتكنولوجيا والقنوات الفضائية في المجمع المقدس.