إعداد الأب / وليم عبد المسيح سعيد - الفرنسيسكاني
وُلد القدّيس لويس دي غونزاغا، في إمارة كاستيليون الإيطاليّة في يوم 9 مارس 1568م. وهو الابن البكر لأبويه. اهتمَّ والداه بتربيّته على حياة النبلاء، وعلَّمته أمّه، وهو لا يزال في المهد، الصّلاة الربانيّة والسّلام الملائكيّ.
كان يرافق أباه وهو في الرابعة من عمره إلى مراكز تعليم المبارزة والفروسيّة وفنون القتال. وكان لويس يتردّد مع أباه إلى البلاط الملكيّ الذي كان إذّاك مركزًا للعلماء والمفكرين ولمن كانوا مبدعين في ذلك العصر، ولكن في الوقت ذاته كان مركزًا للفسق والدعارة والزنى وفيه أيضًا كانت تحاك أكبر الدسائس والعداوات.
عندما أدرك لويس كلّ هذا بدأ ينسحب من هذه المراكز وأخذ يهرب من الحفلات وينسحب من التجمّعات العامّة ليحقّق ذاته وهدفه في طهارته.
ذهب لويس إلى مدينة مانتوا، ليعيش فيها مع عائلته. كان عند أحدهم كنيسة خصوصيّة في بيته، فأخذ لويس يتردّد عليها ليرتل المزامير ويبحر في محبَّته لله، وكانت فكرة الكهنوت تراوده دائمًا.
في عام 1580م. زار الأب شارل بوروميو منطقة كاستيليونه، والتقى بالشاب لويس وتحدثا عن روحانيّة لويس وعن ميله إلى الكهنوت.
ولأنّه كان عطر السِّيرة، عفيف المشاعر وذكيّ الفؤاد... عَشِقَ الصلاة وزيارة معابد العذراء، كما عَشِقَ سرّ الاعتراف وسرّ القربان، وعَشقَ أيضًا مطالعة الكتب المسيحيّة والحديث مع الرّهبان بالموضوعات المتعلّقة بالإيمان. وسرعان ما عَبِقَ قلبُهُ برحيق الترهّب.
في العام 1583م، بينما كان في الكنيسة يسأل العذراء أن ترْشده إلى ما به صلاحه، طَرَقَت مسمعه العبارة التالية: "لويس، عليك بجمعيّة اليسوعيّين".
فقَصَدَ معرّفه وأَعْلَمه بذلك، فقال له مُعَرِّفُهُ: "لا ريب أنّ هذه الدعوة من الله".
فثَبُتَ لديه أنّ الرّب يدعوه إلى دخول الرهبانيّة اليسوعيّة. وعلى الرّغم من أنّ والده اجتهد كثيرًا في صرفه عن مقصده، ظلَّ مصرًّا على دخول تلك الرهبانيّة. وفي نهاية المطاف، وبعد أن تأكَّد لهذا الوالد أنّ مقاومته دعوةَ ابنه هي "مقاومة لله عينه"، قال له: "إذهب إلى حيث تدعوك السّماء".
فدخل لويس ديراً للرهبانية اليسوعية في روما وفى اثناء ارتوائه من خوابيه، ترك فضائله تلوح الآخرين بأسمى العطور.
في عام 1591 انتشر مرض الطاعون في ايطاليا وعمّت المجاعة بين السكّان، فهب لويس بمساعدة المرضى وذهب إلى القصور ليجمع التبرعات لأهله وسكّان منطقته.
لكن من جرّاء ذلك أصيب الأب لويس بعدوى مرض الطاعون، فقرّر رؤساءه أن يستثنوه من العمل في المستشفيات ، فأصبحت صحّته ضعيفة ولم يعد قادرّا على الحراك، فبينما كان يصلّي نال رسالة من السّماء تخبره بأنّه سوف يموت في عيد جسد الرّب، وعند حلول ذلك اليوم وكان في يوم 21 يونيو 1591 تحسّنت صحته تحسنًا ملحوظًا، فطلب أن يقبل سرّي المناولة ومسحة المرضى، فكان له ما أراد، وفي الساعة العاشرة مساءً لاحظ الكاهنان اللذان يسهران عليه أن لون وجهه قد تغيّر وعرفا أنّه مشرف على الموت، وكانت عيناه تشخصان الصليب الذي كان بين يديه، وكان يردّد اسم يسوع، وبعد ذلك فارقته روحه ورفرفت إلى سماء القدِّيسين وعمره 23 عامًا.
أولى عجائبه شفاؤه لأمّه التي ظهر لها ممجَّدًا ومبتسمًا. وقد أجرى الله على يده معجزات كثيرة
أعلنه البابا بولس الخامس طوباويًا في 19 أكتوبر 1605م
وأعلنه البابا بنديكت الثالث عشر قدّيسًا في يوم 31 ديسمبر 1726م،
وهو شفيع الطلاب، والشباب المسيحي