عبد المنعم بدوى
عندما كنت طفلا ، أرادت أمى أن تعطينى درسا فى الحياه ... وكان من عادتها أن تجفف الحبوب بوضعها تحت أشعة الشمس فى بلكونه المنزل ، فقالت لى : روح أحرس الحبوب وأمسك عصايا علشان تهش بيها العصافير ، تلقيت الأمر بصدر رحب وذهبت مسرعا إلى البلكونه حيث مكان تجفيف الحبوب .
وجدت العصافير بالعشرات تأكل فى مرح وهى تغنى ، تركتها وجلست أتأملها وأنا سعيد بهذا المنظر ... بعد قليل حضرت أمى ، وشاهدتنى وأنا جالس أراقب العصافير ، فما كان منها إلا أن أخذت منى العصا ، وقالت لابأس من أن تكون محبا لمخلوقات الله ، وتعطف على الضعيف منها ، ولكن أعلم أن الحياه صعبه وشاقه .
يومها تعلمت أن لا أعيش على العنف ، ولكن أعيش بالحب ، وليس مهما من ينتصر ، سأفعل ما أحب مع من أحب ، أعلم أنها قد لاتكون أيام جميله فالحياه صعبه وشاقه على حد قول أمى ، لكنى متأكد إننى إذا فعلت ما أحب فسأكون سعيد ، إن حلاوة الدنيا ستضيع من فمى طعم المراره مهما كانت قويه .
إذا تمسك الأنسان بالحب فى الحياه وبكل جميل فيها ، وبكل رسالات الله وإشاراته الموجهه إلينا حتى فى أحلك الظروف ، فإنه سوف ينتصر فى النهايه ، ويعرف معنى حب الحياه