(1897- 1965 )

إعداد ماجد كامل
يمثل  المؤرخ اللبناني الكبير الدكتور أسد رستم ( 1897- 1965 ) أهمية كبيرة في تاريخ دراسات تاريخ  الكنائس الشرقية ؛ والكنيسة الأنطاكية منها علي وجه الخصوص . أما عن أسد رستم نفسه ؛ فلقد ولد في أحدي القري اللبنانية في 4 يونيو 1897 ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة ؛ حيث درس بالمدرسة الإنجليزية ؛ حتي نال شهادة البكالوريا عام 1911 م ؛ ثم التحق بالجامعة الأمريكية ببيروت وحصل منها علي درجة البكالوريوس في مجال التاريخ ؛ ولشدة نبوغه جاءته منحة لدراسة الدكتوراة في جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية لدراسة تاريخ الشرق القديم  ؛ وهناك درس التاريخ الشرقي القديم واللغات الأشورية والعبرية واليونانية واللاتينية ؛ وبعد خمسة عشر شهرا من الدراسة في المخطوطات وزيارة المكتبات والمتاحف ؛ نال شهادة الدكتوراة في التاريخ الشرقي القديم ؛ ثم عاد إلي بيروت  ليقوم بتدريس التاريخ في كلية الآداب جامعة بيروت الأمريكية ؛ ولقد قال عنه صديقه فؤاد البستاني " كان أسد رستم أول دكتور عرف بهذا اللقب دون أن يكون طبيبا " ولقد أعتكف بعدها في دراسة حقبة من التاريخ لم يتطرق إليها أحد كثيرا ؛وهي الأربعمائة سنة الأخيرة  من عصر الاحتلال العثماني ؛ ولدراسة هذا البحث قام بزيارة بلدان مصر وفلسطين وتركيا بحثا عن وثائق تلك الحقبة ؛ وفي تلك الفترة أيضا ؛ بدأ يعد مشروع بحث كبير عن تاريخ لبنان ؛ فقام بجمع كل الأصول المتعلقة بتاريخ لبنان في عهد  محمد علي باشا ؛ وبعد الانتهاء من دراستها ؛ تم نشرها في خمسة مجلدات ؛ وفي تلك الفترة قام بتحقيق اول كتاب عن تاريخ لبنان بقلم الامير حيدر الشهابي في ثلاثة أجزاء نال  بسببه وسام الأرز من لبنان ؛ كما نشر مخطوطا نادرا  لأحد قدامي المؤرخين اللبنانين عن تاريخ لبنان في عصر فخر الدين المعني الثاني . وفي خلال عام 1938  ؛ توجه إلي مصر ؛ وقام بدرسة وثائق ومخطوطات قصر عابدين ؛ وبعد الانتهاء من عمله هذا ؛ تم نشر موسوعة " المحفوظات الملكية في عصر محمد علي باشا " في خمسة مجلدات . ومع بداية اندلاع الحرب العالمية الثانية ؛ تم تعيين أسد رستم مستشارا شرقيا لمعتمدية  الولايات المتحدة الدبلوماسية في بيروت . ثم استقال من هذه الوظيفة عام 1951 ؛ ليعمل بعدها مستشارا في قيادة الجيش اللبناني ؛ وبناء علي طلب من أحد أصدقائه القدامي ؛ عمل أسد رستم أستاذا للتاريخ القديم في الجامعة اللبنانية في بيروت ؛ وفي تلك الفترة ؛ نشر مؤلفه الضخم " في تاريخ الروم وحضارتهم وعلاقتهم بالعرب في جزئين " وكان ذلك خلال عام 1955 .


وفي خلال عام 1958 ؛ قام أسد رستم بكتابة موسوعته الكبري " تاريخ كنيسة مدينة الله انطاكية العظمي " في ثلاثة مجلدات ؛ فقلده مثلث الرحمات الكسندروس الثالث بطريرك انطاكية وسائر المشرق ( 1931- 1958 ) وسام البطريرك الانطاكي المقدس ؛ ووسام القديسيين بطرس وبولس ؛ كما لقبه بلقب " مؤرخ الكرسي الانطاكي " نظرا لخدماته الجليلة التي قدمها في حقل  الكنيسة الأنطاكية . وفي خلال عام 1962 وصل إلي السن القانونية للخروج إلي المعاش ؛ وبعدها عمل مديرا شرفيا لأحدي المراكز البحثية الكبري في لبنان ؛ كما كلفه  أستاذ الديانات في الجامعة الامريكية بييروت  ببدء العمل في إصدار معجم لاهوتي كبير . وذلك بناء علي تزكية مقدمة من البطريرك ثيودوسيوس السادس ( 1958- 1969 ) أن يكون أسد رستم هو ممثل الكنيسة الأرثوذكسية في اللجنة . وفي خلال عام 1964 ؛ قام المؤرخ اللبناني الكبير قسطنطين رزيق ( 1909- 2000 )   بتبلغيه  عن ترشيح   أحدي الهيئات العلمية " جائزة رئيس الجمهورية "  ومقدارها خمسة  آلاف ليرة . وفي صباح يوم 23 يونيو 1965 ؛ أستقيقظ في الصباح الباكر ؛ وأنكب علي كتابة المواد الخاصة به في القاموس ؛ وفجأة شعر بثقل في يده اليمني ؛ وطلب نقله  إلي مستشفي الجامعة الأمريكية ؛ ولكنه توفي فور وصوله المستشفي ؛ وتمت الصلاة عليه في كنيسة القديس جاورجيوس الأرثوذكسية صباح البوم التالي ( لمزيد من التفصيل عن حياته راجع ( جوزيف زيتون :- الدكتور أسد رستم مؤرخ الكرسي الانطاكي المقدس ؛ سلسلة أعلام أرثوذكسيين ؛ تاربخنا المسيحي ؛ كنيسة انطاكية ؛ 3 اكتوبر 2019 ) .


أما عن أهم الجوائز والأوسمة والنياشين التي حصل عليها فهي :-
1-وسام الاستحقاق السوري .
2-وسام الاستحقاق اللبناني .
3-وسام المعارف المصري .
4-وسام الاستقلال العربي  الأردني من الملك عبد الله .
5- نال لقب مؤرخ الكرسي الأنطاكي من مثلث الرحمات البطريرك ألكسندروس الثالث .
6-نال وسام القديسين بطرس وبولس من نفي الأب البطريرك .
7-منحته جمعية " أصدقاء الكتاب " جائزة رئيس الجمهورية .
8- وسام الاستحقاق اللبناني الذهبي .

أما عن أشهر وأهم كتبه ؛ فهي في حدود ما تمكنت من التوصل إليه :-
1-مصطلح التاريخ .
2-بشير بين السلطان والعزيز ( 1804- 1841 ) .
3- عصر أوغسطس قيصر وحلفائه .
4-مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران .
5-كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمي ( ثلاثة مجلدات ) .  
6-آباء الكنيسة في القرون الثلاثة الأولي .
7-الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (
8-الأصول العربية لتاريخ سورية في عهد علي باشا .
9-لبنان في عهد المتصرفية .
10- المخطوطات الملكية المصرية ( أربعة أجزاء ) .  
11-لبنان في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني ( أربعة اجزاء ) .  
12-حروب إبراهيم باشا المصري في سوريا والأناضول .
13-حروب إبراهيم باشا المصري في سوريا والاناضول .
15- لبنان في عهد الأمراء الشهابيين .
16-حرب في الكنائس .
17- عصر أوغسطس قيصر وخلفائه .
18 – الأصول العربية لتاريخ سورية في عهد محمد علي باشا ( خمسة مجلدات ) .

وسوف نعرض في المساحة المتبقية من المقالة لبعض أشهر كتبه ؛ ومنها مثلا كتاب "آباء الكنيسة "  فلقد قام بتقسيم الكتاب إلي قسمين :- القسم الأول الآباء الرسوليون والمناضلون " . وفيه كتب عن " إقليمنضس أسقف روما – أغناطيوس المتوشح بالله – بوليكاربوس وبابياس وبرنابا – كتاب الراعي لهرماس – تعليم الرسل الأثني عشر " أما الآباء المناضلون ؛ فلقد كتب عن " كواردنوس – أرستيدس الأثيني – القديس يوستينوس – تيتانوس السوري – ميليتاديس الخطيب – أثيناغوراس الأثيني – ثيوفيلوس الأنطاكي – مليطون البتول – رسالة ديوغنتيستس – الغنوسية المسيحية " . أما القسم الثاني فلقد شمل آباء القرن الثالث ؛ حيث بدأ بمجموعة من الآباء لهم  أهمية كبيرة نحن الأقباط  وهم آباء مدرسة الإسكندرية ومنهم " بنطينوس – إقلمندس السكندري – أوريجانوس – أمونيوس السكندري – ديونسيوس السكندري – ثيوغننيستس – بيريوس – بطرس السكندري  ...... الخ " ومن الآباء الأنطاكيون والآسيويون " غريغوروس العجايبي – فرمليانوس – ميثوديس الأوليمبي – يوليوس الأفريقي – بولس السمسياطي – لوقيانوس  الأنطاكي – ذوروتيوس الأنطاكي  ...... الخ " ومن الآباء الرومانيون " هيبولوتيس الروماني – نواتيانوس " ومن الآباء الأفريقيون " ترتليانوس – كبريانوس – أرنوبيوس – لكتنيوس ...... ألخ " . والكتاب يقع في 214 صفحة  ؛ وهو يعتبر واحدا من أفضل الكتب التي صدرت في هذا الموضوع .  

أما الكتاب الثاني الذي سوف نعرض له ؛ فهو كتاب " مصطلح التاريخ " ولعله من  أوائل الكتب التي تصدر باللغة العربية عن مصطلح التاريخ " ولقد تناول فيه الأصول والنظريات العلمية الحديثة  التي تناولت قواعد " نقد الأصول – تنظيم العمل – تفسير النص – الربط والتأليف – قواعد الاجتهاد – التحليل والإيضاح – طرق  العرض " . والكتاب يتميز بالأسلوب الأكاديمي  العالي ؛ ويقع في 116 صفحة .

بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-د جوزيف زيتون :- الدكتور أسد رستم مؤرخ الكرسي الانطاكي المقدس ؛ سلسلة أعلام أرثوذكسيون ؛ تاريخنا المسيحي ؛ كنيسة انطاكية ؛ 3 اكتوبر 2019 ؛ موقع علي شبكة الأنترنت .
2-أسد رستم – ويكبيديا .
3-كتب ومؤلفات أسد رستم / مؤسسة هنداوي .
4-الدكتور أسد رستم / مشروع الكنوز القبطية .
5-كتاب  الأعلام للزركلي  ؛ الجزء الأول ؛ صفحة 297 .
6-الدكتورة ليا رستم شحادة :- أسد رستم مؤرخ الكرسي الانطاكي مسيرة عمر ؛ منشورات بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس .
7-بعض المواقع المتناثرة علي شبكة الأنترنت .