" كلمات غداة  المشاركة  في احياء ذكراك العطرة "  
 زهير دعيم
ماذا أكتب وماذا أقول ؟ 
ماذا أخطّ والقلم ينخرس والحروف تتلعثم وتأبى الإنصياع ، كيف لا ؟!!!  والمقصود هو علم ابن علم وزيتونة شامخة تعانق جذورها الشّمَم وتترسّخ في تُربة الأمجاد.
 
  غرّد الانسانية أغرودة عمر ، وكتبها على جبين المجد قصيدة عصماء ، ورصّع جبين الشّرق بمحبّةٍ فاقت الحدود والآماد تعلّمها من ربّ الحياة والوجود.
  لا بُدّ وأنكم قد عرفتموه ، فهل يخفى القمر ؟!!!
 
 إنّه الاستاذ الذي انتقل عنّا الى الامجاد قبل اشهر قليلة الياس جبّور ، ورجل المجتمع الأول، والكاتب المُبدع وابن الأصالة المُتجذّرة في تربة الشرق.
 إنه ابن شفاعمرو ؛ شفاعمرو  الخال الجميل على خدّ الجليل ... عرفته استاذًا يفيض هيبة ووقارًا يوم عملت مُدرّسًا في مدرسة طمرا  " أ "  عام 1975\ 76 وكان مُدرّسًا في ثانوية طمرة يدرّس اللغة الانجليزيّة .
 
كنّا نلتقي بقرب صيدلية ابن عبلّين آنذاك الصّيدليّ ابراهيم حبيب خوري فنتجاذب أطراف الحديث ... 
 
شدّني وقتها وأسرني بانسانيته الجميلة وعذب حروفه واتزانه الذي فاق الحدود ...  شدّني وأنا الشّاب الصغير فرحت انتظر لقياه بلهفة،  واروح أراه بعين الماضي الجميل وهو يُدرّس في ثانوية عبلّين التي كان أحد مؤسّسيها ، فندمت لأني لم أدرسْ على يديه. 
 
 وافترقنا ، ولكننا لم نفترق،  فتابعته من بعيد وهو يزرع السّلام في المجتمع ، ويغرس المحبّة في القلوب ، والامجاد في السّطور ، فتراه في لجان الصّلح مِقدامًا ، وفي عمل الخير قيدومًا،  وفي الأدب علمًا يُشار اليه بالبنان ..لقد أرّخ شفاعمرو وأحبّها كما أبيه المرحوم جبّور جبّور الرئيس الثّاني لمدينة شفاعمرو.
 
 استاذنا الغالي الياس :  روحك الجميلة ما زالت ترفرف في فضاءا تنا ، وتهمس  فوق  روابينا همسات الوجد ..
استاذنا الكبير : عطر وجودك ما زال يفوح فيملأ الاجواء اريجًا وشذىً وبقايا من حنين.
استاذنا  أبا  جبّور الذي لا ولن يغيب...
نمّ قرير العين ، فقد تركتَ في العرينِ أشبالًا تعشق مثلك 
القمم والمحبة وبثّ السّلام والوِفاقَ  في كلّ القلوب ، وتزرع البِّرّ دونما ان تنتظر أجرًا.. 
 لروحك استاذنا الكبير سلام الله..