قراءات للتأمل
قراءه: نبيل صموئيل
(منقول)
الإيمان هو مسار الروح نحو الله، وعلاقة سرية خفية تربط الخالق بالمخلوق وهذه العلاقة ليس لها هوية دينية محددة بمعنى ان الشعور بمحبة الله ليس له اسم ديني سواء كان اسلامي او مسيحي او يهودي او غيره، فهو شعور انساني عفوي ينطلق من الأعماق بلهفة وشوق نحو المحبوب الأعلى وسر الأسرار ومن خصائص الإيمان انه يوحد بين البشر جميعا ويربطهم بهدف واحد مشترك هو محبة الله،
بينما الأديان تفرق بين الناس وتدعوهم الى الأنتماء اليها واقصاء الآخر، والايمان يعصم الانسان عن الخطأ في حال أصبح المقياس للتفكير والسلوك هو محبة الله وعدالته،
بينما اذا اصبح الدين هو المقياس وفتاوى ووصايا رجال الدين؟! هي البيان الرسمي الناطق بإسم الله سيقع حتما البشر في الاخطاء والصراعات والحروب الدينية وجرائم الإرهاب.
إن التمييز والفصل ما بين الدين والإيمان ضرورة تفرضها مستلزمات العقل وعدالة الله وحقوق الانسان وتطور الحياة وحق الانسان في حرية حب الله بعيدا عن المسميات والأطر الدينية.
وفي هذا الإطار كتب فيما كتب الفيلسوف والمفكر الكبير المعاصر د. مراد وهبه:
——— فقد تبلور فى دعوة العالم الفلكى البولندى نقولا كوبرنيكس إلى نظرية دوران الأرض حول الشمس فى كتابه المعنون «عن دوران الأفلاك»،
وفيه مقدمة موجهة إلى بابا روما مفادها الآتى:
"أيها البابا لا تقلق من هذه النظرية لأن المسألة كلها محصورة فى أن المعادلات الرياضية الخاصة بنظريتى أبسط من المعادلات الرياضية الخاصة بنظرية بطليموس التى تدعو إلى ثبات الأرض مع دوران الشمس حولها"
ومع ذلك فقد صودر الكتاب بعد طبعه واستلم كوبرنيكس نسخة منه وهو على فراش الموت فى عام 1543. ثم حوكم جاليليو دينيا لتأييده نظرية كوبرنيكس. وأظن أن سبب مصادرة الكتاب مع اضطهاد المؤيد له مردود إلى أن هذه النظرية تومئ إلى القول بالعلمانية لأن دوران الأرض يعنى دوران الإنسان، وهذا الدوران يعنى الحركة، والحركة تستلزم التغير، والتغير يعنى أن ما كان يظن أنه حق فإذا به لا يكون كذلك مع التطور، ومن ثم لا يكون من حق أى إنسان أن يتوهم أنه مالك للحقيقة المطلقة.
ومن هنا جاء تعريفى (د.مراد وهبه) للعلمانية بأنها "التفكير فى النسبى بما هو نسبى وليس بما هو مطلق. وهذه هى مسألة الإيمان والدين بلا زيادة أو نقصان".
وكأن د. مراد وهبه يكتب قائلا:
"كن كما تريد أن تكون، لكن لا تعتقد أنك وحدك تمتلك الحقيقه المطلقه"