الأقباط متحدون | وما مصر إللا ..... صفقة !
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:١٧ | السبت ١٨ اغسطس ٢٠١٢ | ١٢ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٥٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

وما مصر إللا ..... صفقة !

السبت ١٨ اغسطس ٢٠١٢ - ٠٠: ٠٨ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم: جون الفي

 
لم اكن أتمني ان آري بلادي آلت الي ما آلت اليه الان ، ولكن استغرقتني الاحداث المتتالية علي الساحة المصرية في الآونة الاخيرة كثيرا من الوقت والهدوء والتركيز لأتمكن من وصف الحال المصري من جانب قد يراه البعض ولا يراه الكثير منا ، فكنت مثل كثيرين مخدوعا وواهماً بأن المجلس الاعلي للقوات المسلحة متمسك بموقف الند للند ورمانة ميزان الحياة السياسية والسلطة في مصر - مع تحفظي انه ارتكب حماقات وأخطاء وخطايا لا تغتفر- حتي حدث ما كنا فعليا نستبعده بإزاحة المجلس الاعلي من الصورة نهائيا وتفكيكة وإقالة معظم قياداته لتظهر ( الصفقة ) التي تسلم علي اثرها الاخوان البلاد ممن اشترطوا عليهم - علي الاخوان - امنهم وأمانهم وليس أمان مصر ، ومصلحتهم وتكريمهم وليس مصلحة مصر ، بمنطق ( اشبعوا بالبلد اياكش تولع بيكوا ) . 
 
نعم ، لا يخطئ كل من تابع ما حدث أخيرا من قرارت مرسي في ان يعرف ان كل شئ تم في غرف مغلقه وكلٍ يبحث عن مصلحته من الطرفين ، الاخوان يريدوا السيطرة والاستحواذ والتمكين من حكم مصر ، والمجلس الاعلي الذي تعامل مع الثورة ( ككوبري) يعبر منه الي المنطقه الآمنة بعيدا عن مصير مبارك ، وهنا انوه ان مبارك نفسه لو كان دخل في مفاوضات مع الاخوان وقت الثورة لتمكينهم من الحكم ، لكان مبارك الان حاملاً قلادة النيل وارفع الأوسمة ونزيلاً عزيزا في شرم الشيخ هو واسرتة ، هنا مربط الفرس كما يقولون ، إرضاء الاخوان وتسليم مصر اليهم ، فيسيل اللعاب ، وتجحظ العيون ، وتفتح الأفواه ، ويمحي التفكير ، وافعل ما شئت بل وتستحق التكريم تحت رعاية كل من الغي دينه واعتنق الإخوانية ديناً ومذهباً ، وطبَّل وهلل لكل ما يفعله ( اولي الامر ) فهم اليهم سامعين مطيعين مستأنسين ، فيكفي ان تنافقهم وان كانوا يعلموا انك تكرههم حتي تؤخذ علي ( الحجر ) وتتقلد النياشين .
 
المجلس العسكري كان اذكي من مبارك ، وتعلم الدرس ان الاخوان اصبحوا يملكوا ( زمبلك) التحرير ، تحت اي مسمي هم فقط من يختاروه ، فقام العسكري بوضع شروطة قبل اعلان الرئيس ، بما يجعل مرسي بطلا أسطوريا ينتزع صلاحياته ويفرد عضلاته ، ويتراجع أمامه العسكري مطأطأ الرأس في مشهد درامي لا يخطئه اي ( مغفل ) الا الاخوان، وكله في سبيل تقاعد مريح وثير مبطن بواقي من المقاضاة والملاحقة وأصابع التخوين والاتهام بمنصب شرفي في الفريق الرئاسي ، فيكفي لكي تعرف تلون هؤلاء المنتفعين ان تتابع موقفهم من المجلس الاعلي للقوات المسلحة منذ بداية الثورة الي الان ، تأييد في أعقاب تنحي مبارك ، وتعبئة وحشد ضد العسكري وقت الاستفتاء ، ثم تأييد ومساندة وقت الانتخابات التشريعية ، ثم انقلاب واتهامات ومظاهرات مصطنعة ضد حكومة الجنزوري - الذي كرموه وعينوه في نفس مناصب العسكر في الفريق الرئاسي - ثم ازدياد في المواجهة والمعارضة والتخوين ضد العسكر اثناء انتخابات الرئاسة ، ثم احتفاء واحتضان بعد توليهم الحكم ، هؤلاء هم الاخوان ، لا مبدأ ، ولا عهد ، ولا حتي إيمان ، فالذي يحركهم فقط ( مصلحتهم ) ليس اكثر .
 
الاخوان الان لا يروا غضاضه في تقييد وتكميم وإقصاء كل من يمس الذات الإخوانية بكلمة او فعل ، وهم يعلموا ان آلاف ( المنساقين ) مستعدون لجعل كل قرار كارثي او اقصائي او ديكتاتوري  معجزة المعجزات وعبقرية القرارات ، هذا المنطق الذي جعل كل لجانهم الالكترونية ومنافقيهم  يتمادوا في الاستهتار بوجود من يعارض حكمهم ويدعوا لمظاهرات سلمية للتأكيد ان مصر لن تختزل في الاخوان وحدهم ، منتهي الاستعلاء والتكبر والعنجهية تجاه مجرد فكرة وجود من يعارضهم ، ورئيسهم من يوهمنوا يوميا بالدولة الديمقراطية الحديثة في الصباح ، ويحبس وينكل بكل من يعارضه في المساء لانه ببساطه يجد من يصفق له ، وسيستمروا في التصفيق وغض النظر عن كل علامات الاستفهام المهولة التي نواجهها الان من سيول أموال قطر ومغزاها ، ومن قبلها العفو عن من صنفهم القضاء المصري الذي لا يحترمه مرسي بالطبع انهم إرهابيين وحُكم عليهم بأحكام مشددة ، وتولية الوزارة لشخص مغمور سياسيا ، وأزمات في تصاعد وتزايد بسبب قبلة الحياة التي أعطاها الرئيس الإخواني لعشيرته من ارهابيي حماس ومن علي شاكلتهم ، والترحيب بكل من هو متشدد لتطأ قدمهم مصر التي طردوا منها شر طرده والنتيجة ( محدش فاهم حاجة خالص ). 
 
وهنا ترسي مصر في ميناء غير مرحب بها فيه ، كل من به ينظر اليها كمغنم او سلعة او ثروة ، ولكن في حقيقة الامر تظل السفينة اكبر حجما واشد بأساً ممن يحاول ان يتعملق أمامها بعزوته او سلطانه او ماله او فكره .
 
مصر مازالت في انتظار القبطان ، الذي يحبها ويبذل الغالي والنفيس لأجلها حتي تصل لبر الأمان ، لا لمن يوجهها حسب مصالح من يطلق عليهم بالاسم فقط مصريين ، وأما قلبهم وفكرهم رهن خزائن مكتب الإرشاد.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :