إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني
 
تعلم جيوفاني منذ الصغر مبادي واساسيات الايمان المسيحية فتعلق قلبه بحياة الزهد والتنسك، وعندما كبر ترك منزل والديه قاصداً الحياة النسكية، فبدل ملابسه الفاخرة بملابس متسول ووصل الى تارانتو وتعرف على الرهبان الباسيليين في جزيرة سان بيترو، وبدا يعيش معهم، فاسند اليه رعاية الأغنام الخاصة بالدير، وترك الدير باحثاً عن الله الذي شعر انه بحاجة شديدة إليه، فسمع صوتاً داخلياً يقول له "أن الله معك " فراي قارباً بجانب الشاطئ فاستقله ووصل به الى كالابريا.
 
حيث عاش في أحدي الغابات حياة العزلة والصلاة والإماتة.
 
ثم ذهب الى جزيرة صقلية حيث امضي عامين عائشاً في حياة الندامة والتوبة.
 
ثم عاد الى بوليا في جينوزا وعاش هناك مع اقاربه الذين انتقلوا الى هناك لأسباب سياسية.
 
ولم يتعرفوا عليه لأن ملامحه قد تغيرت فاظنوا أنه أحد الفقراء. وبدا يتجول بين الناس من مختلف البلدان يكرز بالإنجيل ويحثهم على حياة الصلاة والعودة الى الحياة المسيحية الحقيقية، فنال إعجاب وإحسان الشعب من حوله فكانوا يبحثون عنه ليستمعوا له. فقامت مجموعة بالشكاية عليه الى الكونت روبرتو دي شيارمونتي الذي حكم عليه السجن، وتم تحريره بأعجوبة، فاضطر للموصلة الوعظ والتبشير في أماكن أخرى، فوصل الى كابوا. فسمع صوتاً يطلب منه الذهاب الى بوليا لمقابلة الراهب غولييلمو من فرشيلي فعاش معه حياة التنسك والتوحد فانضم إليهم عدد كبير من الشباب، فمكث جيوفاني في مدينة بوليا بينما غولييلمو انفصل عنه وأسس ديراً اخر في مدينة مونتي فيرجين.
 
فسمى جيوفاني رهبنته باسم الرهبان الحفاء، فاستعان بقانون القديس بنديكت.  فقرر جيوفاني الذهاب الى فلسطين للتبشير في الأماكن المقدسة، فمر في طريقه بمدينة باري وكانت هذه المدينة في ذلك الوقت تعيش في بهجة وسرور لوصول رفات القديس نيكولاوس وأيضا كانت تحتفل بالمجمع الذي تراسه البابا الطوباوي أوربانو الثاني وجمع من الأساقفة الكاثوليك ، وكل هذا لم يمنع الفساد الأخلاقي والسياسي المنتشر في هذه المنطقة، فاكتشف أن رسالته يجب أن تتحقق في هذا البلد فرفض فكرة السفر لأنه أدرك أن الله يدعوه للرسالة في مدينة بوليا لكى يحارب هذا الفساد ، فرجع فوراً الى بوليا، وكان محبوباً جداً من الشعب مما جعل أعداء المسيحية يحاولون إيقاف نشاطه التبشيري ولم يتمكنوا فحاولوا حرقه بالنار حياً إلا أن يد الله أنقذته .وكان يجول معلنا كلام الله وتبشيره بيسوع المسيح .وكان يتفقد تلاميذه باستمرار للاطمئنان على حياتهم الروحية ، وبعد بضعة أشهر وصول عدد النساك الى خمسون ناسكاً، فأسس ديراً آخر بالقرب من كنيسة سان جاكومو وظل في رئاسة الدير عشرة سنوات، فرقد في الرب بعد حياة حافلة بالعطاء والقداسة يوم 20 يونية 1139م. وأعلنه البابا ألكسندر الثالث قديساً عام 1177م.