حمدى رزق

فنيًا، تكفل الدكتور «نادر نورالدين»، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، بتفنيد التقديرات الجزافية التى صاغها «واكِل ناسه فى ناسا»، عصام حجى، حول التأثيرات السالبة للسد الإثيوبى على الزراعة والرى والحياة إجمالًا فى مصر.

 
سياسيًا، يستوجب التوقف أمام العديد من علامات الاستفهام التى تحوم حول الدراسة الساقطة فنيًا، وتوقيت إجرائها، (وقت القطيعة المصرية- القطرية)، والتعجل بنشرها الآن والعلاقات تعود رويدًا رويدًا إلى طبيعتها، ونشرها قبل مراجعتها على خبراء ثقات، وقبل إجازتها للنشر العلمى فى المجلة التى قبلت البحث مبدئيًا (تحت التحقق)، والتعجل بإذاعة النتائج غير المعتمدة فى الأيام الأخيرة على الملء الثانى، ما يؤشر على الاستهداف السياسى الفجّ.
 
ما معنى النشر المدفوع، تدفع أو يدفع (من جهةٍ للتمويل) لمجلة لنشر بحث ممول، هل يُوثَق فى مصداقية بحث ممول يدفع لنشره، ومَن ذا الذى مول البحث، وأهدافه، وتوقيت نشره تزامنًا مع دعوات تحريضية مفضوحة ضد الحكومة المصرية من جماعة الإخوان والتابعين تتخذ من الملء الثانى مكايدة سياسية مفضوحة!.
 
فى هذا السياق الاستفهامى، تلقيت رسالة من الدكتور نبيل محيى عبدالحميد، العميد السابق لكلية الصيدلة، جامعة كفر الشيخ، يقول فيها، بعد نشر «حجى» بحثًا- مكتبيًا- وليس ميدانيًا أو عمليًا أو حتى افتراضيًا، عن أضرار الملء الثانى لسد النهضة، على صفحته على الباحث العلمى على «جوجل»، وتعجل النشر بعد قبول البحث مبدئيًا فى مجلة بريطانية مغمورة اسمها: «خطابات البحث البيئى»، ولم تكتمل عملية النشر النهائية بعد.
 
ولما كانت خلاصة البحث قد خلت من توصيات علمية، وكذلك خلاصة غير موضوعية تناولت سيناريوهات الخسارة المصرية المُبالَغ فيها (استهدافًا سياسيًا فجًا)، مع تجنب ذكر أى شىء عن خسارة السودان، لماذا مصر، وليس مصر والسودان، والضرر واقع على كلتيهما، هل هى شروط الممول سياسيًا.. هذا لا يستقيم علميًا ولا وطنيًا!.
 
يقول دكتور نبيل، ومن بين (٦٠) مصدرًا استعان بها «حجى» (كان له مع اثنين فى قطر بحث مكتبى يتيم أيضًا، منشور ٢٠١٨)، هذا يُضعف البحث علميًا، ويصمه بالتسييس لأن البحث المرجعى أو الدراسة لابد أن يكون صاحبها له بحوث وكتب ودراسات منشورة سابقة فى هذا المجال لتحقيق الموضوعية والمصداقية، وقد خلا البحث من كل هذه الشروط المستوجبة علميًا..
 
ولفتنى مصدر التمويل: مؤسسة قطر، ومعهد بحوث الطاقة القطرى وجامعة جنوب كاليفورنيا التى يعمل بها «حجى» حاليًا، لذا راسلت «جوناثان كين»، رئيس تحرير المجلة، متسائلًا: كيف تم قبول هذا البحث المتهافت للنشر، ومَن قام بمراجعته قبل نشره؟!.
 
وطالبته بضرورة مراجعته على الخبراء المصريين والسودانيين حفاظًا على سمعة المجلة من مَغَبّة الاستخدام السياسى الفج.. وقد طلب منى ردًا مُوثَّقًا بالمراجع الرسمية من مصادر علمية معتمدة، وحاليًا أعد للمجلة جدولًا مفصلًا يفند كل تلفيقات البحث المتهافت، والله المستعان.
 
نقلا عن المصرى اليوم